مخرجون طبعوا سيرتهم الذاتية بأفلامهم ، لعلّ أبرزهم الإيطالي فيدريكو فلليني ، والمخرج المصري يوسف شاهين .
فبالنسبة للأول يعد «ثمانية ونصف» اول فيلم كبير افتتح هذا النوع عام 1963. بهذا الاكتمال وهذا الجمال ، فهو لايتناول فصولا من حياة المخرج وسيرته الفنية، بل يذهب الى نظرته الى أزمة الإبداع التي كان يعيشها في ذلك الحين والتي لم تستطع أفلام السيرة ان تقترب منها.
أما المخرج يوسف شاهين فإضافة الى عدد من الأفلام التي تتناول السيرة الذاتية مثل (جميلة)، و(وداعاً بونابارت)، و(المصير)، و(الناصر صلاح الدين)..فقد عكف على ترجمة سيرته الذاتية من خلال أفلامه التي أصبحت فيما بعد رباعيته، التي تناولت سيرته بالحقب التاريخية التي مر بها، وقد بدأها في فيلم (إسكندرية... ليه ) المنتج عام 1979 هو الأول في السلسلة التي تناول فيها سيرته الذاتية .
الفيلم تناول قصة (يحيى) المحب للتمثيل والذي عبر عن يوسف شاهين في فترة شبابه كما تناول طبيعة الحياة الاجتماعية في الإسكندرية وذلك عن طريق قصة حب بين شاب مصري وهو (إبراهيم) وفتاة يهودية وهي (سارة). كما تطرق الفيلم للسياسة وذلك عن طريق قصة مجموعة من الشباب يريدون التخلص من الاحتلال الإنجليزى، وتطرق أيضا عن نشأة العصابات اليهودية وكيف أن يحيى فقد صديقه بسبب انضمامه لهذه العصابات.
وثاني هذه الأفلام (حدوتة مصرية ) وفيه أكمل شاهين جزءه الأول من (إسكندرية... ليه) حيث يتذكر يحيي أيام شبابه. يكمل شاهين سيرته الذاتية بقصة أزمته الصحية التي تعرض لها وسافر لإنجلترا للعلاج. قدم شاهين محاكاة لشخصيات أفلامه (التي صورها على شكل أشخاص مثل فيلم "جميلة" التي صورها على شكل ابنته) التي أثرت على حياته على لسان يحيى.
في فيلم (إسكندرية كمان وكمان) الذي انتجه 1990 يتحدث عن علاقة يوسف شاهين بـالممثل محسن محيي الدين الذي يقوم بدوره عمرو عبد الجليل والتي كانت قد سببت لشاهين ألماً كبيراً، وتتقاطع هذه العلاقة مع اعتصام الفنانين الشهير في الثمانينات في نقابة الفنانين لاعتراضهم على القمع الممارس عليهم من السلطة ورفضهم لقانون الفنانين القامع.
وفيلم إسكندرية - نيويورك الذي أنتج عام 2004 .. وفي هذا الجزء يحيى (محمود حميدة) وجنجر(يسرا) عاشقان يكملان دراستهما الجامعية في نيويورك، ولكنهما بعد انتهاء دراستهما يفترقان، وبعد أربعين عاماً يلتم شملهما مجدداً ويبدو أن لديهما شيئاً مشتركاً.
تبدأ القصة بمهرجان لعرض افلام المخرج المصري "يحيى" في نيويورك حين يلتقي "جنجر" زميلة الدراسة والصديقة والحبيبة القديمة التي تخبره أن لديه منها ابناً هو الآن الراقص الأول في فرقة نيويورك سيتي باليه. تعود الأحداث إلى اللحظة التي انتهى عندها فيلم (إسكندرية ليه) لحظة وصول يحيى إلى نيويورك أول مرة، وكيف تعرف إلى جنجر وافترقا بعدها لأعوام طويلة، ليعود إلى الولايات المتحدة مرة أخرى بعد سنوات فيتقابلان لليلة واحدة تكون نتيجتها الابن "اسكندر" الذي يرفض الاعتراف بأبيه لأنه عربي. أظهر يوسف شاهين الكثير من الغضب تجاه أمريكا والأجيال الجديدة التي تربت على افلام الأكشن والعنف وأصبحت ترى أن العالم ينتهي عند حدود الولايات المتحدة كما انتقد بشدة في الفيلم الرفض الغربي لكل ما هو عربي، و بالطبع كان لابد أن يشيد بالإسكندرية مرة أخرى حيث كانت في شبابه في الأربعينات مدينة للتسامح وتجمع كل الجنسيات والأديان.
أفلام السِّير الذاتية -2-
[post-views]
نشر في: 11 يناير, 2017: 09:01 م
يحدث الآن
مجلة بريطانية تدعو للتحرك ضد قانون الأحوال الشخصية: خطوة كبيرة الى الوراء
استشهاد مدير مستشفى دار الأمل الجامعي في بعلبك شرقي لبنان
استنفار أمني والحكومة العراقية تتحرك لتجنيب البلاد للهجمات "الإسرائيلية"
الـ"F16" تستهدف ارهابيين اثنين في وادي زغيتون بكركوك
التخطيط تحدد موعد إعلان النتائج الأولية للتعداد السكاني
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...