تعتبر ترجمة الشعر من اصعب الترجمات، فهي بحاجة إلى إدراك اللغة الأخرى بشكل جيد، ومعرفتها، إضافة الى معرفة البيئة التي ولدت بها القصيدة، والتمكن بشكل واسع من اللغة.هذا ما جرت مناقشته خلال الجلسة التي اقامها نادي الشعر في الاتحاد العام للأدباء والكتاب ف
تعتبر ترجمة الشعر من اصعب الترجمات، فهي بحاجة إلى إدراك اللغة الأخرى بشكل جيد، ومعرفتها، إضافة الى معرفة البيئة التي ولدت بها القصيدة، والتمكن بشكل واسع من اللغة.
هذا ما جرت مناقشته خلال الجلسة التي اقامها نادي الشعر في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، والتي ضيّف خلالها الشاعر صلاح حسن، عن ترجمته للمجموعة الشعرية الخاصة بالشاعرة الهولندية " يوديت هرزبريج " والتي تحمل عنوان " اغنيات حب".
الجلسة التي ادارها المترجم احمد فاضل ذكر خلالها "أن الشاعرة الهولندية تمكنت من استخدام اللغة المسرحية التي تداخلت مع قصائدها، فأضفت عليها شيئا من الجمال، والتعالي بفلسفتها."
بينما ذكر الشاعر صلاح حسن قائلاً انه "رغم بساطة القصيدة وقصرها، إلا أنها جاءت مكثفة للصورة والمعنى، متبنية المشهد من حيث البيئة والواقع، وقد تكون اهم قصيدة جاءت في هذه المجموعة هي "دب في سرير" والتي تتحدث بها الشاعرة عن فلاح ريفي استضاف دبا في بيته لعدة ايام."واكد حسن قائلا "أن اسباب اختياري لقصيدة الدب لكونها تمثل روحية الشاعرة، فهي تتناول ثيمة صغيرة ذات جهد واضح للمحافظة على ايقاع القصيدة الداخلي، وهي اعتنت بتوصيف الحالة النفسية لشخوص القصيدة."
بينما ذكر الشاعر د. سعد ياسين يوسف "أن الشاعر صلاح حسن عودنا على ترجماته الذكية، حيث حافظت الترجمة على جمالية القصيدة، وخلق الشاعر من خلال هذه الترجمة قصيدة جديدة وهذا ما جعلها اكثر جمالا وتميزاً." مؤكداً " أن الاداء المسرحي الواضح في القصائد المترجمة للشاعرة، ما هو إلا نتاج واضح لجهود الشاعر، فهو ايضا يحمل النفس المسرحي في قصيدته."
بدوره، ذكر الناقد فاضل ثامر قائلاً "نجد الكثير من التناظر بين تجربة الشاعرة والمترجم، فيجب دائما ان نفكر كيف نتلقى التجربة الشعرية ونجدد هذه الجوانب السردية، فالشاعرة هنا ارتقت بتوصيفاتها وتماهت مع البيئة المحيطة، واكثرت من توصيف الطبيعة والأحياء والتغزل بالجمال بشكل خاص وغير مباشر، وقد نقل المترجم هذه الصورة بشكلها الواقعي واجاد في ذلك."