صدمة المنتخب الوطني ونتائجه الكارثية في التصفيات النهائية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم 2018 لا تزال تضرب بقوة على أفكار وتصرفات اتحاد الكرة والملاك التدريبي، وتكاد تشعر أنهم يبحثون عن مخرج يحفظ لهم ماء الوجه ويمنحهم ولو بصيصاً من الأمل من أجل المنافسة على إحدى بطاقات التأهل.
ما يسعون اليه ربما يكون منطقياً وضرورة لابد منها شريطة أن تتجه بوصلة اختياراتهم في معالجة الأخطاء نحو علمية الخطوات المتخذة ودقة التشخيص وإيجاد الحلول الناجعة مع التحلي باتزان وهدوء عالٍ سواء بالطروحات التي تجري داخل أروقة الاتحاد أم خلال التصريحات الإعلامية التي تصدر من اعضائه.
مع الأسف.. إن الضجيج والفوضى هي السمة التي لا تزال تطغى على المشهد الكروي ، وهي من تتحكم في الموقف الحالي ، وتبعث بإشارات سلبية تؤكد أن هناك خللاً كبيراً في المنظومة الإدارية وتداخلاً في الواجبات وتفرّداً غريباً من البعض في الإقرار على الكيفية والطريقة التي يتم فيها انقاذ أسود الرافدين من فخ الهزائم وما أصابهم من وهن فني ونفسي أطاح بهيبتهم وسطوتهم بعد أن اصبحوا حقل تجارب لنوعية التشكيل وطريقة الأداء داخل الميدان.
اعتذار الخبير الكروي د.موفق المولى عن الانضمام الى الملاك التدريبي بصفة مستشار دون دعوة رسمية أثار الكثير من التساؤلات وفضح الكيفية التي تُدار فيها أمور المنتخب ، وأكد حقيقة ما ذهبنا إليه من تخبّط وإصرار على تكرار ذات الأخطاء عندما يتم اللجوء الى تسليم مقدرات المنتخب وتاريخه ومستقبله بيد الملاك التدريبي برغم ثبوت وقوعه في هفوات قاتلة بدءاً من منهاج الإعداد مروراً في اختياره الملاك الفني المساعد له ، وبدلاً من جلوس الجميع على طاولة الحساب والمناقشة والاستماع الى آراء اللجان المتخصصة والاستئناس بنصائح وتوجيهات الخبراء ومن ثم الخروج برأي علمي يتجه نحو إيجاد علاج جذري لتصحيح المسار والعودة الى المنافسة ، نجد أن هناك اتصالات تجري مع أطراف لانضمامهم الى الطاقم التدريبي دون علم اعضاء الاتحاد وحتى قبل عقد أي اجتماع تشاوري مع راضي شنيشل ولجنة المنتخبات في إيحاء الى وجود رأي متفرّد هو من يحرّك خيوط اللعبة ويستأثر بالقرار من دون أن يتجرأ أحد بالاعتراض عليه.
مهما حاول البعض تبرير ما جرى عبر الترويج الى وجود رأي مسبق متفق عليه بالاستعانة بمستشار فني وترشيح كلٍّ من عدنان درجال ود.موفق المولى لاختيار أحدهما ، إلا أن ذلك يُعد تبريراً غير منطقي ويقلل من هيبة الاتحاد المسؤول عن أي تفاوض أو استقدام طاقم مساعد ويسفّه ( الاسباب ) الحقيقية التي أدت الى تراجع أداء المنتخب ومحاولة حصرها بضعف وجود الاستشارة الفنية برغم أن الأخيرة كانت هي الأخرى إحدى الخيارات المطروحة التي استبعدها شنيشل بإرادته عند توليه المهمة.
باختصار: إن اتحاد الكرة أمام مرحلة بالغة الحساسية وهو مطالب أن يخلع رداء التردد ويرتدي تاج المسؤولية التي تتطلب أن يرتقي باجراءاته نحو الواقعية والمصارحة ، ومحاولة استثمار الوقت في إحداث انعطافة تاريخية في اسلوب المعالجة والتصرّف من دون الرضوخ للضغوط وإجراء دراسة علمية بشفافية عالية تصبّ في مصلحة المنتخب أولاً وتبتعد عن المجازفة بسمعته التي يبدو أنها اصبحت رهينة أهواء وطلبات جبهات المعارضين أو المؤيدين للمدرب وقبلها بدعة ( الشرط الجزائي )!
اعتذار المولى فضحكم
[post-views]
نشر في: 2 ديسمبر, 2016: 09:01 م