TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الرسالة الوجع !.

الرسالة الوجع !.

نشر في: 8 يناير, 2017: 09:01 م

عزيزي الوفي ..
…… ، ……
لا تغرنّك  ابتساماتي أمام عدسات  المصورين وعلى شاشات التلفزيون ، فأنا حزين ومحبط و.. خائف . مشوش الذهن ، المسؤوليات ثقيلة على كاهلي ، وانا — في الحقيقة — مغلول اليدين ، مكبّل القدمين ، فأنا لا أخرج إلا وحولي نفر من (الحماية ) ، ولا يمكنني التفوه بكلمة ( لا ) إلا بمشقة محسوبة .
أخبرتني بهاتفك الأخير (المشفر) أن رصيدي المصرفي قارب الأرقام الستة . وأن داري في مرابعكم قد شارفت على الاكتمال ، وهذا يحمل لي بعض العزاء مما أعاني من  قرف .
لا اكتمك .. إني اعيش في ترف ونعيم لم اكن أحلم به ، لكن الفرح الحقيقي غادرني ، وسكنني خوف مبهم : خشية  من كل شيء حولي ، وعلى كل شيء في حوزتي !! خوف شرس يحمل لي الوساوس والكوابيس ، لاسيما حين يجن الليل ، صدقني : إني أحن لتلك الليالي التي كنا نتدبر تكاليف الوجبة بشقّ الأنفس ، بينما ضحكاتنا الرائقة تشقّ ستار الضجر .
حين يجن الليل ، يتقاذفني رعب الكوابيس ، تغمرني موجة كآبة مريض عصاب . فأقرر أن اخرج من هذا المسلخ . مكتفياً بما علي من سخام ، لأعيش ( نظيفاً) كما احب : هل استطيع ؟؟ .. فإذا ما طلع الصباح ، وتسلمت سوط السلطة . ورأيت ما انا عليه من سطوة وشهرة ، وأمامي فيض من وكالات جديدة تنتظر توقيعي ،  وعقود وهمية تنتظر موافقتي ،، وقائمة الراتب الجزل ، والشاشات تتسابق بانتظار تصريح مني ، و..و..أجدني أتناسى قراري ، وأصم سمعي عما راودني ليلاً ، فأتشبث بالكرسي : بمساندهِ وقوائمه تشبث الغريق بقشَّة … يا صديقي السلطة والثروة  والشهرة ، شرك ومصيدة ، لا يمكن لمن دخل حبائلها النجاة منها ، إلا بمشقة خروج الروح من الجسد ….. صل (ي) من أجلي ، ولا تشدد علي اللوم ،، فلو كنت مكاني لما فعلت غير فعلتي ،، أصلي من أجلك الا يدخِلك الحظ في أتون تجربة كتجربتنا نحن فرسان الحكم …..
##  هامش :::  السطور أعلاه مستلّة - بحذر - من رسالة   شخصية حقيقية  نشرت في مطبوعة لندنية ، قبل عشر سنوات . نعيد نشر بعض سطورها، لنتساءل : ما الذي تغير بعد تلك السنوات  العشر العجاف ؟؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: صنع في العراق

 علي حسين اخبرنا الشيخ همام حمودي" مشكورا " ان العراقي يعيش حاله من الرفاهيه يلبس أرقى الملابس وعنده نقال ايفون وراتبه جيد جدآ ، فماذا يحتاج بعد كل هذه الرفاهية. وجميل أن تتزامن...
علي حسين

قناطر: في البصرة.. هذا الكعك من ذاك العجين

طالب عبد العزيز كل ما تتعرض له الحياة السياسية من هزات في العراق نتيجة حتمية لعملية خاطئة، لم تبن على وفق برامج وخطط العمل السياسي؛ بمفهومه المتعارف عليه في الدول الديمقراطية، كقواعد وأسس علمية....
طالب عبد العزيز

تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.. من يكون رئيس الوزراء؟

إياد العنبر يخبرنا التراث الفكري الإسلامي بأن التنظير للسلطة السياسية يبدأ بسؤال مَن يحكم؟ وليس كيف يحكم؟ ولعلَّ تفسير ذلك يعود لسؤالٍ مأزومٍ في الفقه السياسي الإسلامي، إذ نجد أن مقالات الإسلاميين تبدأ بمناقشة...
اياد العنبر

هل الكاتب مرآةً كاشفة للحقيقة؟

عبد الكريم البليخ لم يكن الكاتب، في جوهره، مجرد ناسخ أو راوٍ، بل كان شاهداً. الشاهد على لحظةٍ تاريخية، على مأساةٍ إنسانية، على حلمٍ جماعي، وعلى جرحٍ فردي. والكاتب الحقيقي، عبر العصور، هو ذاك...
عبد الكريم البليخ
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram