ali.H@almadapaper.net
من قنطرة الديوانيّة حيث شاهدنا السيد المحافظ منتشياً ، وهو يقصّ شريط افتتاحها لتنافس جسر دبي ، إلى صورة ملك الجهات الأربع اللواء علي الزغيبي قائد شرطة بابل التي زيّن بها بوابة عشتار.. كنتُ أتصور أنّ الأمر لا يعدو أن يكون نكتة أو محاولة لكسر الملل الذي نعيش في ظله ، بعد احتجاب محمود الحسن عن الظهور العلني ، غير أنه بات من الواضح أن منطق " الفشل " و " الانتهازيّة " ، لا يزال يحكمنا بقوّة .
فمدير شرطة بابل قرّر أن يُزيّن المدينة بصورته " المباركة " ، ليس لأنه حقق الامن ، فتقارير مجلس المحافظة تؤكد على لسان أحد أعضائه " علي السلطاني " أن : "محافظة بابل تعاني من غياب الأمن فيها ،وأن الأجهزة الأمنية لا تقوم بدورها الحقيقي ". ولكن لأنّ السيد اللواء استطاع بشطارة أمنية أن يعتقل صحفياً شاباً ،لأنه كتب عن " سيادته " في الفيسبوك ، ففي عرف ملك الجهات الاربعة ، يعتبر هذا الامر تطفّلاً من الجمهور .
وإذا كان البعض مصنّفاً أساساً في قائمة محترفي الدجل، فإن الأمر يدعو للرثاء حين تجرى هذه الخزعبلات على ألسنة مسؤولين رسميين وجدوها أيضا فرصة لإظهار تعاطفهم مع شعوب العالم وحبهم للإنسانية ، ومن هؤلاء السيد نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي ، الذي يعتقد أن العراق يعيش أزهى عصور الأمان والرفاهية ، ولهذا أصيب بالكآبة والحزن حين سمع بمقتل خمسة من الإماراتيين في أفغانسان ، فشمّر عن ساعده ليكتب رسالة تعزية لدولة الإمارات ، التي أثبتت أنها أكثر إنسانيةً من ساستنا حين أمر رئيس الإمارات بتنكيس الأعلام لمدة ثلاثة أيام تكريماً للضحايا ، نحن فعلنا الامر نفسه فقد طاردنا عوائل شهداء مدينة الصدر بالهراوات ، وقدّمنا لهم وجبة من الغاز المسيل للدموع ، مع بيان يشكر تعاونهم ، تلاه على مسامعنا السيد قائد عمليات بغداد مشكوراً .
في المقابل نقلت لنا وكالات الأنباء صورة السيد إبراهيم الجعفري دامع العينين ، في طهران ، بالامس ذكرت لكم عدد ضحايا العراق لعام 2016 الرقم وصل لحدود الـ 30 ألفاً ، لا يهمّ ، فنحن بلاد ولادة ، لماذا حتى هذه اللحظة لم يَقم السيد وزير خارجيتنا ، بزيارة واحدة الى مخيمات النازحين ، الجواب ستجدونه حتماً عند السيد عباس البياتي ، الذي صدّع رؤوسنا بالوحدة الوطنية ، فاذا به يكتب قصيدة غزل في محاسن رجب طيب أردوغان ، على ذمة النائبة التركمانية نهلة حسين الهباب .
ولو مددنا الخيط إلى آخره تأسيساً على هذه الصور التي نعيش معها كل يوم ، فإننا داخلون لا محالة إلى مرحلة من الاستسلام التام لعصر الشعوذة السياسية ، بعد ان ودّعْنا العقل والمنطق منذ زمن بعيد، وباتت مصائرنا مرهونة بمؤتمر على طريقة " إرادة " حنان الفتلاوي .
جميع التعليقات 1
بغداد
أستاذ علي حسين راحوا الى طهران يعزون منو ويبچون على هَرِم فطس عن عمر تجاوز ال ٨٣ سنة مجرم حرب تايكون مخدرات زعيم اخطر فرق موت ميليشيات في ايران تحمي تجارة المخدرات والدعارة التابعة لمجرم الحرب رفسنجاني والعراق يقتل اطفاله وتسبى نسائه ويعتقل شبابه بالألوف