TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قانون أبوعضلة

قانون أبوعضلة

نشر في: 14 يناير, 2017: 05:54 م

لا جديد في الفكر، فالتصحّر قائم، بل آخذ بالاتساع في مساحات النهوض برياضة عراقية مثمرة وغنيّة بمواردها متى ما بقي النظام الرياضي العقيم بسياسته المشوّهة مصدر حسرات العُقلاء من مُريدي الإصلاح وإطفاء آخر ضوء أحمر في ليالي الفاسدين وهم ينتشون بنخب البقاء وهدر المال العام ، فلا عزاء لبضاعة الرياضة الكاسدة.
لم يعد هناك متّسع للصبر أمام خليط عجيب من المواقف والبيانات والسلوكيات ومظاهر تمييز الرياضة عِرقياً ، هذا البلاء الخطير الذي يحاول البعض أن يهتك به النسيج العراقي من أجل مصلحته من دون أن يلجمه المسؤول بكلمة أو تصرّف ، وذاك حارس الرياضة يتجمّد دمه في مكتبه الفخم إذا ما ناشده أحد أن يصغر قليلاً ويترجّل إلى بيت رائدٍ لينقذه من موتٍ مخبوء في فراش مرضه أمام توسّلات أبنائه ، وللأسف لم يُكلف نفسه ولو بإشعار الحكومة أو المبادرة بما يتيّسر له قبل أن يغمض عينيه ويذوي الى العالم الآخر .. عن أي ضمائر نتحدث ، وأي نماذج قيادية تتصدى لملف الرياضة منذ 14 عاماً؟
بلد عريق في تاريخه ، لم يعرف القوانين الأولى في الدنيا سواه ، يعجز منذ 14 عاماً عن تسيير مفاصله الرياضية بقوانين جديدة ونُظم تشريعية تتوافق مع متغيّرات الزمن واللوائح الدولية النافذة ؟ أليس الأمر يبعث على الشك لاستطالة الوقت والاستنفاع بما يستطاع من مزايا الموقع والاحتماء بأصوات شلّة من أضعف العموميات التي لا تفقَه من الممارسة الديمقراطية غير الورقة والصندوق وهي شريك فاعل في الخراب والتخلف والهزائم وكل صِلات انكسار الشخصية الرياضية العراقية في الملاعب والقاعات عند اشتداد المنازلات الدولية الكبرى بحثاً عن مركز أو تصنيف محترم بين الدول؟!
راقبوا حالة التشظي لمواقف بعض المحسوبين على هذه المؤسسة أو تلك ، سابقاً يخجل المرء أن يفتل عضلاته ويروح مهدداً مراجِع الرياضة الكبار، بينما ترى اليوم أكثر من ( أبو عضلة ) يَفرد صدره بوقاحة ويصرخ ثائراً لبسط نفوذه وتمشية قانونه ولا يتمهّل لما يُفتي به حُكماء الرياضة أو خبراء قوانينها وكأن حقّه لن ينقص خردلة من قيمته وإلا يسوق سمعة بلده الى قُضاة دوليين لاسترداد كرامته الضائعة ، بينما لا يرفّ له جفن عندما يستنفد دنانير الحكومة في (ملاهي) البطولات الوهمية مستأجراً شباباً بأعمار الرجال ويعود خائباً من أية نتيجة ثم ما يلبث أن يضحك ملء شدقيه مردداً ( فاز باللّذات من كان جسورا) !
لمن نخاطب ولمن نشتكي ، هكذا هو لسان حال أغلب الرياضيين الصامتين جزعاً من ضياع السنين قهراً بلا تغيير في قواعد العمل وقوانينه وشخوصه أو تحسين دخولهم طالما بعض خُدّام الرياضة "زوراً " اتخذوها وسيلة للتسمين لا للتخلّص منه ومرهماً لترطيب وجوههم البائسة وجعلها وردية منتفخة ..
صِدقاً لو أن الحكومة لجأت الى خصخصة قطاع الرياضة وأوقفت التمويل حتى عن المنشآت التابعة لوزاراتها وسمحت لمن يرغب في العمل التطوّعي لفرّ أولئك بجلودهم بعيداً وتبرأوا من شعاراتهم الواهية.
دعوة صادقة لمن يقدّس سمعة العراق ، مُشرّعين وخبراء ، هلمّوا لانتزاع أقلامكم من أغمادها وسارعوا لكتابة مسوّدة قانون تأسيس "المجلس الرياضي الأعلى" ورسم صلاحياته وأهدافه ومخارج النوافذ التي يَطلُّ منها على جغرافيا الرياضة للخلاص من فرعنة الأميين والطارئين ومُحاصصات يتامى الاحتقان العرقي، ومُقاسمات المعتاشين على الرحلات الماجلانية في دورات وبطولات لم تعوّض عُشر ميزانية الموسم ، وبذلك تحفظون الهيبة وتعيدون للرياضي أصول المركزية التي نشأ وتربى عليها ، وبعدها قارنوا بين عهدي ديمقراطية التحالف تحت الطاولة، وبين مجلس التآلف لإنعاش الرياضات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram