أحمد عباس غنيّ عن التعريف بعد رحلة مشرّفة واجه فيها عُباب بحر الكرة ومخاطره بشجاعة فائقة توَّجها أميناً بسمعته الطيبة لينخرط مُختاراً من تنفيذي الأولمبية ضمن كوكبة خبراء الرياضة الذين يقفون على مسافة واحدة من جميع الاتحادات لغرض انصاف عملهم وإصلاح من أعوّج مساره عن الهدف المحدد.
نبرة تفاؤل عباس التي سمعتها منه في اختتام حديثه للمدى اليوم كونه عضو لجنة خبراء الأولمبية الوطنية وكشفه روزنامة لجنته في العام الجديد تجعلنا في موضع المتقبّل لطروحات الرجل عن المرحلة المقبلة التي تنتظرها الرياضة العراقية بصبر كبير بعد عام الخيبة والندَم والأموال الضائعة في مشاركات بائسة لم نجن منها غير المناكفات لتخوين هذا وتأنيب ضمير ذاك من دون حَمل المسؤول لسياط جلد الحقيقة.
لكن .. مهلاً ، إذا ما أردنا أن نخوض مع لجنة الخبراء سلسلة من الحوارات المطولة فلن نتوقع أن ينقلب واقعنا الرياضي بين ليلة وضحاها الى صورة وردية مؤهلة لدفع عشرات الابطال لخطف ميداليات الدورات القارية والأولمبية وهي قادرة على ذلك، لكن ما تحويه ورقة الخبراء غير ما تعمل به الاتحادات ، انها مشكلة أزلية تحتاج الى توأمة الفكر قبل التنفيذ حتى تأتي النتائج مثلما يُخطط لها ، ولهذا من الصعب أن تمضي لجنة الخبراء بمنهجها إذا لم تعضّدها خطوات جادة من مسؤولي الألعاب أنفسهم سواء أكانوا إداريين أم مدربين أم أمناء مال يسايرون المنهج بحرص وإيمان راسخين بالنجاح.
ومثلما المصارحة تحتم التعامل المباشر لانتقاد الفرد أو المجموعة ، فإن لجنة الخبراء تمثل أعلى جهة استشارية لرئيس واعضاء المكتب التنفيذي الأولمبي وتعد صاحبة القرار الفني البات المفترض انه لا يُرد أو يُفنّد ، وتجربة السنة الماضية أضمرت العديد من الحقائق عن طبيعة دور اللجنة ومدى قدرة ستة من اعضائها على تغيير قناعات 44 اتحاداً لتقنين مشاركات واسعة استنزفت أموالاً طائلة ، فجاءت نتائج دورة اولمبياد ريو 2016 لتكشف المستور عن ضعف مراحل إعداد الاتحادات الخمسة المشاركة وصمت لجنة الخبراء عن البوح باسباب الفشل بتقرير فني شفاف للرأي العام للدفاع عن عملها في الأقل بعد أن شغلت الوسط الإعلامي بجداول مقابلاتها وتمحيصها لقدرات كل اتحاد قبل الدورة.
ما وصفه عباس عن مستوى دورة التضامن الاسلامي لا يرتقي الى مصاف الدورات الكبرى القارية والعالمية صحيح ، ويفترض ألا يفتر هذا التصنيف حماسة الرياضيين قبل ولوج المنافسات وسط 5000 رياضي من 57 دولة للظفر بـميداليات 22 نوعاً من الألعاب تتضمن السباحة وكرة اليد والعاب القوى وكرة السلة وكرة القدم وغيرها ، وعليه لابد أن تكون الجاهزية للدورة الرابعة في باكو تليق بمكانة العراق في هذه الدورة التي نريدها اختباراً جدياً لحدود آمالنا في دورة الألعاب الآسيوية (جاكرتا - آب 2018 ) ولا عذر بعدها لمن يخفق في تعويض ما فاته من نتائج سلبية.
لتدعم الاتحادات المركزية قبل تنفيذي الأولمبية عمل لجنة الخبراء لاسيما بعد توسعة عددها لتضم شخصيات أكاديمية أخرى عُرف عن اخلاصها في ألعابها وقدرتها على التطوير شريطة أن تتجنّب تأثير العلاقات الرياضية في اتحاداتها أو غيرها وتضع مصلحة البلد أولاً ، وتكون تقييماتها موضع تنفيذ لا مراجعة لتكسب القرار القوي الذي يُعتد به لاحقاً عند الثواب أو الحِساب .
نلفت انتباه لجنة الخبراء الى ضرورة أن تضم أحد خبراء الأمانة المالية ممن قضى سنين طوالاً ليتمكن من وضع تقديرات معقولة لما أنفق على البعثة أو الاتحاد المشارك في دورة باكو أو ما تليها مستقبلاً بدءاً من مرحلة التحضير الى نهاية المنافسة ليكون المال معياراً أيضاً في الفصل بين المُهدرين عن المُقننين.
باكو برؤية الخبراء
[post-views]
نشر في: 7 يناير, 2017: 04:03 م