اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > عندما تحولت "المربعة" إلى حارة مصرية.. وكيف منع الانقلاب كبة قرقوش

عندما تحولت "المربعة" إلى حارة مصرية.. وكيف منع الانقلاب كبة قرقوش

نشر في: 14 ديسمبر, 2016: 12:01 ص

شيءٌ عن عاصمة الرشيدبغداد، التي نحن في صددها، ليست بغداد اليوم، بل بغداد الخمسينات والستينات، بغداد التي قيل في حقها الكثير ووُصفت بأجمل العبارات والكلمات والصور، فهي "ذَهَبُ الزمانُ وضوعُهُ العَطِرُ" كما سمتها فيروز. بغدادُ.. عشتُ الحُسْنَ في ألوانِ

شيءٌ عن عاصمة الرشيد
بغداد، التي نحن في صددها، ليست بغداد اليوم، بل بغداد الخمسينات والستينات، بغداد التي قيل في حقها الكثير ووُصفت بأجمل العبارات والكلمات والصور، فهي "ذَهَبُ الزمانُ وضوعُهُ العَطِرُ" كما سمتها فيروز. بغدادُ.. عشتُ الحُسْنَ في ألوانِهِ، لكنّ حُسْنكِ لم يكُن بحسابي.  ماذا سأكْتبُ عنكِ يا فيروزتي، فهواكِ لا يكفيه ألفُ كتاب. هكذا يتغزّل بها (نزار قباني)، فهي أُغنيةٌ جميلةٌ، كتابها المجد ولحنها الخلود، فكانت نشيدٌ للصباحات العراقية الجميلة. حينما أنشدت أم كلثوم بصوتها وإيماءاتها لوحةً جميلة لمنارةِ المجد التليد "بغدادُ يا بلد الرشيد".

ورغم كل هذا تبقى بغداد حاضرة الدنيا، وشاغلة الناس وتباً للذين قتلوا السلام وزرعوا الفتنة ومسحوا البسمة من أحلام الصغار .كان حُلُماً أن يدخل أحدنا بوابة بغداد، ويتمتع بسحرها وقد: اسْتَوْدَعَ اللهُ في بغدادَ لي قمراً، بالكرخِ مِنْ فلكِ الأزار مطلعُهُ. هذه هي بغداد الحُلُمْ. بغداد شارع الرشيد والشورجة، والباب الشرقي. بغداد أبي نؤاس والمقهى البرازيلي وعلاوي الحلة.

وشيء آخر عن المربعة
المربعة، هي إحدى أقدم المحلات البغدادية الشعبية، تقع بين شارعي الرشيد والجمهورية مقابل "أوروزدي باك" أي شركة المخازن العراقية جانب الرصافة، جنوبي جامع السيد سلطان علي وشمالي محلة السنك. ويرجع أصل تسميتها إلى شكلها الذي جاء على شكل مربع بالأبعاد الدقيقة للمربع أثناء تصميم محلات بغداد، ويُقال بأن المهندسين لم يتعمدوا في تصميمها بهذا الشكل وإنما جاء ذلك مصادفة ما جعل صفة تربيعها اسماً لها.
المربعة.. هي أول منطقة من بغداد وطأتها قدماي في صيف 1967 ,  كانت اجرة السيارة  ( نيرن , دك النجف ) زهيدة لا تزيد عن (350) فلساً. نعم فلساً.. فالدينار يكفي لعدّة أيام، وعلى "كولة المصلاوي": عفية بغداد، دينار ما يَطوّل بيها أسبوع . المربعة، لم تعد مُربّعة، وشناشيل المهدية أُزيلت و(درابين) الطالبية أصبحت برُكاً لزيوت المحركات. فقد داهمت الورش والمعامل والمحال كل أزقة ومحلات وساحات بغداد، وأصبحت العاصمة سوقاً كبيراً (للخُردة).
المربعة، أَقدم وأفقر أحياء بغداد، أزقةٌ ضيقة ورطبة لا تصلها الشمس بفعل الشناشيل شبه المتلاصقة للبيوت على جانبيها. لا يستطيع أكثر من شخصين يمشيان معاً في أزقتها. وإذا اشتريت مادةً ثقيلة أو كبيرة أو لديك مريض مثلاً فلا غير (العربانة) الوسيلة التي توصلك إلى أقربِ مكانٍ حيث تجد سيارة بانتظارك.
أغلب بيوتها من طابقين ويضم كل دار عوائل على عدد غرفه ومعدل عدد العوائل لكل بيت لا يقل عن أربع ويصل إلى سبع عوائل، وهذا يعني أن هناك ثلاثين شخصاً في كل دار. أغلب سكنة المربعة هم من العوائل الوافدة من الشمال: الموصل، دهوك، أربيل إضافة إلى عدد من العوائل البغدادية الأصلية التي لم تغادر منطقتها إلى أحياء أُخرى جديدة.

المربعة.. والحي المصري
في الثمانينات وأثناء الحرب العراقية الإيرانية التحق الكثير من سكنتها إلى جبهات القتال وعادت بعض العوائل إلى مسقط الرأس بعد أن انتفت الحاجة لوجودهم ورب الأسرة بعيد عنهم ولا من معيل غيره. وفي نفس الوقت كانت الحكومة العراقية قد سهلت للمصريين العمل في العراق وبدون تأشيرة دخول، فكانت "هوية شؤون العرب" تفي بالغرض. وقد وصل عدد المصريين العاملين في العراق إلى أكثر من مليوني مصري.
محلة المربعة، استوعبت القسم الأكبر منهم. فتحولت (المربعة) إلى "الحي المصري"، تم تمصيرها بالكامل، لا بل ذاب المصريون وسط المجتمع البغدادي بحيث لم تعد تفرقهم عن العراقيين. فقد احتلوا كل فنادق وبيوت ومحلات شارع الرشيد. الأكلات مصرية والمقاهي مصرية حيث تستمع إلى أغاني عبد الحليم وأم كلثوم وفريد الأطرش وأنت تسحب (الشيشة المصرية) حتى مخابز الصمون العراقي تحوّلت إلى خبز العيش المصري. واختفت المفردات البغدادية الجميلة: لَعَدْ، شكدْ، عبالي، همينه، عوفه، شفته. وحلت محلها لغة (الكدعان): مينْ، إزيكْ، مَفيش، ويقال أن أحد العراقيين دخل إلى مطعم وشاهد صديقا مصريا له اسمه (حسين) ولغرض المجاملة أراد أن يتكلم بالمصرية فقال له:
- مِيْنْ.. حَسَنَيْنْ، أخوية.. صُدُكْ جذب.

وللكبة أيضاً.. حكاية!
كبة الموصل، أشهر من الموصل المدينة، فالكثير يتلذذون بـ "كبتها" في أي مكان ولا يعرفون شيئاً عن مصدرها وكذلك هو الحال في (لبن أربيل) و (تمر البصرة) و (برتقال بعقوبة) و (طرشي النجف) و (بطيخ سامراء) و (باقلاء الحلة بالدهن).
الكبة أنواع، وفي مقالي هذا أقصد "كبة حلب" وربما (المواصلة) أيضاً يسموها هكذا، كون مدينة (حلب) السورية كثيرة الشبه بالموصل: مسافةً، تقاليدَ، عمارتها وأكلاتها أيضاً ومنها الكبة. وهذا النوع من الكبة نشرهُ أبناء (ريف) الموصل وخاصة بعد خمسينات القرن الماضي عندما قلَّ الطلب على المهن الشعبية وانحسرت الزراعة لهذا ترك الكثير من أبناء: قره قوش، القوش، تللسقف، باطنايا وتلكيف مدنهم وقراهم ليبحثوا عن عمل لهم في مراكز المدن الكبيرة، احتلت العاصمة بغداد المرتبة الأولى منها تليها البصرة ثم بعقوبة، الحلة، الناصرية وعوائل قليلة وجدت في محافظات أُخرى عملاً لها.
العمل الوحيد الذي لا يحتاج إلى خبرة ورأس مال وإيجار محل هو (عمل الكبة). فمجرد أن تستقر في مكان ما، بعد أن تؤَجِرْ بيتاً أو غرفة يمكنك مباشرة أن تمارس العمل بعد أن تكون قد هيأت مستلزماته التي لا تزيد عن الجريش (البرغل) وقليل من اللحم والشحم والبصل والبهارات والمصارين أحياناً. وما على العائلة إلاّ أن تضاعف الكمية المقررة للعائلة لكي تأخذ طريقها إلى السوق.

وللكبة أيضاً، همومٌ وشجون
عشرات العوائل الذين وفدوا من قره قوش إلى بغداد مارسوا مهنة "بائع الكبة" وتركز وجودهم في منطقتين المربعة (الرصافة) والدوريين (الكرخ) فمن بيوتاتها يتوزع بائعو الكبة إلى مناطق بغداد المختلفة: كراجات النقل، دور السينما، ملعب الشعب، شارع الرشيد والسعدون، علاوي الحلة وأمام بعض الدوائر التي تشهد زخما كبيرا من الموظفين.  الطريقة التي يعرضون بها بضاعتهم تختلف حسب إمكانية البائع المادية، وإذا كان حديثا على (الشغلة) يبيع بـ (الكُفَّة) وهي على شكل سلة كبيرة مصنوعة من الخوص يضعها على رأسه وإذا لم يحصل عليها يستعمل قدر الفافون (جِدِر)، وإذا كانت أموره جيدة يمكن أن يستعمل عربة الدفع الخشبية وهذه العملية تؤمن له التنقل إلى أماكن بعيدة إضافة إلى أنه يُحمل العربة الكمية التي يحتاجها.
القسم الآخر وهو قليل جداً تمكن من أن يجد له محلاً ثابتاً في إحدى مناطق بغداد المعروفة: الميدان، الباب الشرقي، الرشيد والسعدون. كنت قريباً من "عمل الكبة" من خلال صديقين  لي يعملاً فيها، كنت أزورهما أحياناً في كل صيف خلال العطلة المدرسية.
أحدهما (ج. ع) ويبيع الكبة بالعربة، والآخر (ص. ك) وقد أجّر له محل في منطقة علاوي الحلة، الفرع المقابل للمتحف العراقي مدخل منطقة الدوريين مساحة المحل تزيد عن متر مربع بقليل بالكاد يستوعب جسمه النحيل وقدر الكبه أمامه. صرخاته تبدأ منذ ساعات الفجر الأولى محاولاً جذب انتباه (عمال المسطر) ليتلذذوا بوجبة ساخنة ورخيصة قبل مباشرة عملهم ولا يتوقّف صوته إلاّ بعد أن "يُنزل الكبنك" ايذاناً بالتعزيلة.
- كُبّة حامض، كبة لوز، مصلاوية يا ولد.. حار ورخيص وعيني على الكبة ويحاول قدر الامكان أن ينهي ما لديه من كبة قبل أن يعزل خوفاً من تعليقات والده:
- لك هي جم كبايه، ما كدرت  تخلصها.

الحكومة وباعة الكبة
كان باعة الكبة يغادرون منازلهم في ساعات الفجر الأولى لكي يضمنوا الوصول إلى مبتغاهم الذي يبتعد عن مساكنهم عشرات الكيلومترات فعليهم أن يعبروا من جانب الرصافة إلى الكرخ ليصلوا إلى كراج العلاوي أو منطقة المنصور حيث ساحة سباق الخيل (الريسز). وكذلك هو الحال مع (الكرخيين) إذ يعبرون إلى الرصافة حيث ملعب الشعب ليجدوا مكاناً لهم وخاصة في مباراة الزوراء والجوية أو خلال الدوري.
في 8 آذار 1959 واحداث الشواف في الموصل، وعلى اثرها أصدرت حكومة بغداد أمراً منعت بموجبه حركة العجلات داخل العاصمة بغداد. في الثالثة فجراً غادرت المربعة عربات ثلاث محملة بالكبة يقودها (ب) وعندما وصلوا إلى مدخل جسر الجمهورية من جهة الباب الشرقي. فوجئوا بأمر غير طبيعي، حيث عربة مدرعة تغلق مدخل الجسر إضافة إلى مجموعة من العسكريين وقفوا بحالة استعداد، وما أن اقترب "باعة الكبة" من المفرزة، تقدم (ب) ودار بينه وبين آمر المفرزة الحوار التالي:
- الله  يساعدك أبو خليل.
- أهلاً ومرحباً.. تفضل
- إحنا رايحين للمنصور، نبيع كبه
- أخي ممنوع، الأوامر تكول: يمنع منعاً باتاً حركة العجلات
- لكن إحنا عدنا عرباين
- ليش دطولها، مو بيها تايرات  كلنالك ممنوع وخلص.
تراجع بائعو الكبة إلى الخلف قليلاً عندما وجدوا الإصرار في عيون آمر المفرزة، هيأوا مجموعة من "لفات الكبة الحارة" ودفعوها رشوة لهم. فأكلوها ولكن توسلاتهم لم تفد، إذ كرروا القول عليهم مرة ثانية:
- أخي كلنالكم ممنوع، يعني ممنوع، يعني حظر التجوال على جميع المركبات، يعني ممنوع العبور لعرباتكم، لأن بيها تايرات، والمسموح للسابلة فقط، يعني المشاة!! افتهمتوا..
خطرت لأحدهم فكرة غريبة، ماذا لو حمل عربته وعبر بها الجسر مشياً على الأقدام؟. وبهذا سيطبق القانون، ولا يُحمّلْ الجنود مسؤولية خرق القانون. الفكرة قد تكون ضرباً من الجنون، ولكنها الوسيلة الوحيدة التي تجعلهم يعبرون الجسر، أحدهم لم ترقه الفكرة، ولكن نفذها (ب) وصاحبه.
فقام برفع (الجدر) من مكانه وسط العربة، وفتح (التايرات) مع قاعدتها، فدخل في وسط العربة وأخرج رجليه من الأماكن الخاصة بالإطارات وحمل عربته بكل ما تحتويها.. وهكذا فعل صاحبه أيضاً، وبهذا أسقطا الحُجَة من الحارس. خرج الجميع ليراقبوا أغرب مشهد. رجلان يحملان عربتين بكل محتوياتها من الصحون، البريمز، القدور والكبة ولم يلتفتا الى الخلف خوفاً من إعادتهم. وهكذا بلغا الجهة الأُخرى من الجسر وسط ذهول وتصفيق جميع الحرّاس لشجاعتهم وإصرارهم.  وأمام هذا المنظر الغريب، ولشدة تأثر الحارس الأول أومأ إلى صديقهم الثالث أن يعبر الجسر بشكل طبيعي. قائلاً له:
- اعبر أخويه انته وعربتك، هي  بقت عليك.
هناك مَنْ يقول "الجنون فنون". لأن عودتهم إلى دورهم خالي الوفاض، يعني حرمانهم من مصدر رزق يوم كامل، إضافة إلى خسارتهم الكبة في وقت لم يكن فيه هناك وسيلة للخزن المبرد.

الزعيم عبدالكريم قاسم وبائع كبة البرغل
روى صديق لي، عن والده الذي يعمل بائع كبة برغل في محلة فضوة عرب، شارع الكفاح، كان يتخذ من الرصيف مكانا لعربته، وكان يطلق عليه "حجي ابو الكبة"، وصباح كل يوم كان الزعيم عبدالكريم قاسم  يمر من شارع الكفاح متوجها الى ساحة الميدان حيث مقر وزارة الدفاع مقر دوامه، وفي العودة ظهرا يخرج من الدفاع عبر الكفاح متجها نحو الباب الشرقي، وفي طريقه صيفا وشتاء يشاهد الزعيم  الحجي ابو الكبة ليخرج يده فيسلم عليه ويرد ابو الكبة السلام .وفي احد الايام لم يكن الحجي في مكانه، فقال الزعيم لمرافقه: اشوف الحجي ماكو اليوم، وفي اليوم التالي ايضا لم يكن الحجي في مكانه،  وعلى اثرها قال الزعيم لمرافقه: اذا الحجي لم يحضر غدا عليك ان تسال عنه  .
  وفي اليوم الثالث لم يحضر الحجي، حيث امر الزعيم عبدالكريم قاسم بعد ان اوقف سيارته مرافقه بالذهاب الى المقهى الشعبي في فضوة عرب، والسؤال عن سبب غياب الحجي ابو الكبة، فأخبره صاحب المقهى بان الحجي مريض ونائم في الفراش.. وبعد ان عرف الزعيم بذلك، تأسف على ذلك وشعر بالحزن على ذلك الرجل المكافح الطيب الذي يستقبله صباح كل يوم بابتسامته البغدادية وبكلماته اللطيفة، وقال لمرافقه:
إذا تجاوز غيابه فترة أسبوع، عليك معرفة عنوان دار الحجي أبو الكبة حتى نقوم بزيارته ونؤدي واجبنا..
وقبل أن ينتهي الأسبوع، حضر الحجي أبو الكبة واستأنف عمله على الرصيف، وعندما مر الزعيم وشاهده امر سائقه بالتوقف أمام الحجي أبو الكبة، واخرج الزعيم وجهه من نافذة السيارة وقال:
حمدلله على السلامة، حجي بعدك شباب..
وبدأ يتلاطف معه بكلماته البغدادية الجميلة، وأجابه الحجي:
سيادة الزعيم، آني عندما سمعت من أبناء المحلة بأن جنابكم سأل عني، ذهب المرض مني وشفيت واليوم أراك أمامي، أدعو لك من الله تعالى ان يحفظك ويرعاك..  اخرج الزعيم عبدالكريم من جيبه مبلغا قدره عشرة دنانير وأعطاه إلى الحجي وقال له: هذه هديتنا لك(حك السلامة) لاننا كنا ننوي زيارتك في بيتك..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بسبب الحروب.. الأمن الغذائي العالمي على حافة الهاوية

اعتقال "داعشي" في العامرية

التخطيط تبين أنواع المسافرين العراقيين وتؤكد: من الصعب شمول "الدائميين" منهم بتعداد 2024

هروب امرأة من سجن الاصلاح في السليمانية

وفاة نائب عراقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram