اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الفساد والنفايات والمشاريع المتلكئة تُثخن جراح بغداد في يوم تأسيسها

الفساد والنفايات والمشاريع المتلكئة تُثخن جراح بغداد في يوم تأسيسها

نشر في: 6 ديسمبر, 2016: 12:01 ص

منذ أيام وأمانة بغداد تقيم الاحتفالات بمناسبة يوم بغداد الذي صادف 15/ 11 الفائت لكنه تأجل بسبب اربعينية الإمام الحسين. هذه الاحتفالات أثارت اكثر من سؤال وعلامة استفهام: هل تحتاج العاصمة للاحتفال بيومها وهي بهذا الحال من التردي في تقديم الخدمات والفوض

منذ أيام وأمانة بغداد تقيم الاحتفالات بمناسبة يوم بغداد الذي صادف 15/ 11 الفائت لكنه تأجل بسبب اربعينية الإمام الحسين. هذه الاحتفالات أثارت اكثر من سؤال وعلامة استفهام: هل تحتاج العاصمة للاحتفال بيومها وهي بهذا الحال من التردي في تقديم الخدمات والفوضى وتوقف مشاريع الإعمار؟ هل تحتاج بغداد للاحتفال في يومها وشوارعها مختنقة بالسيارات والزحامات التي تمتد الى عشرات الأمتار، والعشوائيات تمزق احياءها التي تشكو تراكم النفايات والأزبال وانتشار قطعان الماشية التي تجوب الأحياء والأزقة، والتجاوزات التي اغتصبت المال العام لصالح من يملك القوة والسلاح؟ ... بغداد ياحضرة القائمين عليها تحتاج لأناس أوفياء يعملون باخلاص وجهد لتعود الى سابق عهدها وأزهى ... ولاتحتاج لاحتفالات وزروقة.

الماء سر نظارة المدينة
الكثير من اهالي العاصمة يشكون شحّ الماء الصالح للشرب خاصة في أطرافها التي تكاد تعتمد على السيارات الحوضية التي يأتي البعض منها بالمياه من الأنهار والبرك. يقول المهندس الاستشاري عقيل كاظم التميمي : مشروع ماء الرصافة الكبير بلغت كلفته مليارا ومئتي مليون دولار، والمصيبة انه رغم هذه الكلفة العالية مايزال الكثير من أحياء بغداد يشكو شحّ الماء، مبيناً ان هذا المبلغ يكفي لبناء محافظة كاملة جديدة بمساحة مدينة كربلاء. ورغم اعلان أمانة العاصمة في حفل رسمي عن انطلاق عمل المشروع وفق ما يسمى (التجربيبي) غير آبهة بمعاناة الناس خاصة في فصل الصيف جراء انقطاع الماء لساعات وشحّه ايضا، علما ان طاقة المشروع ،حسب الأمانة، تبلغ 910 آلاف متر مكعب وبتكلفة ترليون و131 مليارا و 420 مليون دينار.

مدراء بلديات أكفاء
تتحدث المواطنة إيمان علي ،مديرة مدرسة متقاعدة، لـ(المدى) : تحتاج بغداد اليوم لجهود أكبر وإخلاص أكثر بالعمل وتقديم الخدمات لأهلها الذين عبث بحياتهم الإرهاب. مستدركة: لكن للأسف فإن اكثر القائمين على ادارة شؤونها لايفقهون مكانة بغداد وتاريخها العمراني والاجتماعي. موضحة: ان الكثير منهم اغتنى وارتفعت ارصدته على حساب مشاريع الخدمات.
محسن كريم ،معلم، وافق السيدة ايمان بطروحاتها مضيفاً: ان الكثير منهم ليسوا من أهالي بغداد وهذا ليس انتقاصاً منهم. مردفا: ان العمل في امانة ومسؤولية العاصمة يحتاج الى رؤى متجددة لبناء وتأهيل كل مرافق العاصمة وبشكل خاص الخدمية التي تحتاج الى ثورة. مؤكدا على: أهمية إعادة النظر بكل مدراء البلديات وتسليمها الى مهندسين اكفاء يتمتعون بالخبرة والنزاهة.

بغداد في المرتبة الأولى
تؤكد أمانة بغداد أن معدل النفايات التي تفرزها احياء العاصمة يوميا يبلغ نحو (11) ألف طن، وأن عمل المحطات المخصصة في الوقت الحالي يقتصر على كبسها فقط. وفيما عد مجلس محافظة بغداد أن حل ملف النفايات وتدويرها يكمن بإحالته إلى الاستثمار، ولكن هل يفلت من "الفساد"؟ تفنن الأهالي في كيفية التخلص من تراكم النفايات ورميها بشكل عشوائي، البعض يكتب شتائم وعبارات قاسية على من يرمي النفايات بشكل عشوائي وآخر استعان بصور دينية، لكن كل ذلك لم ينجح مثلما لم تنجح كوادر امانة العاصمة في حل ملف النفايات في العاصمة بغداد التي تحتل المرتبة الاولى في سلم العواصم التي لاتصلح للعيش من حيث الجودة حسب تصنيف أصدرته”Mercer” وهي واحدة من أكبر شركات استشارات الموارد البشرية في العالم.

معايير اعتماد التقرير الدولي
وهنا لابد من الإشارة إلى أن التقرير بحث في 450 مدينة حول العالم، واعتمد على مجموعة من العوامل، في المقارنة بين جودة الحياة فيها، وهي البيئة السياسية (الاستقرار السياسي والجريمة ونفاذ القانون..) والبيئة الاقتصادية (أنظمة صرف العملات والخدمات المصرفية…) إضافة إلى البيئة الاجتماعية والثقافية من حيث توافر وسائل الإعلام والرقابة والقيود على الحرية الشخصية. كما تم الأخذ بعين الاعتبار الجوانب الطبية والصحية من ناحية توفر الخدمات الطبية وانتشار الأمراض المعدية وأنظمة مياه الصرف الصحي والتخلص من النفايات وتلوث الهواء. كما كان للتعليم تأثير في تقييم جودة الحياة في المدن من حيث المعايير المتبعة فيه، وتوافر المدارس الدولية في المدن التي تمت دراستها، بالإضافة إلى الخدمات العامة والنقل، مثل الكهرباء والمياه والنقل العام وازدحام حركة المرور.
نصب وتماثيل العاصمة
في مركز العاصمة ،ساحة التحرير، وتحت نصب الحرية الذي يشكو الإهمال منذ سنين ثمة بضعة شباب يتبادلون الهاتف لالتقاط الصور التذكارية. اذ يقول الشاب ايهاب إنهم مجموعة قرروا التقاط بضع صور مع كل نصب وتماثيل بغداد، موضحا: انهم انطلقوا منذ الصباح الباكر من ساحة الطيران وجدارية فائق حسن حيث قرورا ان يكون ختام جولتهم عند نصب الحرية. مردفاً: مع الاستمتاع بالجولة والتقاط الصور التذكارية لكن التعب نال منا الكثير ان كان بسبب بعض الإجراءات الإمنية او فوضى المرور والسيارات. في حين أبدى زميله وسام امعتاضه من حال بعض النصب خاصة التي شيدت مؤخراً مثل نصب الفانوس السحري في ساحة الفتح قرب المسرح الوطني. مبينا: ان جولتهم استغرقت يوماً كاملاً بسبب الزحامات التي تشهدها كل ارجاء العاصمة. مردفا: ان لديهم جولة اخرى في احياء بغداد الشعبية خاصة القديمة منها مثل الكفاح والفضل والأعظمية.

الحل في تغيير أوقات الدوام
منذ ايام عدة تشهد شوارع بغداد زحامات كبيرة تسببت بتأخير الموظفين عن دوائرهم والطلاب عن جامعاتهم الأمر الذي دعا مديرية المرور العامة لدراسة وتقديم مقترح يقضي بتغيير دوام الموظفين والطلبة الجامعيين من اجل تخفيف الزخم على الشوارع وتقليل حركة السيارات خاصة في اوقات الذروة الصباحية ... بهجت حسين ،موظف حكومي، بيّن انه منذ اسبوع تقربياً يصل متاخراً الى دوامه بسبب الزحام المروري. الأمر الذي اضطره الى ترك سيارته في البيت والذهاب بخط الدائرة تلافياً للعقوبة الادارية. لكن ماذا تفعل أزهار ،طالبة هندسة جامعة بغداد، التي اجبرت على الخروج قبل ثلاث ساعات من البيت كي تضمن وصولها الباكر الى الجامعة والدخول الى المحاضرة الاولى التي تأخرت عنها في الأيام الماضية.

فتح الشوارع المغلقة
ميثاق هادي ،صاحب محل لبيع الأجهزة الكهربائية في العرصات، ذكر ان الزحامات المفاجئة التي طالت كل مناطق وأحياء بغداد تثير الدهشة والاستغرب. متابعاً: اعتدنا طوال السنين الماضية ان يشهد يوم الأحد حالات زحام مروري ينتهي بعد ساعات. مستغربا استمرار ذلك طوال الأيام العشرة الماضية دون اي حل من الجهات المعنية، معرباً عن استغرابه من استمرار الخراب والدمار في العاصمة بغداد واهمال كل الجوانب الخدمية التي يمكن ان تسهم في رفاهية المواطن.
في حين بيّن جاره مصطفى الدهان: لو اهتم مسؤولو الأمانة والدوائر التابعة لها بالعاصمة بغداد مثلما يهتمون بمصالحهم الخاصة والأزقة التي يسكنونها لكن حال العاصمة افضل الآن. موضحا: ان فتح الشوارع المغلقة سيسهم في حل مشكلة الزحام في العاصمة ويقلل من الضغوطات على الناس. مؤكدا: ان اغلب المسؤولين في بلديات العاصمة لايجيدون ادارة دوائرهم ان كان بسبب قلة الكفاءة والخبرة او الفساد.

إنارة وساحات ونافورات
رؤية العاصمة بغداد من الجو ليلاً تختلف عن رؤية كل المدن الاخرى وبشكل خاص الإقليمية بل حتى مدن الإقليم التي تتلألأ انوارها ما ان تقترب الطائرة من الهبوط. اغلب شوارع بغداد تشكو انعدام الإنارة باستثناء بعض الشوارع الرئيسية، اما شوارع الأحياء والأزقة فقد اعتمد الأهالي على جهودهم وتعاونهم في نصب مصابيح الإنارة. يقول منذر ستار ،تاجر ملابس، انه يشعر بالألم حين يشاهد المدن والعواصم التي يزورها وكيف تتلألأ مصابيح شوارعها وساحاتها بشتى انواع الإنارة. موضحاً: ان جمالية المدن ليلاً تعتمد على شكل ونوع الانارة التي تزيد من رونق وجمال اية مدينة.
اما إياد فيصل فقد بيّن ان حال العاصمة للأسف يتردى بشكل دائم دون اهتمام والتفات الجهات المسؤولة عن العاصمة. مشيرا الى ساحات العاصمة التي لم يستفد منها ان كان في تنظيم حركة السير او ان تكون مناطق ترفيهية للعوائل. منوها الى: بعض ما يسمى بـ(النافورات) التي يفترض ان تعمل صيفا كي تلطف الأجواء لكن الذي نشاهد هو عكس ذلك تماما فنجدها متوقفة طوال ايام الصيف لكنها تنشط في الشتاء مع ايام البرد.

مشاريع الفساد والسرقة
أعلنت الحكومة المحلية في محافظة بغداد، احالتها لـ 52 مشروعا، تقول انها احتوت على نسب فساد عالية من النواحي المالية والإدارية والتنفيذية من قبل الشركات الأجنبية والمحلية الى هيئة النزاهة. وقال نائب المحافظ جاسم البخاتي في تصريح صحفي  إن المحافظة احالت 52 مشروعا الى هيئة النزاهة تخص البنى التحتية في قطاع التربية والصحة والكهرباء والماء والمجاري ومشاريع أمنية، مؤكدا ان 'تلك المشاريع هي للأعوام 2014 و 2015 و 2016 'مشيرا إلى:  أن هيئة النزاهة لم تتخذ أي إجراء قانوني أو إداري بحق الجهات المتورطة بالفساد في المشاريع التي تم رفعها إليها، مبينا ان الكلف المالية لـ 52 مشروعا تقدر بالمليارات من الدنانير ما سبب خسارة كبيرة للحكومة المحلية وضعف البنى التحتية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بسبب الحروب.. الأمن الغذائي العالمي على حافة الهاوية

اعتقال "داعشي" في العامرية

التخطيط تبين أنواع المسافرين العراقيين وتؤكد: من الصعب شمول "الدائميين" منهم بتعداد 2024

هروب امرأة من سجن الاصلاح في السليمانية

وفاة نائب عراقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram