اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > ريبورتاج: الفقر والعوز يدفعهم لنبش القمامة.. فمن يُنقذهم

ريبورتاج: الفقر والعوز يدفعهم لنبش القمامة.. فمن يُنقذهم

نشر في: 15 ديسمبر, 2016: 12:01 ص

تشير التقارير الرسمية الى ارتفاع نسبة الفقر في العراق وتصاعدها بشكل مضطرد، رغم حجم الموزانات الانفجارية ،كما كانت توصف من قبل الحكومات. وبحسب ذات التقارير فإن نسبة الأمية ايضا اخذت بالارتفاع، يصاحبها تكاثر الأمراض والأوبئة نتيجة ضعف القطاع الصحي الذي

تشير التقارير الرسمية الى ارتفاع نسبة الفقر في العراق وتصاعدها بشكل مضطرد، رغم حجم الموزانات الانفجارية ،كما كانت توصف من قبل الحكومات. وبحسب ذات التقارير فإن نسبة الأمية ايضا اخذت بالارتفاع، يصاحبها تكاثر الأمراض والأوبئة نتيجة ضعف القطاع الصحي الذي رصدت له مليارات الدولارات لكنها كانت تجد طريقها الى جيوب وأرصدة الساسة.

تصاعد نسبة الفقر أجبر الكثير من الصبيان ممن تركوا مدارسهم وأماكن لعبهم الى (نبش) القمامة واستخراج ما ينفع منها ان كان لبيعه او استخدمه في بيوتهم التي غالباً ما تكون قرب أماكن الطمر او رمي القمامة. بالتالي يكونون هم وعوائلهم عرضة لكل الأمراض والأوبئة خاصة تلك التي تصيب الجهاز التنفسي نتيجة استنشاق الروائح، والأمراض الجلدية التي يقول عنها أحد اختصاصيي الجلدية في مدينة الصدر ،محمد محسن،: ان عدداً كبيراً من الصبيان والشباب ممن يعملون في (نبش) القمامة يعانون من أمراض جلدية مختلفة. موضحاً: ان بعضهم مصاب بـ "حبة بغداد". مبينا: كما ان بعضهم مصاب بأمراض جلدية اشبه ما تكون بالمستعصية على العلاج لعدم امتثالهم للتعليمات وترك العمل، الأمر الذي يهدد حياتهم.
ربما لايستطيع الكثير منهم ترك العمل بسبب الحاجة والعوز، لذا تجدهم يتحدّون الأمراض دون وعي بسبب تسربهم من مقاعد الدراسة. عبد الحسن مهدي ،باحث اجتماعي، اوضح ان هناك العديد من المشاكل الاجتماعية التي دفعت بهؤلاء الصبيان وعوائلهم للعمل في نبش القمامة. منوهاً الى: ان الكثير منهم ليسوا من اهالي المنطقة فتجدهم قد وفدوا اليها من اماكن اخرى سواء بسبب الفقر او المشاكل الأسرية والعشائرية. مشدداً على: ان البعض منهم اتخذ من هذه الأماكن مخابئ لعدم الملاحقة ان كانت القانونية او العشائرية.
مع كل حكومة وتغيير سياسي يأمل الفقراء في ان تتحسن أحوالهم وأمور عيشهم اليومية، لكن الإحباط يصاحبهم مع كل تغيير مثلما يزيد أعدادهم ويضاعفها في بعض المحافظات الغنية. شاكر حسين ،اربعيني طغت على محيّاه معالم التعب والتقدم المبكر بالسن ، يقف خلف كومة من القمامة موزعة بين علب بلاستيكية وأوانٍ معدنية متضررة، وادوات كهربائية مستهلكة، يتحدث بحسرة عن واقع حياته مشيراً الى بيت طيني قريب من موقع الطمر يسكنه وعائلته المكونة من خمسة افراد، لافتاً الى: عجزه عن ايجاد فرصة عمل مناسبة، الامر الذي دفع بصاحب المنزل الذي كان يستأجره الى طلب مغادرته ليكون أمام خيارين إما اللجوء الى هذا المكان او العيش في الشارع. مضيفاً: انه وجد صعوبة في الأيام الأولى لكنه سرعان ما اعتاد على العمل بعد فترة.
على مقربة منه يقف ولده حسن الذي تخصص بجمع علب الشامبو والمنظفات. حسن ترك الدراسة وهو في الصف الاول متوسط ورافق والده (بنبش) القمامة والعيش على ما يستخرجونه، مبينا انه تعرض لأكثر من حادثة كادت يودي بحياته لولا مساعدة الآخرين. متابعاً: انه يعاني من حكة جلدية تداهمه بين آونة واخرى. متابعاً: ان الربح المناسب الذي نستحصله من هذا العمل يدفعنا للبقاء هنا.
يقول احد كبار السن ممن يسكنون احد البيوت القريبة من المطمر: لم تعد هناك فائدة من الحديث او دعوة الحكومة لتخليص هؤلاء الصبيان من الأمراض التي تفتك بهم كل يوم، متابعاً: فالمال الحرام أعمى أعينهم التي تبصر فقط ايام الانتخابات حين تجدهم يصلون الى ابعد مكان، فحتى هذا المطمر زاره ذات يوم عدد من رجال الأحزاب برفقة رجال دين. مبيناً: انهم اعطوا الوعود تلو الوعود لكن ما ان اخذوا اصوات الناس تنكروا لكل تلك الوعود ...  ضرب الرجل عكازه بالأرض وقطع بضع خطوات والتفت قائلاً: رغم كل ذلك سيأتيهم يوم لا مفر منه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بسبب الحروب.. الأمن الغذائي العالمي على حافة الهاوية

اعتقال "داعشي" في العامرية

التخطيط تبين أنواع المسافرين العراقيين وتؤكد: من الصعب شمول "الدائميين" منهم بتعداد 2024

هروب امرأة من سجن الاصلاح في السليمانية

وفاة نائب عراقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram