قد تكون بداية الفن المسرحي بقصيدة، فالنصوص المسرحية ومنذ القدم بدأت بشكل نصوص شعرية مسرحية، وتماهت تلك النصوص لتكون صورة، وواقع وحدث، يجسد على خشبات المسارح في العالم بأكمله، لتبدأ تلك النصوص بمحاكاة واقع وطني وشعبي، وتشير الى قضايا وطنية مهمة، اضافة

قد تكون بداية الفن المسرحي بقصيدة، فالنصوص المسرحية ومنذ القدم بدأت بشكل نصوص شعرية مسرحية، وتماهت تلك النصوص لتكون صورة، وواقع وحدث، يجسد على خشبات المسارح في العالم بأكمله، لتبدأ تلك النصوص بمحاكاة واقع وطني وشعبي، وتشير الى قضايا وطنية مهمة، اضافة الى اشارتها الى واقع اجتماعي، كما أن للمسرح دوراً في حل قضايا الشارع للمدنية، وخلق اجيال غنية ثقافياً.
ولما يتمتع به المسرح من أهمية أقام نادي الشعر في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق جلسة خاصة تتحدث عن " شعرية المسرح" وحاضر خلال هذه الجلسة المخرج المسرحي الفنان سامي عبدالحميد .
الجلسة بدأت بكلمة  قدمها  رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق ناجح المعموري، حول حرية الصحافة وحرية التعبير في العراق، وانتهاك حقوق الصحفيين.
ثم قدمت هذه الجلسة الشاعرة راية الشاعر قائلة " إن ضيفنا المحاضر الفنان والمخرج المسرحي  سامي عبد الحميد  سيتحدث عن شاعرية المسرح، وعن حياته، وما واكبه خلال تجربته المسرحية، فهو كاتب وممثل ومخرج، واستاذ متمرس في كلية الفنون الجميلة للعلوم المسرحية، ورئيس اتحاد المسرحيين العرب وعضو لجنة المسرح العراقي ونقيب سابق للفنانين العراقيين."
وأشارت الشاعر إلى أن " الفنان سامي عبدالحميد الّف الكثير من الكتب التي تخص المسرح منها فن الالقاء وفن الإخراج وفن التمثيل ، وترجم العديد من الكتب التي تخص المسرح العراقي، منها  تصميم الحركة، وكتابات المسرحيين في القرن العشرين،   وهو كتاب منهجي يُدرس في قسم الفنون المسرحية في كلية الفنون، وغيرها."أضافة الى البحث الذي قدمه حول اساليب الإلقاء في الاذاعة والتلفزيون، كما اضافت الشاعر  " أن      عبدالحميد شارك في كثير من المهرجانات المسرحية العربية والدولية، وحصل على الكثير من الجوائز والأوسمة ."
لافتة الى اعماله المسرحية " قدم العديد من الاعمال المسرحية منها  ثورة الزنج، والمفتاح، وعطيل في المطبخ، وهاملت عربيا وغيرها، إضافة الى الافلام التي قدمها منها ، من المسؤول عن 58،  وفلم نبوخذ نصر، وهو اول فلم عراقي ملون، وفلم المنعطف، والأسوار والمسألة الكبرى، وغيرها ."
بدوره تحدث المحاضر الفنان سامي عبد الحميد عن المسرح وبداياته قائلاً " بدأ المسرح بالشعر حينما تحول الطقس الديني الى ممارسة مسرحية مدنية، وكان كل من يوريبيدت واسبدوس قد كتبوا مسرحياتهم شعراً، لأنهم اعتقدوا اذا كتبوا المسرحية نثراً لن يرتقوا الى مستوى الفن ولن يكون هنالك إبداع."
مُشيراً الى " أن الدارسين وضعوا ستة فنون جميلة العمارة ، الرقص ، الموسيقى، والرسم والنحت، والشعر ، ولم يذكروا الدراما لأن الشعر هو مَن يخلق الدراما، وأكبر دليل على ان الشعر هو احد المكونات الرئيسة بالدراما ما ذكره ارسطو في كتابه فن الشعر حين اشار الى ستة مكونات هي " الحبكة والشخصية والفكر....الخ."
وأشار عبد الحميد "قد نسأل ماذا يعني النغم؟ كان الشعراء يقصدون به الوزن الشعري لأنه منذ البداية اعتمد الشعر على الوزن والابقاع والتفعيلة، وهو احد اركان العمل المسرحي، هنالك ايقاع سمعي ومرئي ولمسي وحسي وغيره."
مبيناً " أن اشهر مَن كتب المسرحيات بالشعر هو الشاعر وليام شكسبير كما سمته الدكتورة فاطمة موسى انه شاعر المسرح وان معظم، بل جميع مسرحياته كُتبت شعراً."اً
 وأضاف "كان مسرح شكسبير يعتمد على الشعر في خلق الاحساس بالجمال في نفوس المشاهدين وكان الحب من اصلح الموضوعات بالكوميديا، وقد وجد مجالاً واسعاً بالكوميديا الغرامية".
وهنا نشير الى خصائص الشعر وهي واضحة وهي ان تتجانس الالفاظ مع المعاني وأن يكون هنالك ايقاع وتنضيد معين للكلمات والمفردات وويذكر عبد الحميد "لقد استمر كتّاب المسرحية في كتابة مسرحياتهم شعريا الى ان جاءت الواقعية فإضطر الكتّاب للتخلي عن الشاعرية ليقنعوا المتلقي بالواقع، وبهذا لابد ان تكون لغة المسرح هي لغة واقعية، ولم تمر اكثر من 30 سنة على ظهور الواقعية حتى ظهر معارضوها الذين رأوا انها ابتعدت عن الفن وحدود الإبداع."