المرحوم جويبر عرف بقريته  في  احدى محافظات الجنوب  بقدرته على استشراف المستقبل ، والتنبؤ بمعرفة ما تخفيه الايام ،  حين يتوصل  الى امكانية حصول كارثة طبيعية ، فيضانات ، أمطار ، عواصف ترابية ، زحف الجراد يعلن تحذيراته ، ويطلب من أبناء السلف التوجه الى مكان آخر ، حفاظا على المال والحلال والعيال ، في احد الايام  نصح احد كبار شيوخ العشائر وقتذاك  بتأجيل  زيارته الى بغداد لمقابلة مسؤول حكومي كبير ، لكن "المحفوظ " تجاهل نصيحة جويبر ، فعاد الى قريته بتابوت بعد ان قتل بحادث تبادل اطلاق نار في ملهى ليلي بالعاصمة.
 مقتل "المحفوظ " ، وكان من كبار مالكي الاراضي الزراعية في العهد الملكي منح جويبر شهرة عريضة  فقصده كل من يريد الحفاظ على موقعه وامواله ووجاهته ، فيقدم خدماته المجانية  لمن يقصده من المسؤولين  والمتنفذين ، مع  تحذير  من ارتكاب  افعال الشياطين  لعنهم الله.
مع بدء العد التنازلي لحلول العام الجديد ستنشغل وسائل الإعلام بنقل تنبؤات الفلكيين ، وقراءة المستقبل وتوقعاتهم المحتملة ، وهي تصيب وتخيب ، ولكنها تشهد إقبالا واسعا من المدمنين على متابعتها ، لاسيما حين تتناول شخصيات سياسية ، ومسؤولين ورؤساء دول لعل احدهم ينضم الى منتدى المخلوعين ويتحول بين لحظة وضحاها من زعيم تاريخي الى باحث عن ملاذ آمن في ارض الله الواسعة مع أفراد أسرته ، والسيدة الاولى تكون متفرغة للمطبخ تثرم البصل ، والثوم لإعداد وجبات طعام غنية بالفيتامينات، تخفف من هول الصدمة والضغوط النفسية على السيد الرئيس السابق ، تعرض لها منذ لحظة الخروج من القصر الجمهوري ، ورمي سبع حجارات وراءه لقطع امل العودة ومحاولات استعادة الشرعية ، بدعم خارجي لاعتقاده بانه مازال يحتل موقع الحليف المناسب لدول كبرى ، تجيد استبدال الرؤساء بانقلابات عسكرية او بوسائل اخرى . خارج المنطقة العربية تستقبل الشعوب ما يخفيه العام الجديد من أحداث متوقعة بروح رياضية ، ولا تعنيهم التحولات السياسية ، بقدر الاهتمام بزواج الممثلة الفلانية ، وطلاق الاخرى وما تخفيه أسواق البورصة من مفاجآت ، وآخر الاختراعات في مجال الاتصالات والتسهيلات المقدمة لمستخدمي الهواتف الذكية .
 المرحوم جويبر لم ينقل لأحد ابنائه او احفاده  سر معرفة استشراف المستقبل وكشف مصير  المسؤولين الكبار من اصحاب القرار ، لأن الخوض في هذا المجال يعد تهديدا للأمن القومي ، ومحاولة لإسقاط النظام ، خصوصا  ان  الصراع السياسي في العراق  انتهى بسيطرة الحزب الحاكم على السلطة  ، والمرحوم جويبر كان  يحرص على  أمنه  الشخصي ، فتخلى  عن التحذير من الشياطين  لأنهم  انتشروا في كل مكان  بأشكال متعددة .
 موازنة العام الجديد  تقشفية بامتياز ،لا تحتاج الى خدمات  المرحوم جويبر  لمعرفة تداعياتها  في السنة المقبلة ، ايقاف التعيينات  ، انعدام توفير الخدمات الاساسية ، ارتفاع نسبة الفقر والعاطلين  عن العمل ،  استمرار العمل  بنظام القطع  الكهربائي  المبرمج ، عجز حكومي  عن ملاحقة الشياطين المتورطين  بهدر المال العام خلال السنوات الماضية ، وعلى رأسهم الشيطان الاكبر "المحفوظ " امين عام الحزب الحاكم في ولاية بطيخ.