لا جديد في الفكر، فالتصحّر قائم، بل آخذ بالاتساع في مساحات النهوض برياضة عراقية مثمرة وغنيّة بمواردها متى ما بقي النظام الرياضي العقيم بسياسته المشوّهة مصدر حسرات العُقلاء من مُريدي الإصلاح وإطفاء آخر ضوء أحمر في ليالي الفاسدين وهم ينتشون بنخب البقاء وهدر المال العام ، فلا عزاء لبضاعة الرياضة الكاسدة.
لم يعد هناك متّسع للصبر أمام خليط عجيب من المواقف والبيانات والسلوكيات ومظاهر تمييز الرياضة عِرقياً ، هذا البلاء الخطير الذي يحاول البعض أن يهتك به النسيج العراقي من أجل مصلحته من دون أن يلجمه المسؤول بكلمة أو تصرّف ، وذاك حارس الرياضة يتجمّد دمه في مكتبه الفخم إذا ما ناشده أحد أن يصغر قليلاً ويترجّل إلى بيت رائدٍ لينقذه من موتٍ مخبوء في فراش مرضه أمام توسّلات أبنائه ، وللأسف لم يُكلف نفسه ولو بإشعار الحكومة أو المبادرة بما يتيّسر له قبل أن يغمض عينيه ويذوي الى العالم الآخر .. عن أي ضمائر نتحدث ، وأي نماذج قيادية تتصدى لملف الرياضة منذ 14 عاماً؟
بلد عريق في تاريخه ، لم يعرف القوانين الأولى في الدنيا سواه ، يعجز منذ 14 عاماً عن تسيير مفاصله الرياضية بقوانين جديدة ونُظم تشريعية تتوافق مع متغيّرات الزمن واللوائح الدولية النافذة ؟ أليس الأمر يبعث على الشك لاستطالة الوقت والاستنفاع بما يستطاع من مزايا الموقع والاحتماء بأصوات شلّة من أضعف العموميات التي لا تفقَه من الممارسة الديمقراطية غير الورقة والصندوق وهي شريك فاعل في الخراب والتخلف والهزائم وكل صِلات انكسار الشخصية الرياضية العراقية في الملاعب والقاعات عند اشتداد المنازلات الدولية الكبرى بحثاً عن مركز أو تصنيف محترم بين الدول؟!
راقبوا حالة التشظي لمواقف بعض المحسوبين على هذه المؤسسة أو تلك ، سابقاً يخجل المرء أن يفتل عضلاته ويروح مهدداً مراجِع الرياضة الكبار، بينما ترى اليوم أكثر من ( أبو عضلة ) يَفرد صدره بوقاحة ويصرخ ثائراً لبسط نفوذه وتمشية قانونه ولا يتمهّل لما يُفتي به حُكماء الرياضة أو خبراء قوانينها وكأن حقّه لن ينقص خردلة من قيمته وإلا يسوق سمعة بلده الى قُضاة دوليين لاسترداد كرامته الضائعة ، بينما لا يرفّ له جفن عندما يستنفد دنانير الحكومة في (ملاهي) البطولات الوهمية مستأجراً شباباً بأعمار الرجال ويعود خائباً من أية نتيجة ثم ما يلبث أن يضحك ملء شدقيه مردداً ( فاز باللّذات من كان جسورا) !
لمن نخاطب ولمن نشتكي ، هكذا هو لسان حال أغلب الرياضيين الصامتين جزعاً من ضياع السنين قهراً بلا تغيير في قواعد العمل وقوانينه وشخوصه أو تحسين دخولهم طالما بعض خُدّام الرياضة "زوراً " اتخذوها وسيلة للتسمين لا للتخلّص منه ومرهماً لترطيب وجوههم البائسة وجعلها وردية منتفخة ..
صِدقاً لو أن الحكومة لجأت الى خصخصة قطاع الرياضة وأوقفت التمويل حتى عن المنشآت التابعة لوزاراتها وسمحت لمن يرغب في العمل التطوّعي لفرّ أولئك بجلودهم بعيداً وتبرأوا من شعاراتهم الواهية.
دعوة صادقة لمن يقدّس سمعة العراق ، مُشرّعين وخبراء ، هلمّوا لانتزاع أقلامكم من أغمادها وسارعوا لكتابة مسوّدة قانون تأسيس "المجلس الرياضي الأعلى" ورسم صلاحياته وأهدافه ومخارج النوافذ التي يَطلُّ منها على جغرافيا الرياضة للخلاص من فرعنة الأميين والطارئين ومُحاصصات يتامى الاحتقان العرقي، ومُقاسمات المعتاشين على الرحلات الماجلانية في دورات وبطولات لم تعوّض عُشر ميزانية الموسم ، وبذلك تحفظون الهيبة وتعيدون للرياضي أصول المركزية التي نشأ وتربى عليها ، وبعدها قارنوا بين عهدي ديمقراطية التحالف تحت الطاولة، وبين مجلس التآلف لإنعاش الرياضات.
قانون أبوعضلة
[post-views]
نشر في: 14 يناير, 2017: 05:54 م