بروح الدعابة الدرامية القاتلة عالج المخرج "مانز بيرثاز" ( Måns BERTHAS) مثلث الموت الابدي المرتبط بقصة حب ثلاثية او بما يعرف بثلاثية الحب،  والتي تتنازع من خلالها الاطراف للحصول على الحبيب،  ولكن في هذا الفيلم ما من مراهقين ، انما الع

بروح الدعابة الدرامية القاتلة عالج المخرج "مانز بيرثاز" ( Måns BERTHAS) مثلث الموت الابدي المرتبط بقصة حب ثلاثية او بما يعرف بثلاثية الحب،  والتي تتنازع من خلالها الاطراف للحصول على الحبيب،  ولكن في هذا الفيلم ما من مراهقين ، انما العجائز حين يقف الماضي حاجزاً في استكمال الحياة او هو الفهم المطلق للتذبذب قبل اتخاذ القرار الحاسم،  والذي قد يؤذي اطراف النزاع.  لان الاضطراب في العلاقات الانسانية يؤدي في مجمله الى زعزعة زوايا المثلث او الثلاثية الابدية التي ركز عليها المخرج بقلة حوار ورمزية حادة صوريا ، وبتقنية المشهد الحسي المخاطب للذهن مباشرة من خلال الحركة البصرية،  والتركيز على الفعل وردة الفعل بين ممثلين استطاعوا اتقان التعبير الحركي،  ومنح الفيلم رؤية لمراهقين امتد بهم العمر،  ومن ثم ما لبثوا ان تصارعوا . كما تصارعت المرأة مع الحطب الذي كان كبش فداء لعلاقة غير سوية انهتها بقتل طرفي النزاع.  لتبقى هي في كوخها الخشبي بعد ان اطلقت الرصاص على الرجلين الذين تنازعا للحصول عليها،  مما اضطرها بعد فشلهما واصابة كل منهما بعد النزاع الى اتخاذ القرار الحاسم،  فهل يستمر مثلث الحب مع الانسان في الحياة؟؟
لم يتطرق المخرج الى النفس او الى ما تشعر به المرأة من الم نفسي جراء العيش مع رجل لا تحبه.  الا من خلال محاولتها للرقص مع فنجان القهوة الذي رفعته وتوقف عند عودة الحبيب القديم من الماضي الذي تشعر نحوه بالحب،  وفي لقطات تقطيع الحطب المشابهة لصوت الرجل الذي لا تحبه وهو يعاشرها في اسقاطات سمعية بصرية تستفز المتلقي،  لاستخراج الهدف الذي يسعى لايصاله المخرج وهي فكرة مثلث الحب الذي يتكون من حبيب مرغوب فيه واخر غير مرغوب به على طرف ثالث هو محور النزاع بين الطرفين. لتصبح معاناة الطرف الثالث وتذبذبه هي النقطة الاساس،  وهذا ما لم تسلط عليه الكاميرا بما يكفي لنفهم حالتها الداخلية بشكل افضل قبل ان تتخذ قرار الحسم وقتل الاثنين معا بحيث قدم نظرة درامية لفكرة مثلث الحب  بموضوعية انما مع تحيز لطبيعية الصورة ومعاكستها عمريا ، فهو لم يختر الابطال من الشباب بل!  من العجائز ليرافقنا مثلث الحب في الشيخوخة التي يحتاج فيها الانسان للحب بشكل اكبر للربط بين المراحل العمرية والحقبة الزمنية. اكتسى الفيلم حلة ميزة قلة الحوار ورمزية الصورة ومحاكاة الفكرة بميزانية لم تحتاج للكثير ولا للابتعاد عن البيت الى لمسافة جدا قليلة ليتميز التصوير الداخلي والتصوير الخارجي بطبيعية مشهدية لا تكلف اما الموسيقى لم تكتمل فنيا مع المشهد .
نافذة على الحياة الواقعية فتحها المخرج "مانز بيرثاز" من خلال فكرة هي ثلاثية الحب داخل مثلث الموت الناتج عن الفشل في تحقيق الوصول الى قضية خرجت من قمقم الماضي،  وبشكل فيلمي قصير هو مشهد تقطعت فيه التفاصيل عبر الاصوات الموسيقية والصورية المحفزة للغة الكلام،  وبتصوير موضوعي يميل الى الطبيعية ودون الاغراق بالتكلف متكئا على الرمزية التعبيرية في اداء الممثلين وقوة الصورة الصادقة الهادئة والهادفة في تحقيق الهدف الذي يسعى اليه.  لتكون القصة القصيرة هي لثلاثة ابطال او ثلاثة نقاط المثلث الذي بنى عليه الفيلم  بوجود راديو قديم لواقع تخرج منه الى الذكريات والاستمتاع بالوحدة مع الاشياء التي عاشت معها وشاركها فيها الاخرون دون ان يخرج من دائرة البيت الا الى الغابة امام البيت حيث دار التنافس او المبارزة الساخرة من الشيخوخة وانفعالاتها وبالرصاص الذي هشم اجساد التي لم تمت الا من رصاصة المتنازع عليها وهذا ترك ضحكة في نفس الجمهور خرجت ساخرة مريرة من واقع يصنعه الانسان.
الفيلم تم عرضه في مهرجان لبنان الدولي للافلام القصيرة في بيت الفن طرابلس كانون الاول 2016.