TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حكاية من زمن خضيّر الخزاعي !

حكاية من زمن خضيّر الخزاعي !

نشر في: 13 يناير, 2017: 07:01 م

ali.H@almadapaper.net

هل تتابعون مثلي أخبار المعركة الدائرة داخل مجلس محافظة بغداد ؟ هناك بعض المشاكل أيها السادة، فنحن نريد أن نُعيد الحياة إلى مصطلح"الشفافيّة ". لم تبق ملايين تصرف على  صحّة نوّابنا " الأعزّاء " ، هكذا أخبرنا النائب  طلال الزوبعي رئيس  لجنة النزاهة البرلمانية ، الذي بدا عليه الأسى ، وهو يتحدّث عن التقشّف الذي أصاب مخصّصات النوّاب ، بسبب انخفاض أسعار النفط، ، وليس بسبب نهب ثروات البلاد، وزارة الماليّة لم تعد تتحمّل مصاريف عمليات تجميليّة و " بواسيريّة " لممثّلي الشعب .
كلّ يوم نواجَه بهذا السؤال : لماذا لم ندخل مرحلة الرفاهية الاجتماعية؟ التفسير جاهز : لأنّ أميركا لا تريد عراقاً مرفّهاً، وبعد..لأنّ تركيا لا تريد أن نبني مجمّعات سكنيّة ومستشفيات ومدارس.. أما السبب الحقيقي الذي هو أكثر بساطة وأثراً، لكن لا يريد أن يعترف به السيد رئيس لجنة النزاهة البرلمانيّة ومعه السادة أعضاء جبهة الإصلاح " المنقرضة " : لأنّ  ممارسة السرقة أصبحت أمراً طبيعيّاً !
كم هي بسيطة هموم العراقيين، أن يعرفوا مثلا، لماذا هدم خضير الخزاعي عشرات المدارس ، وتركها  أرضاً جرداء ، وأين ذهبت الاموال التي خصصت لإعادة بناء هذه المدارس ، سؤال كنت أطرحه كل يوم  ، ولا أجد   سوى إجابة خضير الخزاعي الذي أخبرنا ذات ليلة أنّ قبوله بتولّي المنصب هو تكليف ومسؤولية شرعية .
 قبل أيام كنت أشاهد برنامج السلطة الخامسة الذي يقدم على قناة  " دويتشه فيله  " فأثار اهتمامي عنوان الحلقة   " المشروع رقم 1 " حيث فجّر البرنامج من خلال تحقيق استقصائي  جريء قام به إعلامي عراقي شاب " اسعد الزلزلي  " مفاجأة من العيار الثقيل، أو قل هي صدمة من النوع العنيف، حين أشار إلى أن الاموال التي وضعت في  أحد المصارف لبناء المدارس  ، سحبت بالكامل من قبل أحد المقاولين وحُوّلت الى خارج العراق  ، كم هو مبلغ الدفعة الاولى فقط كانت 200 مليون دولار أميركي ، تبعتها دفعات أخرى لايعرف مصيرها حتى الآن   .
عندما تكون وظيفة  رجل الأعمال  ورفاقه من السياسيين تدمير البلاد ونهبها ، فهل ينبغي علينا لسكوت،  في مواجهة  مجموعة من التجار الشطّار تلاعبوا بمقدّرات العراق على مدى  أكثر من عشر سنوات ليتحوّلوا إلى قوة ضاغطة  تلعب في مقدّرات السياسة ، كم رجل أعمال عراقيّ من عيّنة المقاول الذي هدم المدارس ،  اختفت معه اموال  العراق ، من منهم بنى مستشفى أو افتتح مشروعاً خيرياً ، أو أقام مصنعاً لتشغيل الشباب العاطلين ، لن تجدوا شيئاً ، ربما ستجدونهم  قد صرفوا الملايين على دعم  الكتل السياسية ،  التي تضمن لهم المقاولات والمشاريع .
تلك هى القصة كما رواها البرنامج ، وهي واحدة من مئات القصص ابطالها مقاولون وتجار وسياسيون وضعوا العراق على قائمة البلدان الاكثر فسادا ،
أيها السادة لا قيامة لبلد يسقط فيه قانون العيب والحياء ،  ويُكافأ السارق فيه ، بأن يُطلق عليه لقب " فخامتك " .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. بغداد

    أستاذ علي حسين كيف تجرأ هؤلاء المقاولين اللصوص بالوكالة الناهبين ثروات فقراء الشعب العراقي ان يحولوا هذه المبالغ من الدولارات اَي بالعملة الصعبة وهي بالمليارات من البنك المركزي ومن المصارف التابعة جميعها الى تايكونات زعماء الأحزاب الأسلامية وبالأخص حزب ال

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram