TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > رفـع الحظر استحقاق أم إنجاز؟

رفـع الحظر استحقاق أم إنجاز؟

نشر في: 12 ديسمبر, 2016: 09:01 م

تعيش أسرة الرياضة مع جماهير الكرة حالة من التكاتف غير المسبوق لاستقبال وفد الاتحاد الدولي لكرة القدم  الذي سيزور العراق بعد غد الخميس لتقييم مدى جاهزية مدن البصرة وكربلاء   وأربيل لاستقبال الوفود الرياضية وما تضمّه المدن من ملاعب ومنشآت رياضية وخدمية تفي بالغرض.
وترجمت جماهيرنا الرياضية عشقها للكرة بقيام عدد كبير من الفرق التطوعية بمهمات كبيرة من تنظيف الطرقات والمقاعد وزراعة الاشجار وغيرها يصاحبها جهد من الحكومات المحلية باستنفار قلّ نظيره وهي حالة تبعث على الاستبشار والاحساس بالمسؤولية لأجل القادم وهو الأكبر بأن ننجح على الدوام في تهيئة كل الأمور الخاصة لإنجاح البطولات الرياضية المحلية والدولية وليس لأجل استقبال وفد (فيفا) ونقل صورة مشرّفة عن الأوضاع الأمنية والخدمية واللوجستية آنيا.
العراق أمام مهمة مستمرة لا تنتهي بزيارة الوفد ورفع تقريره الى المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم فقط ، بل العكس هو الصحيح علينا أن نستمر باعمالنا بوتائر متصاعدة ، فالقادم هو الأهم في المرحلة الأخرى لتكون بغداد هي الأساس في الاستضافة والتنظيم ولا ينتهي كل شيء بحدود قبول الوفد أن تكون أربيل راعية لمباريات ودية شريطة أن يقبل الوفد المضيف الحضور على مسؤوليته وهذا هو الافتراض الأكثر تداولاً وقبولاً وربما البصرة أو كربلاء أيضاً وهي خطوة مهمة بكل تأكيد وأفضل من لا شيء كبداية وليست نهاية.
الشيء الآخر الذي ينطوي على أهمية كبيرة وغير مسبوقة أيضاً هو إعلان أكثر من دولة صديقة وشقيقة قبولها اللعب في العراق تحت أي مسمّى يضاف لها ودية أم رسمية وهي حالة من التضامن والضغط المطلوبين في هذا الوقت يصاحبهما أيضاً تضامن الإعلام العربي الرياضي الذي شكّل ضغطاً رائعاً في فترة نحن أحوج ما نكون اليها لهذا الضغط قبيل وصول وفد (فيفا) وعلينا أن نستثمر هذا الانفتاح لصالحنا من أجل البدء بصفحة جديدة مشرقة مع الاشقاء خصوصاً وتأسيس علاقات متينة تجنبنا ارباكات المستقبل وتقلباته ونفهم معها موازين القوى والمؤثرين فيها وهو ما لم يحصل منذ فترة طويلة.
بقي أن نذكر بأن رفع الحظر الظالم المفروض على الملاعب العراقية هو استحقاق طبيعي وليس انجازاً يُحسب لأي شخص كما يحاول من يحاول أن يوهم الجمهور بذلك ، فبلد بحجم العراق وامكانياته يستحق أن يُضيّف الفرق الخارجية على أرضه وأمام جمهوره الكبير الرائع وذلك ليس منّة أو مطبّ كبير متواصل لا يمكن تجاوزه ، بل حق طبيعي طال انتظاره.
 نتمنى أن تسير الأمور بصورة طبيعية ويعود العراق وملاعبه زاهياً بالبطولات الكروية وتكون منشآتنا الرياضية بأجمل صورة توازي ما لدى دول العالم أو دول الجوار على أقل تقدير.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. علي الفوادي

    السلام عليكم أستاذ محمد حمدي ،،تعليقا على ما نشر وما سينشر حول رفع الحظر ...سبق وان بينت الى جنابك ان الموضوع لا يمكن ان يتحقق مالم توافق حكومات الخليج ، وأكدت هذا الى السيد الوزير في 15 /10 /2014 ولكنه ايضا مصر انه بأمكانه ان يرفع الحظر بالطرق التقليدية

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: اقفاص الأسد في يومها الأخير

العمود الثامن: تذكروا أنكم بشرٌ

العمود الثامن: دولة مدنية

" البعث" بدِمشق وبَغْداد.. غساسنة ومناذرة

العمود الثامن: كلمات إماراتية واطلالة عراقية

العمود الثامن: كلمات إماراتية واطلالة عراقية

 علي حسين في قراءة الكلمات التي كتبها الشيخ محمد بن راشد رئيس وزراء الامارات، يهنئ الفنان العراقي ضياء العزاوي لفوزه بجائزة " نوابغ العرب " ، نعيد اكتشاف تلك المقولة التي كتبها افلاطون...
علي حسين

قناديل: هدايا (الرفاعي)

 لطفية الدليمي كلُّ كتابٍ ينشره الدكتور عبد الجبار الرفاعي هو هدية حقيقية لقرّائه. أسبابُ هذا كثيرة لعلّ أوّلها هو حفره في أرض صلبة كأنّها الصخر. هو يعرف قبل سواه أنّ هذه التربة الصخرية...
لطفية الدليمي

قناطر: البندقية أم علبة الألوان؟

طالب عبد العزيز في حساب الربح والخسارة أقول بأنَّ علبةَ الألوان أثمن من البندقية. والحقَّ نقول بأن المنطقة العربية التي اعتمدت الإسلام السياسي طريقاً لأنظمتها هي المتسبب بخسارة الشعوب لكثير من مواطنيها وثرواتها، نعم،...
طالب عبد العزيز

الإبداع وروح الأسرة

ياسين طه حافظ هو هذا ما نحتاج له، احياناً من دون ان ندري واحياناً، وهي ساعات الوعي، ندري ونسعى لان نمتلك ونمارس. ما اتحدث عنه، هو الحميمية التوافقية، او "الاسرية" في خلق بيئة، وسطٍ،...
ياسين طه حافظ
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram