ali.H@almadapaper.net
تقتضي منّا هذه المهنة التي يُطلق عليها " مهنة المتاعب " ، والآن أصبحت مهنة الخوف من " كم سؤال " وأنت معصوب العينين ، بأن يتفرّغ العاملون فيها إلى متابعة ما يجري حولهم كل يوم ، فلا مكان وسط معلّقات صالح المطلك في مديح الدولة المدنية ، و " مأسسة " عالية نصيف ، هكذا نطقتها " بالضرس المليان " ، وهي تتحدث عن تحويل التحالف الوطني إلى مؤسسة كبيرة تدير شؤون البلاد ، فتؤجر دكاكين الوزارات إلى من يقبل بـ شروط " المأسسة " ، وابتسامة حيدر العبادي وهو يستعدّ لاحتضان رئيس وزراء تركيا اليوم أو غداً ، لا أُريد أن أُذكّركم أنّ أشاوس التحالف الوطني كانوا قبل أسابيع يُشمّرون عن سواعدهم ويعلنون حرباً شاملة لاهوادة فيها ضدّ تركيا ، وكيف أنّ عالية نصيف قبل أن تخبرنا أمس بأنّ التسوية مرّت أولاً في سوريا وحسمت وازدهرت داخل لبنان ، وفي طريقها لمصافحة تركيا ، بعدها ستطمئن على مستقبلها في العراق ، هدّدت قبل أشهر بأنها ستقطع أنف أردوغان لو ظلّ يواصل دسّه بالشأن العراقي. . الجواب طبعاً عند السيدة عالية نصيف التي ترفع شعار لاثوابت في السياسة ، والمتغيّرات يجب أن تصبّ في مصلحة السياسي لافي مصلحة الوطن .
تعلِّمنا الكتابة اليومية أن أفضل شيء يقوم به الكاتب هو تذكير الناس مرة ومرتين وثلاثا بما يجري حولهم، ولهذا تجدنا نكرّر الأسئلة نفسها بين الحين والآخر، ولا شيء يتغير سوى إجابات ناطقي الداخلية والدفاع ، وهي بيانات لم تعد صالحة للاستخدام البشري، لا رهان على قوى سياسيّة تتناحر من أجل المناصب والمغانم .
سنوات والعنوان في صحفنا الرسمية وشبه الرسمية هو واحد لا يتغيّر "نجاح الخطة الأمنية"، فلتحيا قيادة عمليات بغداد ، ولنطمئن مادام السيد الناطق الامني يبدو مبتسما طوال الوقت ، على غرار الابتسامة الشهيرة لراعي " مأسسة " الناطقية علي الدباغ الذي يبدو انه تفرغ لمشاريعه التجارية بعد ان لفلف عمولات صفقة التسليح الروسية ، التي بشرنا الدباغ آنذاك بأنها الأكبر في الشرق الاوسط، فأين اختفت هذه الصفقة وأين ذهبت ملياراتها ؟ لاجواب لأننا تركنا كل شيء وانشغلنا بسؤال لماذا لم تُقتل أفراح شوقي ؟ حتى ان بعض أشاوسة الفيسبوك اعتبر مجرد رجوعها سالمة الى أولادها جريمة في حق الوطن والوطنية ، أمّا سرقة 14 عاماً من أعمارنا ، ونهب مئات المليارات ، وموت عشرات الأبرياء مجرّد خطأ سياسي سيُصلّح بعد أن " نومأسِس " التحالف الوطني ، أما الدولة التي تنتظر الناس عودتها في كل مكان، في الشوارع الخربة ، في الاجواء الملوّثة بالطائفية ، في الفساد وغياب القانون، وفي بلاد "الكاوبوي" حيث يُخطف الآمنون في منتصف الليل ، ويعودون في منتصف الليل ، فقط المطلوب منهم أن يشكروا الخاطفين على حُسن المعاملة !