في مقاطعة اكوماك في ولاية فرجينيا الامريكية ، تم مؤخرا الغاء تدريس روايتي (لاتقتلوا الطائر المحاكي) للكاتبة هاربر لي و(مغامرات هاكلبري فين ) للكاتب مارك توين في المدارس بناءً على طلب تقدمت به والدة احد الطلبة متهمة هاتين الروايتين باحتوائهما على اهان

في مقاطعة اكوماك في ولاية فرجينيا الامريكية ، تم مؤخرا الغاء تدريس روايتي (لاتقتلوا الطائر المحاكي) للكاتبة هاربر لي و(مغامرات هاكلبري فين ) للكاتب مارك توين في المدارس بناءً على طلب تقدمت به والدة احد الطلبة متهمة هاتين الروايتين باحتوائهما على اهانات عنصرية ، وكانت صحيفة الغارديان قد نقلت الخبر مشيرة الى وجود العديد من الانتهاكات العنصرية في الروايتين مادعا الى اقامة شكوى ضدهما ..واوردت الغارديان بأن هناك (250) اساءة عنصرية في الكتابين رغم اختلاف تاريخ صدورهما اذ صدر الاول في عام 1960 ، وصدر الثاني في عام 1840موضحة بأن الشكوى قد تقدمت بها والدة طالب مختلط الجنس صدمه بشكل خاص التكرار المنتظم لكلمة (زنجي ) في الكتابين ..
وتؤكد الغارديان ان سبب تصريح والدة الطالب للصحيفة بأن هناك خطابا عنصريا واضحا في الروايتين وقرارها المفاجئ بالغائهما من المناهج الدراسية ربما اثاره المناخ السياسي الذي تولد بعد الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة التي انتهت بفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب والخشية من دعم الحركات اليمينية المتطرفة من قبل انصار الستراتيجية العنصرية للمرشح الجمهوري السابق ونشوء خطاب عنصري في بعض الولايات على اعتبار ان الولايات الأمريكية كانت وماتزال "مقسمة "!!وهو الأمر الذي يثير الكثير من الجدل مع كل حملة انتخابات جديدة...
وفي انتظار ان يتم تشكيل لجنة للبت بمصير هاتين الروايتين ، جرى ايقاف تدريسهما في مدارس ولاية فرجينيا ...بناءً على ذلك اختفت روايتا (لاتقتلوا الطائر المحاكي ) و(مغامرات هاكلبري فين ) من رفوف المكتبات العامة والقاعات الدراسية في المدارس الثانوية للولاية ..
واحدث القرار ردة فعل لدى الائتلاف الوطني المناهض للرقابة والتي استنكرت ماجرى مشيرة الى ضرورة تجنب القضايا المثيرة للجدل كالعنصرية والتي تنعكس سلبا على الطلبة ، كما قامت بارسال رسالة لى لجنة المدارس في فرجينيا أكدت فيها حاجة الطلبة لدراسة هذين الكتابين معللة ذلك بأن كل كتاب منهما يتيح للطلبة فهم الخلفية التاريخية للعلاقات العنصرية في أمريكا داعية اياها الى اعادة النظر في الوضع الراهن على الرغم من الاعتراضات على الاهانات العنصرية التي تجسد بطريقة واقعية تاريخ الولايات المتحدة ومشيرة الى وجوب تدريسها تحت اشراف مدرسين متخصصين ..
وليست هي المرة الاولى التي يثير فيها الكتابان مثل هذه الاعتراضات ، كما ذكر موقع سلات الالكتروني ، فقد سبق ان صنفت جمعية المكتبات الامريكية رواية (مغامرات هاكلبري فين ) في المركز الرابع عشر ضمن قائمة الكتب الممنوعة او المتنازع عليها في المكتبات والمدارس ووسائل الاعلام ، كما حلت رواية (لاتقتلوا الطائر المحاكي ) للروائية هاربر لي في المركز الحادي والعشرين ..وفي عام 2011 ، قررت دار النشر الامريكية (كتب نورث ساوث) طبع نسخة جديدة من الرواية مع استبدال الكلمة (زنجي) بـ (عبد ) المأخوذة من العبودية ..
في ما يخص الكاتب مارك توين ، فيبدو ان البعض نسي قصة روايته التي يسرد فيها مغامرات هاك ، صديق توم سوير وجيم ، التي يهرب فيها العبد بينما ينحاز فيها الروائي للبطلين الآخرين ..
وبمناسبة صدور الطبعة ( المصححة) لرواية (مغامرات هاكلبري فين) ، عبرت الاستاذة الجامعية الامريكية سارة شارشويل عن سخطها في تصريحها للغارديان قائلة بأن هناك العديد من القراء لايمكنهم التمييز بين الكتاب العنصري وكتاب يحتوي على شخصيات عنصرية فالحقيقة هي ان تعاطف المؤلف يذهب نحو البطلين من ذوي البشرة البيضاء مع استخدام كلمة (زنجي) بشكل عادي والتي كان يستخدمها القرويون في عام 1840 لوصف العبيد ..
في الوقت الذي اشار فيه بروفسورالادب الانكليزي مايكل نورث في مقابلة صحفية الى ان الاعتراضات ضد رواية مارك توين ربما نشأت بسبب استخدامه شخصية افرو-امريكية مؤكدا على حقيقة ان امريكا ، وبعد 150 عاما على الغاء العبودية ، لاتكف عن التفكير في خسارات وآلام الماضي !!