TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لماذا لا تُصدّقون أنَّ الرجل متقاعد ؟

لماذا لا تُصدّقون أنَّ الرجل متقاعد ؟

نشر في: 4 ديسمبر, 2016: 06:39 م

ali.H@almadapaper.net

دائماً ما يلومني بعض القرّاء الأعزاء  ويكتبون معاتبين  : لماذا لاتتوقف عن متابعة يوميات الساسة العراقيين، ألا تشعر بالملل.. سؤال وجيه حتماً، وجوابه يجب أن يكون أكثر وجاهة، فأنا ياسادة ياكرام  تعودت في هذه الزاوية الصغيرة ، أن أبحث لكم عن الغريب في عالم الديمقراطية العراقية، ورغم ان البعض يرى "بطراً" في مثل هذه الأحاديث، لكني أحاول أن أنقل لكم آخر أخبار "صولات" عالية نصيف التي اكتشفتْ بالصدفة أنّ العراقيين  : " لم ولن  يعودوا بحاجة الى المفلسين سياسياً الذين باتوا مجرد وجوه كالحة لا تتمتع بأيّ شعبية في الشارع " ، ولهذا قررتْ أن تبصم بالعشرة لقانون العشائر، لأنه سيسمح لها بإقامة فصل عشائري ضد كل من تسوّل له نفسه الاقتراب من أصحاب " الوجوه المليحة " وأعني بهم بالتأكيد جبهة الإصلاح البرلمانية  ، لا تبتئسوا فهناك خبر مفرح: صالح المطلك يعترف ولو متاخراً أنّ الدولة المدنية  التي يحلم بها العراقيون ماتت بالقاضية ! وسأشغلكم بخبر أكثر طرافة ، فقد أصدر مكتب نائب رئيس الجمهورية  توضيحاً للشعب العراقي يخبره أنّ السيد نوري المالكي " مجرد موظف متقاعد ولا يتسلّم راتباً أو مكافأة من رئاسة الجمهورية، ولم تخصص له أية تخصيصات تتعلق بشراء سيارات أو قطع أثاث أو رصد مبالغ صيانة أو فتح مكاتب جديدة، ولا نفقات ومخصصات سفر ولا زيادة في الحماية"،  ولهذا على العراقيين جميعاً ألّايصدقوا الشائعات الإمبريالية المغرضة التي تقول إن عدد أفراد حماية السيد نوري المالكي  فقط 750 عنصراً !
لا يزال ساستنا "الأفاضل" مصرّين على أن يتعلموا فن الخديعة من المرحوم ميكافيللي، سيضحك البعض مني ويقول يارجل إنهم لايقرأون وإن قرأوا لايفهمون، لكنهم ياسادة شطّار جداً في اللعب على مشاعر البسطاء.
دعونا لا نبحث عن مبررات لما يجري من خراب وقتل وموت وسرقة للثروات، ماذا يعني لساكني المنطقة الخضراء أن يصبح عدد المشرّدين خمسة  ملايين، وأن يتحول العراق إلى مقبرة جماعية، وأن تُرمَّل نساؤه وتسبى بناته.. لا شيء مهمّاً مادام هناك في البرلمان من يعتقد أنّ العالم يتآمر على التجربة العراقية العظيمة!
ماذا تعني الديمقراطية في بلد يلجأ كل نائب فيه إلى أهله وعشيرته وأقربائه، لكنه في الفضائيات يصدح بأفخم العبارات عن الدولة المدنية والمواطنة؟
في كل يوم يسيء ساستنا إلى الديمقراطية، عندما يعتقدون أنها تعني بناء دولة القبائل والأحزاب المتصارعة والطوائف المتقاتلة.
أيها السادة الأفاضل  ، نرجو  من معاليكم أن تتركونا في حالنا، وإذا كان هذا هو مفهوم الديمقراطية لدى قبائلكم، فالله المستعان، لانريدها، وإذا كانت الديمقراطية مستمدّة من نظرية عواطف النعمة  ، فأرجوكم اعفونا من الدخول في نعيمها، فقد حوّلتم العراق إلى دولةٍ أصابها الخلل العقلي، فتجاوز حدود النكتة،  فضحك عليه  العالم حتى البكاء. علامات الخراب لا تعدُّ ولا تحصى، وأدلّة انعدام المستقبل ،  لا تحتاج إلى مجهود كبير لحصرها، كان آخرها قانون العشائر .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram