TOP

جريدة المدى > تقارير عالمية > إلين الحمراء.. كتاب يروي سيرة حياة امرأة عظيمة

إلين الحمراء.. كتاب يروي سيرة حياة امرأة عظيمة

نشر في: 14 ديسمبر, 2016: 12:01 ص

صدر مؤخرا كتاب بعنوان (إلين الحمراء) يتناول سيرة حياة إلين ويلكنسون(.1891-1947)، وهي ناشطة سياسية يسارية عملت في مجال الحركة النسوية في بريطانيا ، وتولت منصب وزارة الخارجية خلال الفترة (1940-1947) لفترتين متتاليتين.
لم تكن لإلين ويلكنسون تلك  ا

صدر مؤخرا كتاب بعنوان (إلين الحمراء) يتناول سيرة حياة إلين ويلكنسون(.1891-1947)، وهي ناشطة سياسية يسارية عملت في مجال الحركة النسوية في بريطانيا ، وتولت منصب وزارة الخارجية خلال الفترة (1940-1947) لفترتين متتاليتين.

لم تكن لإلين ويلكنسون تلك  الصورة النمطية للناشطات في الحركة النسوية فلم تكن متقشفة في حياتها. وكانت لديها علاقاتها العاطفية ، و تملك سيارة خاصة بها وترتدي معطفا من الفرو.
هناك سببان جعلا إلين ويلكنسون تعرف بإلين الحمراء: الاول لون شعرها  والثاني اعتناقها افكار اليسار. فعندما كانت شابة انتمت إلى الحزب الشيوعي البريطاني ولكنها سرعان ما غادرته نحو حزب العمال، وأصبحت من اركان الحزب الاساسية.كانت مليئة بالحماس والنشاط ووقادة الفكر.
كتاب " إلين الحمراء،" من تأليف لورا بيرز، أستاذة التاريخ في الجامعة الأميركية في واشنطن وفي جامعة برمنغهام في انجلترا ترسم  فيه الكاتبة صورة متعددة الأوجه لتلك الشخصية، فتتناولها  حينا كامرأة وحينا آخر تتناول مسيرتها السياسية البارزة. وبالرغم من حياتها القصيرة التي افسدها اعتلال الصحة والإرهاق في العمل  فقد وجدت ويلكنسون الوقت لكتابة الروايات. زارت الولايات المتحدة عدة مرات، وسافرت الى جميع أنحاء أوروبا، وكذلك الهند. وفي الواقع، كانت مدافعة قويةعن استقلال الهند.
عندما دخلت ويلكنسون البرلمان في عام 1924 كانت تبلغ من العمر 33 عاما، وكانت المرأة الوحيدة التي تصبح نائبة في البرلمان عن حزب العمال. ومن ثم اصبحت ثاني سيدة تعمل في مجلس الوزراء ، وكانت اصغر عضو في الوزارة التي شكلها ونستون تشرشل خلال الحرب العالمية الثانية، وكان شرف كبير لها.
و كانت تلك علامة على مدى التقدير الذي حظيت به  من قبل تشرشل،. وحين شاركت في مؤتمر سان فرانسيسكو لتأسيس الأمم المتحدة عام 1945، سئلت من قبل أحد الصحفيين لماذا لم تكن هناك نساء بين الوفود المشاركة. أجابت " ان ذلك هو بلا شك نتيجة لوجود نساء أقل من الرجال في المناصب العامة."
وكما تبين مؤلفة الكتاب، امتازت ويلكنسون بشكل ملحوظ بابتعادها عن  نمط الحياة المتقشفة السائد انذاك بين ناشطات الحركة النسوية. لم تتزوج قط، ولكن كانت لها بعض العلاقات  العاطفية، كانت تملك  سيارتها الخاصة (وهو امر نادر الحدوث بالنسبة لامرأة في ذلك الوقت) .. وكانت تقود سيارتها بسرعة ملحوظة مستمتعة بمعطفها من الفراء. وعند حضورها المؤتمر الدولى في عام 1945 اشتكت لأحد الصحفيين: "ان واحدا من مآسي سان فرانسيسكو أن المرء لا يستطيع أن يشتري  جوارب من الحرير".
ارتفعت مكانتها  الوطنية عند مشاركتها عام  1936 في المسيرة الكبرى، التي نظمها العاطلون عن العمل في دائرتها الانتخابية سيرا على الاقدام  الى لندن للتعبير عن  محنتهم التي كانوا يقاسونها. واصبحت شخصية عامة بعد  قرارها  بالسير جنبا إلى جنب مع الرجال في المسيرة، وعززت ذلك بحماستها في تقديم  عريضتهم إلى مجلس العموم. وانخراطها في البكاء وانهيارها تقريبا بسبب الاستقبال الفاتر من قبل اعضاء المجلس  وذلك لم يجعل منها شخصية سياسية مشهورة فحسب  بل ساعدها على جذب الانتباه إلى وباء البطالة.
وشهد ذلك العام بروزها كشخصية بارزة في الجدل الذي كان يثار حول الحرب الأهلية الإسبانية. وخلافا لجورج أورويل وعدد قليل من الشخصيات اليسارية في بريطانيا، لم تنتقد الحكومة التي كان يهيمن عليها الشيوعيون في الجمهورية الإسبانية وحثت بريطانيا على تقديم المساعدة لها بشكل. وحتى مع ذلك، فان مؤلفة الكتاب تشير الى "انها بدأت تنتقد بشكل متزايد أساليب الحكم الدكتاتورية في الاتحاد السوفيتي في أواخر الثلاثينيات."
في وقت لاحق، وأثناء عملها في الحكومة البريطانية في زمن الحرب،أيدت ويلكنسون قرار الحكومة بحظر صحيفة الديلي ووركر، صحيفة الحزب الشيوعي التي كانت تمثل موقف الحزب المناهض للحرب حتى غزا هتلر الاتحاد السوفياتي في حزيران 1941. وفي "التجمع من أجل روسيا"الذي اقيم  في ساحة الطرف الاغر بعد أربعة أشهر من  غزو هتلر لروسيا،   فقدت أعصابها في مواجهة مطالب الشيوعيين في فتح  جبهة ثانية للحرب وصرخت  في وجه المقاطعين لها: "لقد كنا نقاتل ألمانيا ولم تكن روسيا تفعل شيئا".
كان العمل مع المعارضين السياسيين في قضية مشتركة سمة مميزة لنشاط ويلكنسون الوظيفي. في أيام دعوتها لمساندة  الجمهورية الإسبانية، على سبيل المثال، وحدت جهودها  مع الشخصيات التي كانت تكافح الفاشية بحزم. وخلال الحرب، نظمت ويلكنسون مراكز الدفاع المدني واشرفت على بناء ملاجئ من الغارات الجوية.
وبعد وفاتها في شباط عام 1947 عن عمر يناهز 55 عاما نتيجة اصابتها  بانتفاخ الرئة  قال ونستون تشرشل في حفل تأبينها:كانت ويلكنسون شديدة الاهتمام بجميع القضايا الاجتماعية وكانت شجاعة وجريئة في التعبير عنها وكانت ايضا فخورة بوطنها وكانت تتمنى على الدوام  ان ترى بريطانيا عظيمة.
عندما اصبحت يلكنسون وزيرة للتربية  في صيف عام 1945، وخلال فترتها  القصيرة في المنصب التي لم تزد قليلا عن 18 شهرا، كانت تكافح بعناد لرفع سن ترك المدرسة إلى 15 سنة بدلا من 14: وكانت تقول ان الأطفال من عوائل الطبقة العاملة، يتركون المدرسة للذهاب الى العمل في أقرب وقت يسمح لهم القانون بذلك، وهذا يؤدي الى إلحاق الضرر بهم. كما طالبت أيضا بتمويل الحكومة  المدارس الثانوية المتميزة  التي كانت بمثابة بوابات الطلبة نحو الجامعات.و كانت تتعرض للهجوم بسبب دفاعها عن تلك المدارس المتميزة باعتبارها مدارس  "نخبوية"، ولكنها كانت  تعتقد أن جميع الطبقات الاجتماعية يمكن أن تستفيد منها.
وكما قال هارولد ويلسون السياسي البريطاني المعروف ورئيس الوزراء في سبعينات القرن العشرين: لقد حرم موتها المبكر الامة من قائد عظيم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

التعديل الوزاري طي النسيان.. الكتل تقيد اياد السوداني والمحاصصة تمنع التغيير

حراك نيابي لإيقاف استقطاع 1% من رواتب الموظفين والمتقاعدين

إحباط محاولة لتفجير مقام السيدة زينب في سوريا

امريكا تستعد لاخلاء نحو 153 ألف شخص في لوس أنجلوس جراء الحرائق

التعادل ينهي "ديربي" القوة الجوية والطلبة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

 ترجمة / المدى في الوقت الذي ما تزال فيه أوضاع واحتياجات النازحين والمهجرين في العراق مقلقة وغير ثابتة عقب حالات العودة التي بدأت في العام 2018، فإن خطة برنامج الأغذية العالمي (FAO )...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram