TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > افرحوا بعودة محمود الحسن

افرحوا بعودة محمود الحسن

نشر في: 20 ديسمبر, 2016: 07:34 م

ali.H@almadapaper.net

ولمّا كان اليوم العشرون من كانون الأول 2016 ، ظهر  النائب " الهمام "  
محمود الحسن ، بعد غيبة  دامت أسابيع  لينشر على صفحته في الفيسبوك فديو " كليب "   نشاهد فيه عميداً في الجيش العراقي ، يقف في كامل قيافته العسكرية ، وهو ينادي الحسن بعبارة " سيدي " بتذلل ، ويترجاه أن يتدخل لإصدار عفو عن ابنه طالب الكلية العسكرية الذي ظل يغش في الامتحانات لعام ونصف العام، وحجة العميد " الدمج " أن ابنه لم يقتِل ، ولم يسرق ولم يسلّم مدناً ، لكنه " ياسيدي غشّ في الامتحانات ، مجرد غش لاغير ، فهل يستحق ان يفصل من الكلية ؟ ويأتيه جواب حامي حمى القانون محمود الحسن ليطمئنه أن ابنه بريء ، وأن الغش جريمة بسيطة يشملها العفو حتما ، وإن هي إلّا ساعات، حتى كان النائب الهمام يخطب بمجموعة من المواطنين عن خدماته في سبيل المجتمع ، حتى انه مستعدّ لأن يوقف مشروع الكابل الضوئي ، لأنه يؤثر على أرزاق الناس !  ، وإن هي إلّا دقائق بعدها، حتى كان الحسن يشيع  " مخدِّر " العفو في الأجواء ويعلنها صريحة أن مَن سرق وغشّ وهرّب الاموال ، لايعدّ مجرماً إنه خطأ ويمكن إصلاحه ، وقبلها بيوم كان محمود الحسن يهلّل من على قناة  الشرقية عن الحريات التي قيّدها من كتبوا الدستور !  
الذين علّقوا على الفديوات الطريفة واللطيفة  للنائب محمود الحسن ، تساءلوا ماذا يحدث في هذه البلاد ؟ وهل وصلنا الى هذا المستوى الذي يخرج فيه نائب يتباهى بالفساد .
للأسف ينسى البعض  أن المرحلة التي نعيش في ظلها ، ما كان لها أن تتأسس، لولا شبكة مافيا الفساد ، أو قل إنّ وضع نموذج مثل محمود الحسن  في البرلمان    كان  بمثابة رد الاعتبار للفساد ،  فهل كان غير الفساد  منهجا وطريقا لمعظم الحكومات التي جاءت منذ عام 2005 وحتى هذه اللحظة  ؟ هل كان غيره سلاحا مؤثرا وحليفا ستراتيجيا ؟ ، فساد من الرأس حتى الذيل، بدأ بإغراق المجتمع في طائفية فاسدة وشعارات فاسدة ، واستمر الفساد ينمو وينتشر ويتوغل، حتى وصل إلى معظم مفاصل المجتمع العراقي  .
الكهرباء  فساد،  الحصة التموينية فساد أكبر، تراخيص النفط كانت  عين الفساد، التعيينات فساد أعمق ، صفقات الاسلحة فساد منظور ومتطور ، المشاريع الوهمية فساد مسكوت عنه  ، الانتخابات التي قادها محمود الحسن فساد بالصوت والصورة ، ويمكنك أن تضيف إلى الفساد، عبارة الخراب  نعم ، هذا النظام السياسي هو الراعي لهذا الخراب المترامي الاطراف ، هو الحامي لزمن الفشل والانتهازية  وهل أكثر خرابا  مما نشاهده ونسمعه بصوت قادة المرحلة  وهم يتضاحكون ويخططون لابتزاز المواطن المسكين بمشاريع وهمية من عيّنة " المصالحة التاريخية " التي يراد لها هذه الايام ان تتحول الى فساد أعمق اسمه " المصالحة المجتمعيّة " .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. خليلو...

    عندما أسس الدكتور سندرسن الكلية الطبية في العراق في أحد الإمتحانات غش أحد الطلاب فيه وعند الإمساك به قرر فصله من الكلية فتدخلت جهات على عادتنا في الامر محاولين إلغاء أمر الفصل وهم يدافعون عن صاحب أول تجربة في الفساد برروا دفاعهم بأن الطالب الغشاش قريب من

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram