ثمة أشياء أعجز عن تفسيرها ، ولا أعتقد أنّ إنساناً عاديّاً مثلي يجد لها تفسيراً معقولاً . وعلى سبيل المثال جميعنا نعرف أنّ معظم الأحزاب الدينية بفرعيها السنّي والشيعي هي التي تولّت حكم العراق منذ أول انتخابات برلمانية عام 2005 . وأعرف، أو أفترض، أنّ المسؤول عن أزمات العراق ومشاكله ، وضعفه أيضا ، هو سيطرة مسؤولي أحزاب الإسلام السياسي على مؤسسات الدولة ، وازدياد عدد الذين تلاعبوا بأرواح العراقيين وأموالهم . وقد ازدادت معدلات القتل والتهجير والبطالة والتشرد في بلاد أُريد لها أن تحكم ضمن ما يفرضه الدين .
وأتمنى أن لايعتبر البعض الحديث موجّهاً للدين ، فالذين يحكموننا لاعلاقة لهم بجوهر الدين المتمثل بـ " المعاملة الحسنة وإقامة العدل وبث الأمن والسلام "
إذن سأشعرأنا المواطن المغلوب ، مثل ملايين العراقيين بأنني خُدعت ، حين يخبرني مسؤول كبير تولّى مناصب عديدة من أنه : " لولا الدعم الإيراني الفوري، والامريكي ، لسقطت الدولة والحكومة ومجلس النواب " ، ففي مقاله اليومي بصحيفة العدالة يكتب القيادي البارز في المجلس الأعلى السيد عادل عبد المهدي منبّهاً أن العراق كان في طريقه الى الزوال حين دخلت داعش الموصل .
ولعلّ السيد عادل عبد المهدي وهو يكتب هذه المقالة يدرك جيداً أن ما جرى ويجري في العراق خلال السنوات الماضية كان تجربة عملية على حرق كل أثر للتغيير وقد كان مشهد الصراع الطائفي على المناصب والمغانم بالغ الدلالة والإيجاز ، ولهذا فالسؤال الذي أطرحه على السيد عادل عبد المهدي : ما معنى 13 عاماً من التغيير ، والموازنات الانفجارية ، ومجالس النواب التي صدّعت رؤوسنا بالإصلاح والشفافية ؟ ليخرج علينا سياسي كبير يخبرنا بأننا كنا على شفير الهاوية لولا .... !!!!!
سيدي العزيز كنا نعتقد أن قادة البلد سيبدعون في الإعمار وإدارة شؤون البلاد أكثر من إبداعهم في تعليم الناس الفلسفة والأخلاق الحميدة، واكتشفنا أنهم بدل أن يحرسوا الحدود ضيّعوا استقرار المدن، جاءوا باسم المحرومين والمظلومين وتحولوا إلى أغنى طبقات المجتمع، صدّعوا رؤوسنا بخطب عن دولة القانون فيما هم يُهرّبون أموال الشعب، دمّروا الحياة السياسية وأقاموا بديلا عنها تجمعات شعارها المحسوبية والانتهازية، يدعون إلى النضال وهم يقفون أذلّاء أمام أبواب حكّام دول الجوار.
كنا نعتقد أنّ الحرية والأمان والمساواة حق! فإذا نحن أمام ساسة حوّلوا الحق إلى ضلالة والحياة إلى جحيم يكتوي بنارها معظم العراقيين، كم مثير للاشمئزاز أن الساسة الذين كانوا يطالبون بالحرية نراهم اليوم يمارسون الوحشيّة والاستبداد !
السيد عادل عبد المهدي.. عفواً .. ملّت الأُذن العراقية من سماع أغنية " لولاكي " البائسة ذوقاً ، وتتمنى أن تسمع نغماً أصيلاً ، يذكّرها بأنّ هذه البلاد تستحقّ الأفضل والأجمل والأحسن .
" لولاكي "
[post-views]
نشر في: 29 نوفمبر, 2016: 07:18 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
بغداد ترحب بـ"هدنة لبنان" والفصائل ترفض وقف التصعيد وتهدد واشنطن
تقرير امريكي يتحدث عن "السيناريو الأسوأ": جر العراق إلى "عين العاصفة الإقليمية"
المالية النيابية: تعديل الموازنة الاتحادية يفتح المجال لتغيير فقرات غير فعّالة
فرنسا تشهد أول محاكمة لدواعش من رعاياها اعتدوا على إيزيديين
مجلس الخدمة الاتحادي: نحتاج لأكثر من 5 مليارات دولار شهرياً لتمويل رواتب الموظفين
الأكثر قراءة
الرأي
الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!
رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
جميع التعليقات 1
شكيب يوسف
اتسأل دائما لماذا تكرر الناس اخطائها وهل ان الشعوب يجب ان تكتوي بالنار لتعرف ان الله حق والساسة يجب ان يسحلو في الشوارع لكي يدركوا انهم من عامة الناس وان لا علاقة لهم بالرب فلا يتكاتبون عن الشعب امام الله مثلما كان يتمتم لويس الرابع عشر وهل على اهل بغداد