ali.H@almadapaper.net
منذ أشهر لا يمر يوم على المواطن العراقي ، إلّا ويجد خبراً عاجلاً يؤكد أصحابه أنهم منحوا سلطان أنقرة 24 ساعة لسحب قواته من العراق ، وعشنا مع تحذيرات الجعفري تحوّلات كبرى ابتدأت بالساعات ثم تحولت إلى أشهر ، وفوجئنا أخيراً أنّ وزير خارجيّتنا يتمتّع بإجازته السنويّة في ربوع لندن ، ويعذرني الأُستاذ إبراهيم الأشيقر ، إنني مازلت أشعر كعراقي بالاستغراب ، فلا يوجد بلد على وجه الكرة الاضية يذبح بالمفخخات مثل العراق ، فيما وزير خارجيته يغيب لأسباب " ترفيهيّة " .
يا سادة مبارك ونتمنى أن " تُبرزوا " الصور التي التقطتموها مع السيد بن علي يلدرم ، لكن ماذا عن صور المهجّرين والنازحين ؟ وما مصير المخيّمات التي تمتلئ بها بلاد الرافدين ؟ الجواب سنجده في تصريح النائب شوان الداودي، ، الذي أخبرنا أنّ نواب المحافظات الساخنة لم تطأ أقدامهم مخيّمات نازحيها ! .
يرفض ساستنا الكرام أن يراهم الناس في لحظة ضعف بشري.. فكيف يمكن لسياسي منتخب بأربع مئة صوت ، أن يجلس على الأرض يحيط به أطفال نازحون ؟ وكيف يتسنى لصاحب المصفّحة أن يذهب إلى أهالي الموصل أو الأنبار ، وهو الذي يملأ الفضائيات والصحف خطباً ومعارك ناريّة عن الاستحقاق الانتخابي وعن المظلوميّة.
منذ أيام وخبر ذبح النقيب السابق في الجيش عمر طارق محمود من قبل عصابات داعش يحتلّ صفحات الفيسبوك وتويتر ، ولكنه يقابل بتجاهل وصمت من قبل مسؤولينا السياسيين والأمنيين، حتى ولا بيان صغير يتعدّى سطراً أو سطرين يستنكر الجريمة ويترحّم على هذا المواطن الموصلي الشجاع الذي أذاق عصابات داعش ضربات موجعة ، عشنا قبل أسابيع موجة برقيات التأييد لأنقرة ، لأنها تعرضت لعمل إرهابي ، مسؤول كبير يُصدر بياناً، وآخر يخرج على الفضائيات متأثراً جداً، ، ولكن ماذا عن المواطن العراقي الذي قتل بوحشية؟ الأنباء خجولة ومترددة ، فنحن الشعب الوحيد الذي لم يعد أكثر من أرقام في سجلات الموتى والمشردين !
لقد تعودنا، للأسف، أن مشهد ذبح مواطنينا وتعليقهم ليس مهماً جدا، فهذا أمر عادي يحصل كل يوم ولايستحق بياناً من أعلى السلطات، ولا مؤتمراً برلمانياً ولامجلس فاتحة يليق بحجم الضحية.
لا خبر في الصفحات الاولى، ولا برقية تعزية حتى من الصومال، ولن نجد كلمة مواساة من العم ترامب أو استنكاراً من الصديق بوتين، نحن شعب لا يحب برقيات التعزية، لاحظوا أنّ الصحافة العالمية والعربية لم تعد معنيّة بأعداد القتلى في هذه البلاد، فهي مشغولة بخبر ظهور الجعفري من جديد ، فقد نقلت إلينا الانباء ان وزير خارجيتنا قطع إجازته وذهب مسرعاً إلى إيران لتقديم التعازي .
جميع التعليقات 2
خليلو...
ما زلت مستمرا على إغاضة العراقيين بعمودك الثامن يا عزيزي علي حسين ولن ينال احد ينال احدهم منه شيئ فهم موتى فى إحساسهم واولهم هذا القبيح الذي عرضته في السطور الأخيرة وأأنف من ذكر اسمه قبحه الله فوق قبحه ......عزيزي كان العراق - كما تعلم ويعلم الناس جميعا-
علي عدنان
اتدري صديقي العزيز ان التخلص من ((الزبالة)) هي بحرقها او طمرها او تحويلها الى مكونات اخرى!!!! المتاسلمين ومنهم الاشيقر والخزاعي وباقي الاوساخ لاعلاج لها لانها ((لزكة جونسن)) سوى الحلول التي ذكرتها !!!!مافيا لعينة ولكن باسم الاسلام وهو دين يجب ان لايسيؤا ا