TOP

جريدة المدى > عام > الكاتب الروائي المغترب نجم والي:

الكاتب الروائي المغترب نجم والي:

نشر في: 19 ديسمبر, 2016: 12:01 ص

 بغداد مكان يتوق له الناس، حتى فـي الغرب!
 يبدو الشرق الأوسط وكأنه يقف خارج التاريخ
ولد الكاتب والصحافي العراقي نجم والي عام 1956 في البصرة، وقد غادر العراق عام 1980 بعد اندلاع الحرب الإيرانية ــ العراقية. وهو يعيش في ألمانيا منذ ثلاثين عاماً ويس

 بغداد مكان يتوق له الناس، حتى فـي الغرب!

 يبدو الشرق الأوسط وكأنه يقف خارج التاريخ

ولد الكاتب والصحافي العراقي نجم والي عام 1956 في البصرة، وقد غادر العراق عام 1980 بعد اندلاع الحرب الإيرانية ــ العراقية. وهو يعيش في ألمانيا منذ ثلاثين عاماً ويستقر الآن في برلين حيث يكتب بصفته كاتباً مستقلاً لعدد من الصحف الألمانية والعربية. جاء ذلك في Deutsche Welle  الذي أجرى لقاءً معه يناقش فيه مسؤولية المفكرين في العالم العربي، والإلهام الكامن وراء روايته الأخيرة (بغداد مارلبورو) التي تصور الأذى الجماعي الذي تعرض له العراق، والتي فاز عليها بجائزة برونو ــ كريسكي للكتاب السياسي عام 2014، كما يقول الموقع الآنف الذكر. ونقدم أدناه بعض ما جاء في المقابلة:

* هل ما يزال خلاف الأربعة عشر قرناً بين العرب والفرس يحدد مصير الناس في الشرق الأوسط؟
- إن الخلاف بين الشيعة والسنة مفتعل إلى حد كبير، لكن أغلبية المسلمين غير متورطين فيه. مع هذا، فإن الشرق الأوسط لم يجد لحد الآن مكانه في الحضارة ــ يبدو وكأنه يقف خارج التاريخ. وإنه لأمر لا يُصدَّق أننا ما نزال نناقش، ونحن في القرن 21، ما إذا كانت المرأة تستطيع أن تسوق سيارة أم لا.
* كيف يمكننا أن نقوّي قوى المعتدلين الذين يريدون أن يُنشئوا مستقبلاً من دون قتال؟
- هذه مهمة المفكرين في العالم العربي. ومن عملنا تنوير السكان. وعلى كل حال، فإن من الصعب نشر أي شيء باللغة العربية هناك لأن منافذ وسائل الإعلام جميعاً يجري التحكم بها بواسطة البيترودولارات. وأنا لا يمكنني أن أكتب أي شيء ينتقد السعودية أو قطر في الصحف العربية. لكن ذلك لا يجعلني أتخلى، وأنا أنشر مقالات على الإنترنت يقرأها الكثير من الشباب المهتمين برؤية التغيير. مع ذلك، هناك كفاح طويل أمامنا.
* كتبتَ مرةً أنك قطعت صلاتك ببغد لعقود من الزمن. وقد صدر لك كتاب غير قصصي، ( بغداد: ذكريات مدينة عالمية)، في عام 2015. فما الذي عاد بك إلى العاصمة العراقية؟
- في عام 2004، عدت إلى العراق للمرة الأولى بعد 23 سنة لرؤية والدَيَّ. وقد أرتني أمي بطاقات بريدية قديمة وجدتها في صندوق لجدّي. وراحت تبكي لأن البطاقات ذكّرتها بشبابها. وكان أبي قد أرسل البطاقات من بغداد، حيث كان يعمل بينما كنا نعيش في مدينة العمارة. وما يزال بإمكاني أن أتذكر متى جاءت تلك البطاقات البريدية الجميلة. كانت أمي تريني إياها على الدوام.
وفي السنة الماضية، حين ظهرت روايتي (بغداد مارلبورو)، أردتُ ان أفعل شيئاً ما جديداً. وشعرت، في الوقت نفسه، بحافز للتعامل مع بغداد .. ثم تذكرتُ البطاقات البريدية وفكرت بكل التفاصيل المتصلة بها. وبدأ ذلك فيلماً كاملاً في رأسي.
وقد أردتُ أيضاً أن أعيد شيئاً ما جميلاً لأهل بغداد. وهم يحبون مدينتهم. وكل يوم تنفجر سيارة هناك.، لكن الناس ما يزالون متعلقين بمدينتهم ــ مثلما أتعلق أنا بحبي الأول تماماً. فأردت أن أبيّن كيف اعتادت المدينة أن تكون وكيف تعيش في خيال أهلها. فبغداد مكان يُتاق له، حتى بالنسبة للناس في الغرب. وقد يكون ذلك ناشئاً من " ألف ليلة وليلة " ..
* لقد فاز كتابك (بغداد مارلبورو) بجائزة برونو كريسكي للكتاب السياسي عام 2014. فماذا يعنى العنوان؟
- بغداد ومارلبورو اسمان تجاريان من أسماء السجائر هناك. ويدور الكتاب حول أسير حرب أميركي وآسره العراقي. والجنديان لوحدهما ليلاً في الصحراء.  ويصادف أن يكون العراقي شاعراً، فيستشهد الاثنان بأشعار وولت ويتمان، أحدهما بالانكليزية، والآخر بالعربية، الأمر الذي يساعدهما على قضاء الوقت معاً من دون تفكير بالحرب والعداوة. كما أنهما يتبادلان السجائر. فالأميركي لديه سجائر مارلبورو والعراقي يدخّن سجائر بغداد. وقد أردت أن أصف كيف أنك، حين تكون لوحدك في الصحراء، تتدبر أمر نسيان الحرب وتفكر فقط بالحياة.
* هناك في كل يوم قتلى في بغداد بالعشرات، وأحياناً يتجاوز العدد المئة، حين يزرع إرهابيون قنبلة. مع هذا لا نلاحظ ذلك إلا بالكاد في ألمانيا. وفي خطابه الافتتاحي في مهرجان الأدب بميونيخ، اتهم الشاعر السوري أدونيس أوروبا باتخاذ موقف غير إنساني، متجاهلةً أعمال الإرهاب هذه إذا لم تستهدف مواطنين من بلدانها. هل تشعر أنت بالطريقة نفسها؟
- أشاطره هذا الرأي. فقبل الهجمات في باريس، كانت لدينا هجمات إرهابية على الطائرة الروسية وفي بيروت، وبعدها كانت هناك أزمة الرهائن في مالي. عدا ما يحدث في العراق، حيث مات 10,000 شخص في عام 2014 نتيجةً لإرهاب داعش ــ وجميعهم مدنيون.
ويمكن أن تكون هجمات باريس قد فتحت أعين الأوروبيين. ولقد حان الوقت لنقر بأن الإرهاب يؤثر علينا جميعاً. وإذا ما وصلنا نقطة التفجع على جميع ضحايا الإرهاب في مختلف أنحاء العالم وليس على جيراننا المباشرين فقط، فإننا سنفلح في القضاء على الإرهاب.
 عن/  Deutsche Welle

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

الحصيري في ثلاثة أزمنة

كلمة في أنطون تشيخوف بمناسبة مرور 165 عاما على ميلاده

الهوية والتعبير الاسلوبي.. مشتركات تجمع شاكر حسن واللبناني جبران طرزي

موسيقى الاحد: احتفاليات 2025

تنويعات في الوضوح

مقالات ذات صلة

الطفولة بوصفها السّاحةَ الّتي تتوالى عليها الأحداثُ والمجرياتُ الّتي يمارسُها المبدعون
عام

الطفولة بوصفها السّاحةَ الّتي تتوالى عليها الأحداثُ والمجرياتُ الّتي يمارسُها المبدعون

استطلاع/ علاء المفرجي تتواصل المدى في الوقوف عند محطات الطفولة والنشأة الأولى عند عدد من مثقفينا ورموزنا الفكرية، ومن خلال حواراتهم مع المدى، وتكمنُ أهمّيّة المكان والطفولة بوصفها السّاحةَ الّتي تتوالى عليها الأحداثُ والمجرياتُ...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram