فجع الوسط الأدبي الإيرلندي مؤخرا بوفاة السير ويليام تريفر في سن 88 عاما ، أعلن ذلك الخبر ناشر أعماله المؤلفة من أكثر من 30 رواية أهمها "موت في الصيف" 1998 و"حب وصيف" 2009 ، والعديد من القصص القصيرة وكان على قائمة المرشحين لجائزة مان بوكر أربع مرات كا
فجع الوسط الأدبي الإيرلندي مؤخرا بوفاة السير ويليام تريفر في سن 88 عاما ، أعلن ذلك الخبر ناشر أعماله المؤلفة من أكثر من 30 رواية أهمها "موت في الصيف" 1998 و"حب وصيف" 2009 ، والعديد من القصص القصيرة وكان على قائمة المرشحين لجائزة مان بوكر أربع مرات كان آخرها عن قصة "لوسي غولت" في عام 2002 وهو العام نفسه الذي فاز بجائزة ويتبريد المعروفة للمرة الثالثة لخدماته الأدبية خاصة في مجال نشره لأعماله في عديد الصحف والمجلات المهمة كمجلة نيويوركر .
مهارته في الكتابة الروائية والقصصية شكلت وجه مقارنة مع كتابات تشيخوف ، موباسان وجيمس جويس ، وفي عام 1975 قال عنه غراهام غرين في حفل توقيعه لمجموعته القصصية "الملائكة" في فندق ريتز : "إن هذه المجموعة هي واحدة من أفضل المجموعات القصصية إن لم تكن أفضلها منذ دبلن جيمس جويس" .
ومن بين أول ردود الأفعال لخبر وفاته تلقته الكاتبة جويس كارول أوتس حيث كتبت على صفحتها في تويتر تغريدة تأبينية جاء فيها : " ويليام تريفر يعتبر واحدا من أكثر كتاب القصة القصيرة شهرة ولحرفه جمالية كبيرة تتمثل في غنائه ونثره " .
ولد ويليام تريفر كوكس في 25 أغسطس/ آب عام 1928 في ميتشلستاون في مقاطعة كورك بجمهورية ايرلندا ، انتظم في كلية سانت كولومبا في دبلن ودرس التاريخ في كلية ترينيتي في دبلن أيضا ، في الجامعة كان أكثر اهتماما في النحت من التاريخ كما قال وقد أكمل دراسته في معهد سانت كولومبا ومعهد ترينيتي في العاصمة دبلن قبل أن يمارس مهنة التعليم لفترة قصيرة ثم كمحرر في شركة إعلانات ، تزوج سنة 1952 بحبيبته أيام الجامعة جاين وأنجب منها ولدين وقد أهدى لها العديد من كتبه .
بعد انتقاله إلى لندن عمل في البداية مدرسا للفن والنحت وقتها لم يكن مهيأ للكتابة بحسب قوله إلا في سن 32 ، حيث بدأ نشره لروايته الأولى "أنموذج سلوكي" عام 1958 التي تبرأ منها في وقت لاحق معتبرا أن بدايته الحقيقية كانت سنة 1962 برواية "الطلبة" وأنجز خلال مسيرته في الكتابة أكثر من ثلاثين رواية ومجموعة قصصية إضافة إلى أعمال درامية وحتى قصص للأطفال .
كرم تريفر سنة 1977 بوسام القائد وهو من الرتب المتقدمة في الإمبراطورية البريطانية ، وفي سنة 1994 كرم من الجمعية الملكية للأدب ، أما في 2002 فتلقى وسام الفروسية الشرفية .
عند صدور روايته "حب وصيف" في 2009 رشحت لجائزة مان بوكر ثم نال الترشيح لنفس الجائزة أربع مرات عن رواياته : "حكاية لوسي غولت" و "السيدة إيكدورف في نزل أونيلز" و "قراءة تورغينيف" و "أطفال دينموث" ، هذه الروايات وغيرها كانت تدوينا لانعكاسات الحرب العالمية الثانية التي قاسى منها الإنكليز والأيرلنديون على السواء ، ففي منتصف عام 1977 زادت التوترات بين طبقة النبلاء الأنكلو الأيرلندية والسكان الكاثوليك ما جعله ينقل هذا الصراع إلى عديد رواياته .
في مقابلة له مع مجلة باريس ريفيو عام 1989 تحدث عن كتابة الرواية والقصة القصيرة قائلا : "أعتقد أننا يمكن أن نطلق على الرواية (فن اللمحة) وهي عندي مثل لوحة عصر النهضة معقدة ، أما القصة القصيرة فهي مثل اللوحة الانطباعية ويمكن لهما أن يكونا مثل انفجار حقيقي قوتهما تكمن فيما يتركانه من أثر بعد ذلك.
في عام 2015 قام الرئيس الأيرلندي مايكل هيغينز بتحيته في احتفالية أقامها على شرفه وهو تقليد سنوي يرعاه الرئيس لنخبة من الأدباء يقلدهم فيه أعلى وسام هناك سبق وأن قلد فيه صموئيل بيكيت وشيموس هيني حيث قال عنه : "إنه كاتب ذو شهرة عالمية من واجبنا الاحتفاء به ، وهذا التشريف العظيم له لإنجازاته الكبيرة ولأناقة حرفه وروعة تناوله الروائي ."