TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الماء، الماء يا أرباب النفط

الماء، الماء يا أرباب النفط

نشر في: 4 ديسمبر, 2016: 09:01 م

١—٢
حين تغدو حسوة ماء صالحة للشرب ، أندر وجوداً ، وأغلى ثمناً من برميل  نفط . فذلك يعني كارثة  حقيقية  ستحل ، عاجلا غير آجل . ناهيك عن كونها سبّة بحق بلد يمتلك نهرين عظيمين، كما هي وصمة عار منقوشة على جباه ساسة  البلد  ، وولاة الأمر والنهي فيه . إذ يقفون موقف المتفرج من تداعيات المشهد  المأساوي .
……….
لم تقم الحضارات  القديمة الكبرى قرب آبار النفط .بل قامت على حفافي الأنهر ، — حضارات وادي النيل ، وادي الرافدين ، سهول السند والكنج . إلخ .
……..
ما جدوى الكتابة عن العطش في بلد  النهرين  والروافد العشرين . اذا كان في سمع المسؤولين وقر وفي  أبصارهم عمى ؟؟
………
صاحب مخزن كبير ببغداد لبيع المواد المعيشية يؤكد إن جل مبيعاته ، ليس الخبز او الأطعمة او مساحيق الغسيل او لعب الأطفال ، انما  (( قناني الماء )) البلاستيكية، بأحجامها المتباينة : صغيرة ومتوسطة وكبيرة وكبرى .
الفاجعة الحقيقية ان معظم تلك العبوات - أكاد اقول كلها — مستوردة من بلدان الجوار : ايران ، تركيا . الأردن والسعودية… نقل  الماء بعبوات البلاستيك ، مئات ، ربما آلاف الأميال في ظروف مناخية متقلبة : اشعة شمس حارقة ، ظل مؤقت ، زمهرير وصقيع  يجعل الماء المعلب بتفاعله مع البلاستك  الرخيص الكلفة، اقرب للسم الزعاف منه للسلسبيل نسغ  الحياة .
افجع ما في الصورة ، ان البعض ممن لا يملكون قدرة مادية لشراء  الماء  المعلب ،او المهجرين —وهم كثر — يتجهون للترع والروافد الفرعية الملوثة ، يملأون منها قدورهم وخوابيهم ، بعد الشحّ الفاضح والكدر في مياه الإسالة، واحتمال عدم صلاحيتها للشرب او حتى للاغتسال .
ليس العراق وحيدا في فقدانه انهارا وطنية خالصة .. (اي تلك التي تنبع من اراضيه وتصب  فيها ) لكن قدره المحتوم ان يحظى بنهرين عظيمين  منبعهما خارج حدوده ، والتي يطلق عليها الأنهار الدولية كما هو الحال  باشتراك فرنسا والمانيا بنهر الراين ، وإيطاليا وفرنسا بنهر رينو ..
….. يتبع .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram