فن قراءة المستقبل ، غدا علماً —بكسر العين — قائماً بذاته ، معترَفاً به عبر أعلى المستويات، السياسية والاجتماعية، و …الاقتصادية ، دون شك .
يطلقون عليه — عند الحاجة — علم الاستقراء.
يستدلون على ماهية الحدث وملابساته ، وتداعياته، من حادثة عابرة لا تستوقف ولا تثير انتباه أحد ، من تصريح مسؤول في غمرة غيظ او نشوة نوال . من ردة فعل غير محسوبة النتائج الآنية .
الاستقراء ..
ما هو نبوءة منجمين ، ولا تمويهاً او رجماً بالغيب، وليس بهلوسات ضاربة ودع عابرة .
علم الاستقراء ، غدا هو المسيطر ، المهيمن على أجندة أساطين السياسة ، الضالعين برسم سياسات دول الكرة الأرضية،، أصالة او إنابة او وكالة ! . علانية حيناً ، وخفيةً في معظم الأحيان.
علم الاستقراء ، غدا الـ( الف باء ) والأبجدية المقروءة لدى صناع القرارات المصيرية في الدول المتحكمة بمصائر الدول والشعوب .
ديدنهم ، اعتماد الرقم ، شرط ان يكون صحيحاً او مقارباً للمعقول ، التعويل على المعلومة ، شرط ان تكون موثقة بالأدلة والأسانيد ،
اين نحن — الساسة في العراق — حصرا - من فنون وعلوم ((الاستقراء )) ومعظمهم يتبارون في التصريحات ، غير آبهين لتصريح يناقض تصريحاً . ورقم يدحض رقماً ، غير مكترثين بمن يحلل الحروف والأرقام . لتغدو حقائق دامغة حين يجدّ الجد .
………
الإعلام — عموماً — الغربي على وجه الخصوص، والذي يعتقد أنه حر ، دون قيود ، ما هو حر تماماً ، انه إعلام مسيَّس بامتياز . ينظر للأحداث الكبرى ، خلال مرايا مختلفة الطابع،، مستوية ، مقعرة ، محدبة ،، حسب موجبات المرحلة ومتطلبات واضعي الخرائط .
فأنت ترى الوقائع في المرايا المقعرة باتساع المحيط ، وتشاهدها في المحدبة ، أصغر وأوهن وأرخص من قلامة ظفر .
علم قراءة المستقبل!
[post-views]
نشر في: 1 يناير, 2017: 09:01 م