اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > من يفكّ هذا اللغز؟

من يفكّ هذا اللغز؟

نشر في: 6 يناير, 2017: 05:26 م

adnan.h@almadapaper.net

لا يحصل شيء كهذا إلّا في العالم السرّي .. عالم العصابات  والدويلات والكانتونات التي تتحكم بمقاديرها عصابات، حيث المصالح والمطامح  والغايات والقرارات متقاطعة ومتضاربة ومتناقضة .
منذ بضعة أيام كتب الوزير السابق ونائب رئيس الجمهورية السابق، عادل عبد المهدي، في مقاله اليومي عن الدول الناجحة والدول الفاشلة، وأوجد لدولتنا الحاليّة مكاناً بين هذين النوعين.. أظنّه قد حكّم قلبه وعاطفته  أكثر من عقله والمنطق، رأفة بقرّائه حتى لا يتفاقم شعورهم بخيبة الأمل والخذلان حيال ما يجري في بلادهم ،  وما يجري لا يحدث في الدول الناجحة ولا حتى في الدول البين بين .. إنه يجري فقط في الدول الفاشلة وفي العالم السرّي للعصابات.
هاكم أحدث واقعة تثبت ما أقول.
هدّد أحد أعضاء اللجنة الأمنيّة  في مجلس محافظة بغداد منذ يومين بمحاسبة الجهة التي نصبت كاميرات مراقبة في العاصمة  كونها نُصبت من دون علم  مجلس المحافظة ومن دون دراسة جدوى بحسب قوله!
على مدى سنتين وأكثر كان موضوع نظام المراقبة الامني في بغداد عبر الكاميرات، مطروحاً على نحو علني، ويستفاد من مجمل التصريحات والتصريحات المضادة في هذا الخصوص أنّ ثمة تقديراً لأهمية وضع هذا النظام المدروس والمقرر شأنه منذ سنوات، وغير مرة أعلن محافظ بغداد علي التميمي أنّ جهات عرقلت إنشاء النظام لأسباب لم يكشف عنها، لكنّ التلميح عنها كان اقوى من التصريح، فثمة جهات لا تريد للأمن أن يستتب في العاصمة، وتعرقل أي مشروع لنشر الكاميرات في شوارع بغداد وساحاتها، فيما هناك جهات أخرى تعرقل لأسباب أخرى تندرج في خانة الفساد الإداري والمالي.
منتصف الشهر  الماضي تنفسنا الصعداء لأنّ محافظة بغداد نجحت أخيراً في وضع النظام الأمني الموعود ، ففي مؤتمر صحافي  حضره  ضباط كبار من وزارتي الداخلية والدفاع ، أعلن المحافظ  التميمي عن إطلاق أكبر مشروع إلكتروني لكاميرات المراقبة في العاصمة، لتأمين شوارع وتقاطعات الطرق ومراقبة حركة السير وتحركات العصابات المسلحة، يضمّ كاميرات مراقبة يصل مدى الواحدة منها إلى نحو ألفي متر، وأكد أن "المشروع عبارة عن منظومة كاميرات مراقبة إلكترونية أمنية حديثة ضمن مواصفات عالمية عالية الدقة، وهو أكبر مشروع للمراقبة الأمنية في العاصمة، وسيوفر معلومات دقيقة لأجهزة الأمن في البلاد".
ما نعرفه أن بين مكتب محافظ بغداد ومكتب اللجنة الأمنية مسافة أمتار فقط وليس كيلومترات أو أميالاً، لكنّ ما بين تصريح عضو اللجنة الأمنية وبين ما قاله المحافظ مسافة سنوات ضوئية، وهذا لا يحصل لا في الدول الناجحة ولا في الدول البين بين.
السؤال الآن: هل ثمة بُعد يتصل بالفساد الإداري والمالي لهذا التقاطع والتناقض والتضارب بين تصريحات المسؤولين الاثنين في محافظة بغداد؟
والسؤال الأهم: هل خلف موجة التفجيرات الإرهابية التي تضرب العاصمة هذه الأيام يكمن مسعى لمنع التوسع في نظام المراقبة الأمني الجديد وتعطيله لغرض في نفس يعقوب؟
من يفكّ لنا هذا اللغز؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. saad alwan

    العام الماضي توسطت للاتصال بمسؤول اللجنة الامنية في المحافظة السيد المطلبي للاستعانة بصور لكاميرات في ساحة 14 رمضان لكشف مسبب لحادث دهس ووفاة ابن عمي . وتفاجأت بان الكامرات منصوبة وهناك امر بعدم تشغيلها ! ولا احد يعرف من امر بذلك . تحياتي استاذ عدنان حسين

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram