أثاراختيار الراقصة "عشتار انو سومر" لمنصب رئيسة اتحاد الصحفيين في الولايات المتحدة الامريكية قبل ايام استياءً كبيراً في العراق ادى الى نفي وزارتي الخارجية والثقافة اعتماد ترشيحها والى تجميد عمل فرع الاتحاد في الولايات المتحدة، بينما اكدت عشتار في حديثها لقناة الشرقية ان الاتحاد اصرعلى ترشيحها لكونها تمثل شريحة كبيرة من أرباب الفن والثقافة في امريكا، مشيرة الى رفضها المنصب لانشغالها بأمور اخرى وترشيحها الأستاذ شاكر الحاج بدلا منها ..ولو كان نفس الاستياء قد رافق كل ترشيح لشخص لايستحق المنصب الذي تم اختياره له لربما تمكنا من انقاذ مايمكن انقاذه في وزارات ومؤسسات عدة يديرها حاليا مسؤولون لاعلاقة لهم بالتخصص الدقيق الذي يتطلبه المنصب بل يتم اختيارهم حسب المحاصصة القومية والطائفية او وفق أمزجة خاصة وعلاقات شخصية ..
في برنامج ديني ، قال احد المتشددين ان اتباع الدولة لنظام التكنوقراط يعني فتح باب خلفي للعلمانية والأخيرة تشكل خطراً كبيراً على من يتكئ على الدين او المذهب لتحقيق مكاسب سياسية وبلوغ مناصب في السلطة ..أما حين دعا رئيس الوزراء لتطبيق نظام التكنوقراط في اختيار وزراء جدد في الحكومة فقد قوبل الأمر باعتراضات من نواب وقادة كتل لأن ذلك سيضع حجر عثرة في طريق اتباعهم منهج المحاصصة في ترشيح الوزراء والمسؤولين لشغل المناصب القيادية في الوزارات والمؤسسات الحكومية ، وهكذا ظلت الدعوة منقوصة وظلت اغلب المناصب بيد من لايستحقها ولايمثلها ..
استياء من نوع آخر ظهرت بوادره يوم الأحد الماضي حين توافد عدد من المواطنين ،وتحديداً من سكنة مناطق مدينة الصدر وحي جميلة والبلديات، على ساحة التحرير بعد الانفجارات التي طالت مناطقهم مطالبين بتغيير منتسبي السيطرات الأمنية الموجودة في مداخل مناطقهم وتغيير اللواء المسؤول عن حمايتها ، فهل سيؤدي ذلك فيما لو تم الاستماع اليه وتنفيذه الى حماية تلك المناطق من احداث العنف التي اغتالت أمان اهلها وعددا كبيرا من ابنائها ؟..اعتقد ان المشكلة في البلد لن يحلها اختيار وزراء تكنوقراط او تغيير مسؤولين أمنيين، بل يحتاج الأمر الى اتفاق في الأفكار والرؤى وتوحيد للمصالح لدى الكتل السياسية ، وهذا لن يتحقق مالم يضع كل منهم مصلحة البلد فوق مصلحة الحزب او الكتلة ، ولأننا لانريد ان نكون حالمين ونتخيل ان يتحقق ذلك بين يوم وليلة أو ان يتحقق اصلا ، علينا أن نتقبل حقيقة بقاء الحال على ماهو عليه ، فالتظاهر سينتهي وسينسحب المواطنون من ساحة التحرير، والاستياء لن يخرج عن اطار شعارات يحملونها وصور مؤلمة وتعليقات اكثر إيلاما ستملأ مواقع التواصل الاجتماعي ، وقد يتم تغييروزير هنا ومسؤول أمني هناك بينما تواصل الوزارات والمؤسسات الحكومية سيرها المشوّه الأعرج بقيادة مسؤولين لايمتّون لمسؤوليتها بصلة وتتواصل العمليات الإرهابية المقيدة ضد مجهول ..واذا كان الاستياء من ترشيح الراقصة عشتار قد أدى الغرض منه فلن يحقق الاستياء من الإرهاب والفساد في الدولة أية نتيجة مرضية لأن القضية لاتمس طرفاً بعينه بل تشمل جهات متعددة تتقاسم ادارة البلد وقد اتفقت هذه الجهات ...على ألا تتفق ..
مابعد الاستياء ...!
[post-views]
نشر في: 9 يناير, 2017: 09:01 م