شهد العراق أول خط حديدي لعربات الترام عام 1869، عندما اقام الوالي العثماني مدحت باشا شركة ترامواي بغداد - الكاظمية المساهمة واستخدمت الخيول لجر العربات، وكان يعرف لدى العراقيين بـ (الكاري). انشئ فيما بعد خط مشابه ، يربط مدينة النجف الأشرف بمدينة الكو

شهد العراق أول خط حديدي لعربات الترام عام 1869، عندما اقام الوالي العثماني مدحت باشا شركة ترامواي بغداد - الكاظمية المساهمة واستخدمت الخيول لجر العربات، وكان يعرف لدى العراقيين بـ (الكاري). انشئ فيما بعد خط مشابه ، يربط مدينة النجف الأشرف بمدينة الكوفة . كما نالت ألمانيا امتيازا من الحكومة العثمانية لإنشاء سكة حديد بنظام قياسي يبدأ من حيث تنتهي سكة حديد الأناضول في (قونية) ،  وقسم المشروع إلى اربع مراحل (قونية - اطنة)، (اطنة - حلب)، (حلب - الموصل)، (الموصل – بغداد).

سيرة ذاتية للقطار
تشكلت أول إدارة للسكك الحديد في العراق في أيلول من عام 1916،  وكانت آنذاك تحت سيطرة الجيش البريطاني،  ثم انتقلت إلى إدارة مدنية بريطانية عام 1920،  ثم تحولت إلى إدارة مدنية عراقية يوم 16 نيسان/ 1936 والذي أصبح عيد السكك العراقية. أول رحلة تم تسييرها كانت من بغداد إلى سميجة الدجيل إلى الجنوب من مدينة سامراء عام 1914. تقوم الشركة حالياً بتسيير رحلات للقطار بين بغداد والبصرة حيث سيّر أول قطار بينهما عام 1920، في حين أنه قد تم تسيير أول قطار بين بغداد وكركوك عام 1925، وأول قطار بين بغداد والموصل عام 1940، وأول قطار من العراق إلى محطة حيدر باشا في إسطنبول في 15 تموز عام 1940، في عام 1936 جرت مفاوضات بين الحكومة البريطانية والحكومة العراقية لنقل ملكية السكك إلى العراق فتم الاتفاق على ان تدفع الحكومة العراقية مبلغ (400) الف دينار، إضافة إلى شروط أخرى، أصبح اسمها (سكك حديد الحكومة العراقية) وربطت بوزارة المواصلات والاشغال وتمت المصادقة على الاتفاقية يوم 16 نيسان عام 1936.

الحرص على القطار
الحديث يأخذنا الى بدايات تأسيس السكك الحديد وقطارات الفحم والمتري والمحطات التي تمتد من أم قصر والمعقل وصولا الى تركيا وسوريا وايران.
كما ان للمحطة العالمية في بغداد حكايات وحكايات، هكذا بدأ الكاتب والإعلامي عبد السادة البصري الذي قضى وقتا طويلا بالتنقل عبر القطار من والى البصرة بغداد والمحافظات التي يمر بها القطار . مردفا: بعد استيراد عربات وماكنات جديدة من الصين وبعد استخدامها قبل أكثر من سنتين، حينما تصعد إليها الآن يصيبك الحزن لما حلَّ بنوافذها من تهشيم اثر رمي أطفال بعض المناطق التي يمر بها الحصى والطابوق على النوافذ ما يؤدي الى تكسيرها. منوها الى: ان وقته واحد فقط رغم وجود أكثر من قطار حديث مركون جانبا وبالإمكان استخدامها في أوقات أخرى لتسهيل عملية النقل بين المحافظات الجنوبية والعاصمة تلافيا لحوادث السير. متمنيا أن يكون هناك اهتمام أكبر بعرباته وسكّته ومحطاته، إضافة الى محاسبة من يتسبب في كسر وتهشيم زجاج نوافذه وتخريبه، لأنه واسطة نقل رائعة ومريحة وآمنة..

أغلب المقطورات لاتصلح
تضررت الشركة بفعل الحرب على العراق عام 2003، وما أعقبها من عمليات نهب حيث وبسبب عمليات النهب والتخريب التي أعقبت الحرب لم يعد صالحاً للاستخدام من قاطرات الشركة سوى ما مجمله 158 قاطرة من أصل 410 قاطرة المملوكة للشركة،  كما أن الوضع الأمني غير المستقر أدى إلى توقف الشركة عن تسيير رحلات بشكل نهائي في فترات معينة، إلا أن الشركة قد عادت لتسيير رحلاتها بين المحافظات عام 2007 فمثلاً أعيد العمل بخط البصرة بغداد بسبب التحسن في الوضع الأمني.
أبواب قديمة ومحطمة
يمكن للمسافر ان يلاحظ بعض السلبيات والإيجابيات منها الحجز المسبق كنقطة ايجابية. ولكن يجب ان تؤخذ بالحسبان اعداد المسافرين وتوفير العربات للعدد الراغب بالسفر بالقطار وبكافة الدرجات منها الاولى والثانية والسياحية. المسافر فالح الربيعي ذكر لـ(المدى): عند دخولك الى المحطة المركزية هناك بابان احدهما للدخول من الشارع الرئيسي والاخر للخروج داخل المرأب المجاور للمحطة. متابعا:  بعدها تلاحظ ان هناك ثلاثة ابواب ، رئيسي امامه مقطورة قديمة محالة للتقاعد وباب اخر خلفي مغلق يمنع الدخول للمسافرين منه والثالث محطم غير حضاري يشبه ابواب المحال.

النفايات والزجاج المكسّر
الملاحظة الجميلة والإيجابية تراها حين يستقبلك موظفو الحجز في بغداد بابتسامة لطيفة حيث تشعر بانك امام موظف مخلص يؤدي خدمة لك، عكس موظفي البصرة حيث البعض منهم لا يعرف الابتسامة بوجه المراجع. كما ان الحرص الأمني والتفتيش شيء جيد يشكرون عليه، داخل العربات الجديدة في الدرجة الاولى والثانية نلاحظ تغليف الارضيات بالفرشات البلاستيكية غير الجيدة والرديئة، كما ان الزجاج في الشبابيك مكسر ومهشم دون صيانة اوتاهيل.
 المسافر باسم حسين بين لـ(المدى) ان كراسي انتظار المسافرين الداخلية والخارجية مكسرة وغير نظيفة حيث الأتربة وتراكم النفايات. مضيفا: اما عن الأعمدة والمظلات في باحة المحطة فنلاحظ تساقط احجار التغليف وعدم صيانتها وهذه ظاهرة غير حضارية. منوها الى: الاهمال الكبير في الاهتمام باوقات انطلاق القطار التي تسبب الارباك للمسافرين. مشيرا الى: خطر سقوط النوافذ على المسافرين الامر الذي يتطلب الصيانة.

مقاول أهلى لايبالي
في الدرجة الاولى تلاحظ جمال الديكور وهذا امر جيد ولكن علبة الصابون السائل فارغة ولا يوجد صابون  صلب، وفي لوحة السيطرة الكهربائية لا يمكن اطفاء المصباح داخل الغرفة بل يكون الاطفاء مركزيا بعد الساعة الثانية عشرة منتصف الليل، ونجد ان جهاز العرض (التلفزيون) وضع للديكور فقط وان عمل فأدعية دينية فقط.
النظافة وخدمة المسافرين اعطيت الى مقاول اهلي. احد المسؤولين عن القطار (رفض ان يذكر اسمه) رأيته غير راضٍ عن عمل المقاول الاهلي المسؤول عن نظافة الغرف، وتبديل الأغطية والشراشف التي كان اغلبها متسخا وغير مرتب حتى ان الوسائد وضعت كيفما اتفق. قبل النزول في محطة بغداد تمنى عدد من المسافرين الاهتمام اكثر بالقطار ومقصوراته وتطوير السكة الحديد وحمايتها مع القطارات من تجاوزات البعض، اضافة الى زيادة عدد العربات والمقصورات.