TOP

جريدة المدى > تقارير عالمية > بمناسبة أعيادالميلاد ورأس السنة..بابا نوئيل في الثقافةالشعبية حافزلتنمية الأخلاق الحميدةلدى الصغار

بمناسبة أعيادالميلاد ورأس السنة..بابا نوئيل في الثقافةالشعبية حافزلتنمية الأخلاق الحميدةلدى الصغار

نشر في: 27 ديسمبر, 2016: 09:01 م

كانت علاقتي بسانتا كلوز، أو بابا نوئيل (1) براغماتية على الدوام، تقول الكاتبة الأميركية سارة سلوت. فكنت أؤمن بوجوده بطريقة جراحية تقريباً ــ أتتبّع  حركاته المذاعة في نشرات الأخبار المحلية، وألاحظ أن كل هداياه تجيء في ورق تغليف أكثر خياليةً بكثي

كانت علاقتي بسانتا كلوز، أو بابا نوئيل (1) براغماتية على الدوام، تقول الكاتبة الأميركية سارة سلوت. فكنت أؤمن بوجوده بطريقة جراحية تقريباً ــ أتتبّع  حركاته المذاعة في نشرات الأخبار المحلية، وألاحظ أن كل هداياه تجيء في ورق تغليف أكثر خياليةً بكثير، وأفحص علامات الشفاه على كأس الحليب الفارغ. و تبيّن الاستطلاعات أن 84 بالمئة من الأميركيين الراشدين كانوا يؤمنون ببابا نوئيل وهم أطفال ــ أطفال يقولون إن بابا نوئيل حقيقي كما هو مايكل جوردون، ( لاعب كرة السلة )، وهو بالنسبة لي أكثر واقعيةً بكثير من مايكل جوردون، الذي لم يعطني هديةً ولا مرةً واحدة، كما تقول سلوت.وقد سألتُ ماما، وأنا في الصف الثاني، كيف يستطيع بابا نوئيل أن يظهر في أماكن كثيرة جداً ليقدم الهدايا للأطفال في وقت محدود كهذا. فقالت لي ليس كل بابا نوئيل هو بابا نوئيل حقيقي، وإنما هم رجال نشامى يطلب منهم بابا نوئيل مساعدته في ذلك. فكنت أرى أن من المنطقي أن يكون بابا نوئيل رجلاً مشغولاً إلى ذلك الحد.
ذلك هو نوع الكذبة المحببة التي تقولها الأمهات والآباء لصغارهم فيما يتعلق ببابا نوئيل. وهي كذبة لطيفة يسهل قولها. وذلك جزء مترسخ من ثقافتنا، أي التحدث إلى الصغار حول بابا نوئيل، يبدو اعتيادياً بشكل غريب. و كما يؤكد علماء النفس، فإن ترك الأطفال يستخدمون خيالهم لاستحضار هذه الصورة أمر صحي، قائلين إن الممارسة هي ما سوف يساعدهم لاحقاً على الحلم بالاختراعات وفِكَر كبيرة أخرى. مثلما ظهر لنا أن الحكايات الخرافية طريقة فعالة وذات مغزى لتعليم الأطفال الأخلاق؛ إذ تصبح قائمة ما هو شرير وما هو لطيف مرشداً للناشئ كي يكون شخصاً مهذباً. حتى لو كانت طيبتك مستمدة من خشية ألاّ تحصل على دمية من الفرو.
مع هذا، فإن 54 بالمئة من الأطفال، بمن فيهم أنا، يكتشفون الحقيقة من شخصٍ ما ليس أحد الآباء. فقبل ثلاثة أسابيع من عيد ميلاد، وأنا طفلة، أخبرني زميل لي عمره ثماني سنوات بالصفقة. ضحكتُ منه. لا يوجد بابا نوئيل؟ إنك مجنون. إذا لم يكن بابا نوئيل حقيقياً، فكيف يمكن أن تكون هناك متبقيات من الجزر في أسفل مدخنتنا التي من الواضح أنه يرميه هناك بعد أن يُحضره إلى السقف لإطعام غزلان الرنة التي تجر عربته؟ وهو نفس الجزر الذي كنت أضعه بعناية إلى جنب بعض قضبان الذرة لأن جدي قال لي إن بابا نوئيل يحاول أن يكون أكثر صحةً في تلك السنة.
وبالرغم من أن ذلك لم يكن كافياً لصرفي عن قراري، فإن زميلي قد زرع بذرة من الشك لدي. وقبل الذهاب إلى المدرسة في صباح اليوم التالي، طرحتُ على ماما السؤال الثقيل، وأنا أوقفها قبل الدخول إلى السيارة. فاستمرت في سيرها، وأجلستني، ثم أعطتني أحلى جواب : " لقد كان بابا نوئيل شخصاً حقيقياً ذات يوم، والآن نحن نكرّمه بتقديم هدايا مدروسة إلى الأشخاص الذين نحبهم أكثر. إنه عبارة عن إحساس في قلوبنا ". ففكرت مع نفسي : " أجل، أعرف. بابا نوئيل إحساس في قلبي وهو أيضاً  شيخ بدين يرد على رسائلي إليه كل عيد ميلاد ". وحين لاحظت ماما أنني لم أفهم قولها ، أخذت نفَساً وقالت :" لكن لا، بابا نوئيل غير حقيقي ".
وبعدها تهت عن ذلك.يقول البروفيسور في طب الأطفال، بيناجيمين سيغل،" يعيش الصغار حتى الرابعة، الخامسة، السادسة، السابعة، في ما ندعوه سنوات الحياة السحرية الفنتازية ". وأظن انهيار بابا نوئيلي جاء من فكرة أن سنوات الحياة السحرية الفنتازية انتهت؛ ومع دمار بابا نوئيل جاء دمار عيد الميلاد، وكانت نهاية عيد الميلاد تعني أن العالم ينتهي معه. فهل كان علينا أن نهدم الشجرة، وقد انتهت الخدعة الآن؟ فماذا عن أنوار الوضع الاجتماعي المتوارث؟ لقد رأيت عالم الخيال يتداعى من حولي.ويستمر الآباء والأمهات مع ابن بابا نوئيل، وفقاً لبروفيسور في جامعة ألينويس، من أجل ضمان تبعية أطفالهم الأبوية والمحافظة على براءتهم. وعلى كل حال، فإن هناك دراسات تبيّن أن الأهل غالباً ما يكونون أكثر حزناً من أطفالهم حين تزول الحقيقة. ولقد مررتُ بوقت صعب في تصديق ذلك لأنه كان علي أن أكذب تحت شجرة عيد ميلادنا لنصف ساعة إلى أن أهدأ. وحين ظهرتُ من تحت الصنوبرة، دنوتُ من ماما بسؤال أساسي واحد ــ هل أن جنّية الأسنان (2) حقيقية؟ فراحت تنظر بفهمٍ سريع في وجهي الملطّخ ، وسألتني ببطء، " هل تريدين حقاً أن تعرفي؟ "
 عن: Pacific standard
إشارات المترجم
(1) بابا نوئيل ، كما يسمى في فرنسا، أو سانتا كلوز، كما في أميركا،  شخصية ترتبط بعيد الميلاد عند المسيحيين، وهو شيخ بلحية بيضاء، سمين، وضحوك، ويرتدي بزة يطغى عليها اللون الأحمر وبأطراف بيضاء، ويعيش، كما في قصص الأطفال، في القطب الشمالي مع زوجته، وبعض الأقزام، الذين يصنعون له هدايا الميلاد، والأيائل التي تجر له مزلاجته السحرية، ومن خلفها الهدايا ليوزعها على الأولاد. وقد استخدمتُ اسم بابا نوئيل هنا لشهرته في عالمنا العربي.
(2) جنية الأسنان هذه، كما تقول ويكيبيديا، شخص خيالي من شخصيات الطفولة المبكرة. فحين يفقد الأطفال واحداً من أسنانهم الأولى، عليهم أن يضعوه تحت وسادتهم وسوف تزورهم جنية الأسنان وهم نائمون، لتضع مكان السن مبلغاً من المال. و ترك سن تحت وسادة لجنية الأسنان كي تجمعها هو تقليد يُمارس في بلدان متنوعة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

التعديل الوزاري طي النسيان.. الكتل تقيد اياد السوداني والمحاصصة تمنع التغيير

حراك نيابي لإيقاف استقطاع 1% من رواتب الموظفين والمتقاعدين

إحباط محاولة لتفجير مقام السيدة زينب في سوريا

امريكا تستعد لاخلاء نحو 153 ألف شخص في لوس أنجلوس جراء الحرائق

التعادل ينهي "ديربي" القوة الجوية والطلبة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

 ترجمة / المدى في الوقت الذي ما تزال فيه أوضاع واحتياجات النازحين والمهجرين في العراق مقلقة وغير ثابتة عقب حالات العودة التي بدأت في العام 2018، فإن خطة برنامج الأغذية العالمي (FAO )...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram