TOP

جريدة المدى > عام > دعوني أموت واقفاً

دعوني أموت واقفاً

نشر في: 12 ديسمبر, 2016: 12:01 ص

سوف لن أهبط تحت الأرض لأن أحدهم أخبرني: ان الموت يمضي في الجوار ...ولن أحمل نفسي الى الأسفل لكي تموت وحين اذهب الى قبري سأبقى منتصباً دعوني أموت واقفاً  قبل ان أنحدر تحت الأرض كان ثمة ما يشاعحول حرب الحروب وكان معنى الحياةقد ذوى في أدراج الريح و

سوف لن أهبط تحت الأرض
لأن أحدهم أخبرني: ان الموت
يمضي في الجوار ...
ولن أحمل نفسي الى الأسفل
لكي تموت
وحين اذهب الى قبري
سأبقى منتصباً
دعوني أموت واقفاً  
قبل ان أنحدر تحت الأرض
كان ثمة ما يشاع
حول حرب الحروب
وكان معنى الحياة
قد ذوى في أدراج الريح
وإن تفكر بعضهم
من أن النهاية قريبة
وهم يمضون الى تعلم الموت
بدلاً من ان يتعلموا فن الحياة
فدعني أموت على وقع أقدامي
قبل ان أمضي تحت التراب
لا أعلم ان كنت ذكياً حقاً
لكني قادر على ان أبصر  
حين يلفّ أحدهم الصوف حولي
وحين تأتي الحرب
ويغدو الموت يبدأ  للآفاق
فدعوني أموت في وقع أقدامي
قبل ان أهبط تحت التراب
فلطالما كان هناك  
من يثيرون الخوف
ويرطنون بأحاديث
عن الحرب
منذ سنين طويلة
لقد قرأت ما صرحوا به
ولم أقل شيئاً  
والآن يا إلهي
أطلق لصوتي المسكين العنان
لكي يغدو مسموعاً
لكي أموت منتصباً
قبل ان أهبط
 أسفل ذاك التراب
فلو كنت أمتلك
الياقوت والثروات والتيجان  ...   
لكنت اشتريت الكون بأسره
ولأشرع بتغيير الأشياء من حولنا
عندها وسأرمي
 كل الأسلحة والدبابات
عرض البحر
لما  اقترفتهُ
على ما مضى
من غابر التاريخ
فدعوني أموت واقفاً
قبل ان أهبط تحت تراب القبر
دعوني أرتوي
من المياه الجارية
من منابع الجبال
وأشم الزهر البري
ليمضي عبقها حراً في دمائي
دعوني أغفو على المروج
على أوراق العشب الأخضر
واتركوا لي ان أسير
في الطرقات برفقة أخي
ودعوني أموت
 في وقع أقدامي
قبل ان أهبط تحت التراب
اخرج وأمضِ في بلادك
حيث الأرض تعانق الشمس
انظر الى ندب الأرض
وتطلع الى الوديان
حيث مهب الشلالات
نيفادا
نيو مكسيكو
اريزونا
إيداهو
ولتتسرب كل ولاية أميركية
الى جوهر روحك
وستموت وقتها منتصباً
قبل ان تدفن هناك
تحت التراب

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

كريم السعدون.. شاعر اللون وصوت الإنسان في فضاء التشكيل

بروتريه: عبد الستار ناصر.. السارد الذي حكى سيرته بشجاعة

رواية سونتاج (في أمريكا) عن الهجرة واكتشاف الذات

انت تتجنب الاختلاط بالآخرين ؟ هنا مكمن قوتك

أنشودة المقهى الحزين

مقالات ذات صلة

رحيل ناجح المعموري ..حارس الاساطير البابلية
عام

رحيل ناجح المعموري ..حارس الاساطير البابلية

متابعة المدى عن عمر ناهز واحداً وثمانين عاماً، توفي الكاتب والباحث العراقي ناجح المعموري، يوم الأربعاء الماضي ، بعد معاناة مع المرض، في مدينة الحلّة بمحافظة بابل، حيث وُلد وعاش سنواته الأخيرة، في المكان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram