اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بؤس الشعب.. نعيم الإسلام السياسي

بؤس الشعب.. نعيم الإسلام السياسي

نشر في: 18 ديسمبر, 2016: 06:07 م

adnan.h@almadapaper.net

هذا هو، إذن، الإنجاز العظيم الذي وُعِدَ به العراقيون طويلاً قبل إسقاط نظام صدام، وحقّقه لهم نظام الإسلام السياسي الحاكم على مدى السنين الثلاث عشرة الماضية، تعويضاً عمّا لحق بهم على يد النظام السابق ثم على أيدي المنظمات الإرهابية، ومكافأة لهم عن صبرهم الجميل والمديد على النوائب والمحن.
وزير التخطيط وكالةً سلمان الجميلي أبلغ منذ يومين مؤتمر السفراء المنعقد في بغداد، بأن معدلات الفقر في العراق قد تصاعدت إلى  نحو 30 في المئة ومعدلات البطالة إلى نحو 20 في المئة. ولابدّ من التعامل بتحفظ وتشكّك مع المعطيات المقدّمة من الإدارات الحكومية التي عادة ما تميل إلى إنقاص الأرقام  والتهوين منها في مثل هذه الحال.
حتى لو قبلنا بأرقام وزير التخطيط فإن معدلات الفقر والبطالة هذه مرتفعة للغاية، وما كان يتعيّن أن تصل حتى إلى نصف هذه الأرقام في بلد زراعي وسياحي ومن الدول الرئيسة المُنتجة والمصدّرة للنفط.
يُمكن بكل يسر التذرّع بالحرب على داعش وتدنّي أسعار النفط، وبالسياسات الخرقاء الكارثية لنظام صدام قبل ذلك، بيد أن هذا هو نصف الحقيقة في الواقع. النصف الآخر يتمثّل في السياسات الخرقاء هي الأخرى التي انتُهِجت منذ 2003 حتى الآن، ولا يمكن بطبيعة الحال وصف السياسات التي خلقت أنسب بيئة للفساد الإداري والمالي ولهدر مئات مليارات الدولارات في غضون ثماني سنوات في عهد الحكومتين السابقتين إلا بأنها سياسات خرقاء، خاصة أنها أفضت الى تمكّن تنظيم داعش الإرهابي من احتلال ثلث مساحة البلاد وفرض حرب مُكلّفة بالمقدار نفسه الذي كلّفته الحرب ضد إيران أو احتلال الكويت والحرب المرافقة.
ما تمثله الأرقام التي أعلن عنها وزير التخطيط (إملاق 30 في المئة من العراقيين وترك 20 في المئة منهم لمصيرهم مع البطالة القاتلة)، تتحمّل المسؤولية الرئيسة عنه أحزاب الإسلام السياسي المستحوذة على السلطة. هي التي أوجدت نظام المحاصصة الذي ألقى بالدولة الى الحضيض وعاد بالمجتمع قروناً إلى الوراء، وأطلق وباء الفساد الإداري والمالي، وهي – هذه الأحزاب المتصارعة بضراوة على السلطة والنفوذ والمال -  مَنْ أشعلت نار الحرب الأهلية الطائفية التي لم تضع أوزارها بعد، بل لم يزل أوارها مستعراً وسيبقى حتى وقف العمل بنظام المحاصصة وإصلاح النظام السياسي والشروع بإقامة النظام الديمقراطي الذي اختاره الشعب منذ أحدى عشرة سنة ولم تسمح له هذه الأحزاب بأن يرى النور.
المشكلة أن أحزاب الإسلام السياسي، شيعية وسنية، تعاند وتكابر ولا تريد أن تعترف بالمسؤولية عما آلت اليه أوضاع البلاد، فهي ممن جاء في الفرآن فيهم "وإذا قيل له اتّقِ الله أخذته العزّة بالإثم"، مع اختلاف هو أنّ المقصود في القرآن قد وُعِدَ بأن "حسبه جهنم ولبئس المهاد"، فيما أحزاب الإسلام السياسي تعيش النعيم المختطف من أفواه 12 مليون عراقي تحت خط الفقر و9 ملايين عاطل عن العمل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram