TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > " نجمتان" لا " ثلاث نجمات " !

" نجمتان" لا " ثلاث نجمات " !

نشر في: 25 ديسمبر, 2016: 06:41 م

ali.H@almadapaper.net

في أوائل شتاء 2009:  رئيس الوزراء نوري المالكي يبدو منفعلاً وهو  يُعلن  :"  أنّ العمليات الإرهابية التي حدثت مؤخرا كان ثلاثة من المسؤولين عنها من حزب البعث، و يتلقون الدعم من حزب البعث في سوريا وقد اعترفوا بذلك".
في  نهار ذلك اليوم ملأ  السيد نوري المالكي  الفضاء بالتهديد والوعيد للنظام  في سوريا   ،كان السيد المالكي " ملعلعاً " وهو يخوض معركته  ضد كل ما يمتّ الى النظام في سوريا:"  طلبنا منهم الكفّ عن هذا التدخل، ولكن لم نوفق في إقناعهم، وقد وصلنا إلى نتيجة بأنهم يريدون استهداف العملية السياسية، ويريدون العودة بحزب البعث إلى الحكم مرة أخرى "  . ولم يكتف المالكي بذلك بل شمل مشعان الجبوري بصولته الذي اتهمه بأنه يحرّض على الإرهاب من خلال فضائيته " الرأي " التي كانت تبث من سوريا آنذاك ،: " كيف يسمح لفضائية أن تعلّم الناس صناعة المتفجرات :  كان السيد  مشعان  قبل ان يصبح نائباً إصلاحياً ،  متفرغاً " جازاه الله خيرا " لتعليم العراقيين كيف يصنعون عبوات ناسفة بسبع دقائق  .ولعلّ ذاكرة الإنترنت لاتزال تحتفظ لنا باللقاء الذي أجراه المالكي مع قناة العراقية في شهر تشرين الثاني من عام 2009 الذي أخبرنا فيه :  أن  " الأجهزة الأمنية العراقية رصدت اجتماعاً في الزبداني ضمّ بعثيين وتكفيريين بحضور رجال مخابرات سوريين"  ولايزال السيد غوغل " حفظه الله " يحتفظ لنا بتساؤل السيد المالكي وحيرته : "لماذا الإصرار على إيواء المنظمات المسلّحة والمطلوبين للقضاء العراقي والإنتربول على الأراضي السورية؟ " .
بعد ثلاث سنوات بالتمام والكمال ، وفي صيف 2012 تغيّر الجو عند السيد نوري المالكي  فنراه يتحول  ، حيث جلس كعادته أمام قناة العراقية  ليقول : "" إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد  لن يسقط   ولماذا يسقط؟  " .
في عزّ أمطار شتاء 2016  الاستاذ نوري المالكي يشمّر عن ساعده  ،   وهو يرفع  بحفاوة علَم سوريا ، ليعلن أننا في طريق العودة الى الجمهورية العربية المتحدة " أُمّ النجمتين " وليست الثلاث .
ربما سيقول   قارئ كريم  :  وهل تريدنا ان نقف مع داعش ؟  المؤسف، دائماً، أن البعض ينسى، أو يجهل، ان السياسي العراقي تحكمه الاهواء لا المبادئ ، وتتحكم به النزعات الطائفية لا الوطنية ، وإلا في أي بلد تجد مسؤولين  بدرجة نواب رئيس جمهورية الأول ، أُسامة النجيفي  يؤيد المعارضة السورية  " والثاني " نوري المالكي يرفع صور بشار الأسد " والثالث إياد علاوي    " لايدري " ما المشكلة .
لست ضد الحرب  لهزيمة عصابات داعش . أنا ياسادة ومعي ملايين العراقيين  ضد إطالة العذاب السوري وتفاقم الانتهازية السياسية في العراق  الكارثة السورية ليست غريبة عن الكارثة العراقية ، وهذه الخيام  التي تضم ملايين السوريين  لاتختلف كثيرا عن خيام أهلنا في الموصل ،الاثنتان  أقرب إلينا من أحداقنا. والاثنتان سببهما غياب الضمير الوطني .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. بغداد

    أستاذ علي حسين عملية احتلال العراق من طأطأ الى سلام عليكم هي عبارة عن فلم هندي بأمتياز ما ينرادلهة روحة للقاضي لا لها راس ولا أساس وأتذكر فد يوم في عام ١٩٧٠ الساعة الثانية عشر منتصف الليل كان التلفزيون العراقي يبث فلم هندي ونحن جالسون نتفرج اشو الفلم وبطل

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram