3-32- مرحلة انشاء عناصر التوليفة البصرية (الشكل): التوليفة (Composition) تعني النظام الكلي الشامل لهيئة المطبوع ، فكل هيئة التصميم واجزاؤها لها شكل وحجم ومركز في النظام الكلي ، وهكذا فان مفهوم التوليفية يبدأ في مجال التصميم للنظام الكلي الذي هو تكوين

3-3

2- مرحلة انشاء عناصر التوليفة البصرية (الشكل):
التوليفة (Composition) تعني النظام الكلي الشامل لهيئة المطبوع ، فكل هيئة التصميم واجزاؤها لها شكل وحجم ومركز في النظام الكلي ، وهكذا فان مفهوم التوليفية يبدأ في مجال التصميم للنظام الكلي الذي هو تكوين عناصر الوحدات الأساسية (الوحدة الفكرية) والثانوية (الوحدة البصرية) في التصميم بما يحقق الوظيفة النهائية للتوليفة البصرية بعلاقاتها المرئية والمكانية والبنائية مع الوحدات وعناصر تكوينات الوحدات داخل النظام نفسه.
وان تكوينات عناصر وحدات التوليفة البصرية تتكون من عنصر وحدة الصور (Image Unity) وعنصر وحدة الرسوم (Picture Unity) وعنصر وحدة الزخرفة (Ornament) وعنصر وحدة الحروف (Type Unity) ووحدة الرسوم التجريدية (Drawing Abstract Unity) ، وعملية انتظام وتجميع هذه العناصر الهامة هي التي تمثل الشكل النهائي لهيئة المطبوع ، وتتم بعدة وسائل فنية منها التكرار والتقارب والتشابه والتدرج والتراكب والتداخل.. إلى ان تظهر الوحدة العضوية بكل ما يحقق عنصري جذب الانتباه والشد السطحي للعناصر بعضا مع البعض الآخر دون ان يفقد أي عنصر ماهيته من ناحية الشكل والحجم واللون والنسجة.
والتوليفة البصرية في نظامها الكلي في مجال التصميم تعتمد على الاسلوب التصميمي في معالجة المتغيرات البصرية (Visual Variable) والتي هي العامل الثاني المؤثر في التوليفة بعد الوحدة العضوية، وهذا يتطلب وجود التنوع والتي تتمثل بالعناصر التالية:
أولاً:
هذه المتغيرات هي ادوات عمل المصمم لبناء الوحدة البصرية الكلية للتعصميم. ومن الامور الحساسة والقلقة في التوليفة البصرية مدى القدرة والامكانية والمهارة لدى المصمم الطباعي في تحقيق الموازنة والتوزيع المكاني لعناصر الرموز والاشكال والالوان لوحدات التوليفة ، بحيث تكون الفواصل الحيزية والبيئية لكل عنصر تصميمي سواء كان – شكلا أو ارضية – جزءاً او كلاً ، واضحة ومقروءة وحادة ومميزة مهما كانت درجة النقل وكثافة الاشكال والرموز في اصغر حيز من مستويات الاظهار السالبة او الموجبة ، كذلك كيفية ايجاد العلاقة في المجال المرئي لكل هيئة المطبوع في ابراز السيادة والهيمنة حسب الاهمية والمرتبة في وحتي الفكرة الموضوعية كهدف والوحدة البصرية كهدف آخر مثل الموازنة الشكلية والموازنة اللاشكلية للاشكال والرموز حسب شدة تباينها واوزانها وقوة الجذب وقيمة الانتباه وحركة اشكالها وخطوطها بالنسبة للثوابت على سطح المطبوع فيما يتعلق بحركة العين والتنقل والمتابعة لسير واتجاه الرمز او الشكل والتي تتطلب لحظات زمنية من الرائي لتفحص نسجة المطبوع ضمن ابعاد سطح كثيف النسجة بالخطوط والاشكال المتغيرة الاتجاه والموقع وهنا على المصمم الطباعي أن يراعي الزمن واهميته واثره على المستخدم في اسلوب وموازنة استمرارية الحركة للرموز او الاشكال .
ثانياً : الإطار التقني
بعد وضع الاطار الموضوعي بكامل ابعاده ومضامينه الشكلية والبصرية والمعلوماتية ، تبدأ مرحلة التبويب والتصنيف والانتقاء والفرز لكل معلومة بصرية وغير بصرية من معلومات المطبوع المطلوبة وفق الاسس المتمثلة بوضع المواصفات العلمية والفنية لانجاز وتنفيذ المعلومة تقنياً حسب الغرض التصميمي الذي حدد في تنظيم الاطار الموضوعي ، كذلك انتقاء المواد التشغيلية ونوعية الخامات والادوات اللازمة لاخراجها وفق المواصفات المطلوبة ، ويتبعها تحديد نوعية الاجهزة والمعدات الطباعية اللازمة لكل معلومة من معلومات المطبوع حسب مستويات اظهارها تنوعا وتعقيدا وشكلا ولونا بما يلائم الدقة والنوعية .
فالمعلومة البصرية البارزة تنجزبمعدات وادوات ومواد الحفر البارز والغائر وتقنية الطباعة الغائرة والبارزة . اما المعلومة البصرية السطحية فتنجز بادوات ومعدات ومواد التصوير الطباعي بتقنية الطباعة السطحية والطباعة المسامية.
والمعلومة البصرية وغير البصرية المتناهية الدقة في الصغر والكثافة بادوات ومعدات ومواد تصويرية الكترونية وتقنية النشر الالكتروني بالاشعة الكاثودية والليزرية.
ان اتقان الاطارين المذكورين بكل وسائلها الفنية والتقنية يحقق خطة التصميم الاولي من ناحية الشكل والهيئة والنسجة واللون ، والهدف الجمالي لمظهرها بما يظهر عناصر العلاقات الجمالية المتمثلة بالانسجام والتناغم والتناسب، اضافة الى العناصر التعزيزية للاطار الجمالي المتمثلة بالهيمنة والسيادة وقوة جذب الانتباه.
ان طبيعة التصاميم الطباعية لا تؤهلها لان تكون ذات قيمة جمالية مالم يساهم في ايجادها المعيار التعبيري المتمثل بتجميع وربط العناصر والاجزاء بجميع علاقاتها السياقية المتبادلة مع كل شيء في مستويات اظهار مظهرها الكلي على سطح المطبوع شكلاً ومضموناً ، بحيث تستبقي اهتمام المستخدم او الرائي للاستغراق في متعة حسية ، لان العناصر الجمالية في المطبوع تستطيع في ذاتها ان تثير صوراً نفسية وافكاراً وبهجة ، فألوانها وخطوطها واشكالها تكتسب معاني تصورية ذهنية ، تتم عن الرسوخ والاستقرار عند اختيار الالوان الحارة والباردة والمتداخلة بما ينسجم ويتوافق مع الاثر النفسي والجمالي لدى عموم الجمهور كما وان جمالية المطبوع في جوهر مظهرها الكلي تعتمد على البعدين – بعد المضمون التعبيري في الاطار الموضوعي ، وهذا لا يكون ذا قيمة الا بعد ان يتحقق بعده الثاني وهو المادة والشكل المنجزان في الاطار التقني.
فالمادة والشكل والتعبير في التصاميم الطباعية الدقيقة متساوية في الاهمية، لان المضمون التعبيري لا يكون على ما هو عليه من جمالية الا بسبب العناصر المادية والتنظيم الشكلي للموضوع ، وهي الادوات التي تؤدي تجمعها التكوين الجمالي للمطبوع.
ان النظرية الجمالية لكل الفنون البصرية ترى ان الشكل لا يعلن عن نفسه او هو يتقدم الاشياء داخل ساحة العرض الفني بقدر ماهو يحمل التعبير الداخلي للمضامين المختلفة ليوصلها الى المتلقي ، وهنا تلعب العناصر العلاماتية جانباً كبيراً من التحقيق.
فالعلاقة بين العمل الفني للتصاميم الطباعية وما يعبر عنها تجسد الروابط بين العلامة وما ترمز اليه من دلالة ومعنى لتصل في درجة جماليتها انطباعا ذا تأثير على المستخدم او الرائي ، وتترك في نفسه شيئا له معنى او علامة مضيئة لها مغزاها واهدافها .
اما سمات النتاج للتصميم الطباعي من ناحية الابداع فهي لا تنفصل عن المصمم والناشر والطابع كفريق تصميمي تندرج في اطاره نشاطات التفكير والقدرة على نقل المعلومات وايجاد العلاقات بين العناصر المعرفية ، وتندرج ايضاً في اطاره دينامية مفاهيم وخبرات ومهارات الفريق التصميمي وخلفياتهم الثقافية والتعليمية والفنية لان النتاج يمكن ان يظهر باشكال عديدة ومتنوعة وذلك وفق تنوع وظيفة النشاطات وطبيعته ودرجته ومستواه في الاصالة والقيمة والفائدة من اجل المجتمع.
وفي حقيقة الامر ان نتاجات التصاميم الطباعية الحديثة تندرج في صنفين من النتاجات:
الاول: نتاج محسوس واقعي منفصل نسبياً عن مبدعه (المصمم ، الناشر ، الطابع) كما في التصاميم التي فيها فرص حرية الانطلاق في التفكير نسبية ، والتي تتضمن خاصية المرونة على تحويل او تغيير الفكرة أو الموضوع وفق الظروف المستجدة وسياق المعلومات الجديدة وتسمح من خلالها بتكوين افتراضات جديدة واظهار المسائل التي كانت خافية وغير مرئية وينبغي اعادة التفكير فيها وتوجيهياً توجيها مرناً متحرراً ، لان التفكير المرن والمتحرر حتى ولو كان نسبياً يساهم بشكل كبير في حل المشكلات التي تتطلب الجدة والاصالة والقيمة ، ويعتبر كل من نوبل وسيمون وشو : ان التفكير المبدع كشكل راق للسلوك يظهر في حل المشكلات ، ويرون ان حل المشكلات ابداعاً اذا ما حقق توافقاً مع واحد او اكثر من الشروط التالية:
أ- ان يمثل انتاج التفكير جدة وقيمة سواء بالنسبة للفرد او بالنسبة للثقافة.
ب- التفكير اللاثقافي ، اي التفكير الذي يغير أو يغني الافكار المقبولة مسبقاً .
ج- التفكير الذي يتضمن الدافعية والمثابرة والاستمرارية العالية التي تظهر على مسار العمل بشكل متقطع او مستمر ، والذي تكمن فيه القدرة العالية لتحقيق امر ما.
وهذا النتاج يعبر بوضوح عن سمات الفريق التصميمي المبدع والذي يتبنى التفكير المنتج وهو نوع من التفكير يتضمن انتاج انساق جديدة من الافكار.
الثاني: نتاج متصل بمبدعه مباشرة، وهذا النتاج يمكن ان يكون كالنتاج الواقعي المحسوس حتى لو كان مصمم هذا النتاج بعيدا عن مراحل تنفيذ الاطار التقني له، وهذا النتاج يعبر بوضوح عن شخصية المبدع ، لكون التصميم الابداعي في هذا الصنف اكثر ذاتية، لان فرص حرية الانطلاق والمرونة في تبني معلومات وافكار جديدة اوسع افقاً من الصنف الاول والتي تقود الى تحقيق انتاج جديد واصيل وذي قيمة ، والتي اساس منبعها اصلا من العمليات المعرفية والدافعية داخل المصمم المبدع.
ان كل ابداع فني هو نتاج ذات قيمة مبدعة متفاعلة تفاعلا كليا وديناميا مع ذاتها ومع الابعاد الاجتماعية والتاريخية وكل ما هو واقعي.
نفهم مما تقدم ان التصميم الابداعي يتضمن نشاطاً ابداعياً مركبا يتعلق بالتحولات التي تحدث ليس لصناعة المطبوع فحسب ، بل للانسان الذي يقوم بانجازها ايضاً .