سيطر الجيش السوري على كافة أنحاء حلب القديمة بعد انسحاب مسلحي المعارضة، بحسب نشطاء بالمعارضة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إن انسحاب مسلحي المعارضة جاء بعد أيام من القتال العنيف مع توغل القوات الحكومية السورية داخل المدينة المحاص
سيطر الجيش السوري على كافة أنحاء حلب القديمة بعد انسحاب مسلحي المعارضة، بحسب نشطاء بالمعارضة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إن انسحاب مسلحي المعارضة جاء بعد أيام من القتال العنيف مع توغل القوات الحكومية السورية داخل المدينة المحاصرة.
وبدأ الجيش بالتوغل في حلب القديمة اول من امس الثلاثاء في إطار تقدم سريع خسر فيه مسلحو المعارضة خلال الأسبوعين الماضيين نحو ثلثي أراضي القسم الشرقي المحاصر من مدينة حلب الذي كان خاضعا لسيطرتهم.
وأصبحت حلب القديمة المعروفة بأزقتها الضيقة ومنازلها الكبيرة وأسواقها المغطاة أحد مواقع التراث العالمي في قائمة اليونسكو عام 1986. وقد دمر الكثير من أبنيتها في القتال.
الأمريكان استفسروا منا إذا كنا نريد الخروج أو البقاء وإلى آخره فقولنا لهم : لا ... هي مدينتنا وندافع عنها
وسيطرت القوات الحكومية الثلاثاء على أحياء المرجة والشيخ لطفي والشعار وضهرة عواد وكرم الدادا وكرم القاطرجي وتلة الشرطة التي تشرف على طريق مطار حلب الدولي، الذي أصبح مؤمنا بشكل كامل من قبل القوات الحكومية، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية .
وأفاد المرصد المعارض بأن المناطق المتبقية تحت سيطرة المعارضة جنوب شرقي المدينة تعرضت لهجوم عنيف بالمدفعية ما أسفر عن مقتل نحو 15 شخصا. ودفع هذا التقدم مسلحي المعارضة إلى الانسحاب من مواقع في حلب القديمة وحي النيرب باتجاه الأحياء الجنوبية لشرق حلب. وحسب مصادر روسية فقد أصبح عدد الأحياء التي سيطرت عليها القوات الحكومية 35 حياً في الجزء الشرقي من حلب، أي ما يعادل 70 في المئة من إجمالي مساحة شرق حلب، وقدرت المساحة التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة حاليا بـ12 كيلو مترا مربعا فقط.
وقالت المعارضة الثلاثاء إنها لن تغادر حلب أبدا بعد تقارير أفادت بأن دبلوماسيين من الولايات المتحدة وروسيا يجهزون للاجتماع لبحث استسلام وإجلاء المعارضة من الأراضي التي لا تزال تخضع لسيطرتها في المدينة.
وتبدو الحكومة الآن أقرب إلى النصر من أي وقت مضى منذ عام 2012، أي بعد عام من حمل المعارضة السلاح للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد في حرب أودت بحياة مئات الآلاف وشردت نصف سكان سوريا وفجرت أسوأ أزمة لاجئين في العالم.
كان هناك قصف كثير علينا .. سمعنا أن هناك مجازر، وقتلى، نحوا مئة بحلب، وليس هناك كهرباء، أو إنترنت، الوضع سيئ كثيراً
وقالت وزارة الخارجية السورية إنها لن تقبل أية هدنة في الوقت الراهن بشأن حلب إذا حاولت أطراف خارجية التوسط في ذلك. واستخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) لإعاقة مشروع قرار بمجلس الأمن الاثنين دعا إلى هدنة سبعة أيام في المدينة. وقالت موسكو إن المعارضين استغلوا هدنات سابقة في القتال لتعزيز قواتهم.
وتحدثت الأمم المتحدة التي يقتصر تحرك موظفيها على المناطق الخاضعة للحكومة في حلب عن "وضع فادح للغاية في شرق حلب."
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن بعض سكان المنطقة التي لا تزال خاضعة للمعارضة "كان هناك قصف كثير علينا .. سمعنا أن هناك مجازر، وقتلى، نحو مئة بحلب، وليس هناك كهرباء، أو إنترنت، الوضع سيئ كثيرا."
وتدعو دمشق وموسكو المعارضة إلى الانسحاب من حلب وإلقاء السلاح والقبول بممر آمن للخروج في إجراء نفذ في مناطق أخرى في الأشهر الأخيرة.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن انسحاب المعارضة من حلب ستبدأ في جنيف الثلاثاء أو الأربعاء.
لكن مسؤولاً أمريكياً بالرغم من إعلان لافروف قال إنه لم يجر إعداد خطط واضحة لبحثها في المحادثات، رغم استمرار واشنطن في العمل على إعادة تدشين المفاوضات.
من جانب اخر طالب المسلحون المعارضون في حلب بهدنة فورية لخمسة أيام وبنقل المدنيين إلى مناطق أخرى تسيطر عليها المعارضة داخل المحافظة التي تقع في شمال سوريا.
وقال أحد أعضاء المعارضة لوكالة أنباء فرانس برس إن الفصائل المعارضة كافة وافقت على طلب الهدنة.
وتطالب تلك المبادرة "بهدنة إنسانية فورية لخمسة أيام" وبإخلاء، تشرف عليه الأمم المتحدة، لمن يحتاجون إلى رعاية طبية الذين تقول المبادرة إن عددهم يصل إلى نحو 500 شخص.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إن انسحاب مسلحي المعارضة جاء بعد أيام من القتال العنيف مع توغل القوات الحكومية السورية داخل المدينة المحاصرة.