يبدأ قريبا عرض الفيلم الجديد (الصمت) للمخرج مارتن سكورسيزي . الفيلم يتناول مقاومة الآباء اليسوعيين في اليابان خلال القرن السابع عشر للعنف والاضطهاد، ويلعب بطولته ليام نيسون وأندرو جارفيلد حيث يسافر اثنان من الآباء اليسوعيين، (سيباستياو رودريغز)
يبدأ قريبا عرض الفيلم الجديد (الصمت) للمخرج مارتن سكورسيزي . الفيلم يتناول مقاومة الآباء اليسوعيين في اليابان خلال القرن السابع عشر للعنف والاضطهاد، ويلعب بطولته ليام نيسون وأندرو جارفيلد حيث يسافر اثنان من الآباء اليسوعيين، (سيباستياو رودريغز)، و(فرانسيس جارب) إلى (اليابان) في القرن السابع عشر، التي تحظر تحت حكم (توكوغاوا) الكنيسة الكاثوليكية وجميع الاتصالات الخارجية تقريباً. ويشهدان هناك اضطهاد مسيحيين يابانيين على يد حكومتهم التي ترغب في تطهير (اليابان) من النفوذ الغربي وانتشار الديانة المسيحية. في نهاية المطاف ينفصل الكهنة، ويسافر (رودريغز) إلى الريف، ويتساءل لماذا يبقى الله صامتًا بينما يعاني أولاده؟
الفيلم يعد أطول عمل يقدمه مارتن سكورسيزى خلال مسيرته المهنية، حيث تبلغ مدته 3 ساعات وربع الساعة فيما كان أطول فيلم قدمه من قبل هو " Casino " وتبلغ مدته ساعتين و58 دقيقة.كان هناك رجل على متن احد القطارات السريعة في اليابان، يقرأ رواية تدور احداثها في اليابان. يخترق القطار عددا من الجبال، متجها إلى كيوتو، مقصد الرجل الملتحي، مشرق العينين، حدث ذلك في عام 1989. وكان الرجل الذي على متن القطار في مأزق، وبطل الرواية التي كان يقرأها في مأزق ايضا. وتبين له بعد قراءته الرواية، أنه وبطل الرواية كانا في الأساس يعيشان المأزق نفسه.بطل الرواية هو سيباستيان رودريغيز، وهو كاهن يسوعي برتغالي الجنسية تم إرساله إلى اليابان في القرن السابع عشر . وكان مبعوثا للتعرف على احوال الكهنة الكاثوليك في اليابان حيث كانوا يعانون الاضطهاد في ظل نظام وحشي وأيضا لمعرفة ما حدث لمعلمه، وهو كاهن كان يشاع أنه تخلى عن ايمانه تحت وطأة التعذيب.كان اسم الرجل الذي على متن القطار هو مارتن سكورسيزي. وكان ذاهبا الى اليابان ليمثل دور الرسام فينسنت فان جوخ في فيلم احلام للمخرج الياباني أكيرا كوروساوا،. وكان الغرض من ذهابه ايضا هو تحاشي الهجمة الشرسة التي شنت ضده في أميركا أثر عرض فلمه، "الإغراء الأخير للمسيح".وقد تعرض الفيلم لانتقاد واسع من رجال الدين المسيحيين المحافظين. وفي ادعائهم بأن الفلم يصور حياة المسيح باعتبارها صراعا بين طبائعه الإنسانية و الإلهية .وبينما كان القطار يسير بين الجبال. كان سكورسيزي يقلب صفحات الرواية وكأنها تتحدث معه فاكتشف حالا قصة الفلم الذي كان يرغب في اخراجه.قصة الفلم مأخوذة من رواية "الصمت" للكاتب شوساكو إندو، الذي كان مهتما بالأدب الأوروبي وتاريخ الكاثوليكية في اليابان. نشرت في اليابان في عام 1966، وبيع منها 800 الف نسخة، وهو عدد هائل في ذلك البلد.و كان يسمى " غراهام غرين اليابان " ورشح لنيل جائزة نوبل. وتعتبر "الصمت" "إحدى أروع الروايات في عصرنا".
تم التبشير بالمسيحية في اليابان عن طريق الكاهن كزافييه فرانسيس . وفي القرن التالي، بدأ قمع المسيحيين عن طريق حملات تعذيب طالت المبشرين وأتباعهم، الذين أجبروا على التخلي عن عقيدتهم واجبروا على الدوس على فومي – وهي قطعة من النحاس منحوتة فيها صورة المسيح. في رواية "الصمت"، قام الكاتب بتبني وجهة نظر المبشرين، وكتب قسما كبيرا من الرواية على شكل رسائل كان يرسلها الكاهن رودريغز إلى مراجعه العليا. حيث يذهب إلى اليابان مع الكاهن الشاب، فرانسيسكو، متعهدا بالبحث عن الحقيقة حول معلمه، الأب كريستوفا فيريرا، ولكن يتم اعتقالهم وتظهر لنا مشاهد المعاناة تحت وطأة التعذيب. و لتجنب التعذيب كان يجب الدوس على قطعة النحاس المسماة فومي. يقوم الكثيرون بالدوس عليها؛ فيما يتحمل بعض منهم شتى انواع التعذيب ،يشاهد رودريغز اعدادا من المصلوبين، والذين يحرقون وهم احياء ، او يتم اغراقهم حتى الموت. ويقترح عليه احد القضاة ان يقوم باطلاق سراحهم في حالة قيامه بالدوس على قطعة النحاس واعلان تخليه عن المسيحية.
عن: النيويورك تايمز.