تضيّف العاصمة الفرنسية باريس مؤتمرا دوليا يهدف إلى إنعاش مسار السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، بحضور 70 دولة وتغيبت عنه إسرائيل.وقال وزير الخارجية الفرنسي، جون مارك أيرو، إن المؤتمر له ثلاثة أهداف هي التأكيد على التزام المجتمع الدولي بحل الدولتين، وح
تضيّف العاصمة الفرنسية باريس مؤتمرا دوليا يهدف إلى إنعاش مسار السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، بحضور 70 دولة وتغيبت عنه إسرائيل.
وقال وزير الخارجية الفرنسي، جون مارك أيرو، إن المؤتمر له ثلاثة أهداف هي التأكيد على التزام المجتمع الدولي بحل الدولتين، وحض إسرائيل والفلسطينيين على الدخول في مفاوضات سلام مباشرة، ووضع خطة عملية للمستقبل.
ويعقد هذا المؤتمر في أجواء من الشك بشأن السياسة التي سيتبعها الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، في الشرق الأوسط.
ورحب الفلسطينيون بالمؤتمر، ولكن إسرائيل، التي لم تحضر، تقول إن المؤتمر ليس سوى حشد ضدها.
وكانت الجولة الأخيرة من محادثات السلام المباشرة قد انهارت في أبريل/نيسان عام 2014.
وقد وجهت الدعوة إلى إسرائيل والفلسطينيين لسماع نتائج المؤتمر، ولكن ليس للمشاركة في القمة نفسها.
ويأتي ذلك في وقت تشهد العلاقة بين إسرائيل والمجتمع الدولي توترا بعد أن أصدر مجلس الأمن قرارا الشهر الماضي يندد بالنشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي المحتلة.
واتهمت إسرائيل إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما، بأنها كانت وراء القرار وتمريره من خلال الامتناع عن استخدام حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي. ونفى البيت الأبيض الاتهام بالتواطؤ لإصدار القرار.
مؤتمر "مُفبرك"
ونسبت تقارير لمسودة بيان عن المؤتمر دعوة إسرائيل والفلسطينيين "لإعادة التأكيد رسميا على التزامهما بحل الدولتين"، وتجنب اتخاذ "خطوات أحادية الجانب تستبق نتائج مفاوضات الوضع النهائي".
وكان الجانبان قد وافقا منذ فترة طويلة على"حل الدولتين" الذي يقضي بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، ولكن هناك رؤى متباينة بحدة إزاء نوع الدولة الفلسطينية التي ينبغي أن تنشأ.
وترفض إسرائيل التدخل الدولي في عملية السلام، قائلة إن التسوية لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال المحادثات المباشرة.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤتمر باريس بأنه "مؤتمر مفبرك"، مشيرا إلى أن إسرائيل ليست ملزمة به.
أكثر من سبعين دولة دعيت للمؤتمر الذي يهدف إلى بعث الحياة في عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين...لكن ما إن تمشي بين أروقة مقر المؤتمر في باريس، حتى تجد كل الأنظار تتجه إلى آلاف الأميال بعيدا..إلى واشنطن.
مراقبون يقولون إن فرنسا حشّدت كل هذا لإيصال رسالة إلى الرئيس الأميركي القادم دونالد ترامب، بأن حل الدولتين هو الحل الأمثل الوحيد حتى الآن. وتريد باريس طرح رسالة مختلفة عن رؤية ترامب التي تلمح إلى احتمال نقل السفارة الأميركية إلى القدس دعماً للموقف الاسرائيلي.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدوره يعول على ترامب. وقد وصف نتنياهو المؤتمر بـ"العبثي"، قائلا إنه يعبر عن "الرجفات الأخيرة لعالم الأمس...والغد سيكون مختلفا تماما".
وقال نتنياهو الخميس:" إنه مفبرك من قبل الفلسطينيين برعاية فرنسية بهدف تبني المزيد من المواقف المعادية لإسرائيل، وهذا يدفع عملية السلام إلى الوراء."
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن وزير الخارجية جون كيري سيحضر المؤتمر لضمان "أن ما سيحدث في هذا المؤتمر سيأتي إيجابيا ومتوازنا".
وقال المتحدث باسم الوزارة مارك تونر إن الولايات المتحدة "لا تريد أن ترى أية محاولات لفرض حل على إسرائيل".
وتشعر إسرائيل بالقلق من أن المؤتمر قد يضع شروطا لاتفاق نهائي ويسعى لتبنيها في الأمم المتحدة، وهي خطوة تشعر إسرائيل بأن من شأنها أن تقوض المفاوضات المستقبلية.
وعلى الرغم من مرور سنوات من محادثات السلام المتقطعة، فإن خلافات رئيسية مازالت تباعد بين إسرائيل والفلسطينيين.
ويعارض الفلسطينيون بشدة النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في أراضي الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين، وهي أراضٍ يريدونها لدولتهم في المستقبل.
وتعتبر المستوطنات التي يقطنها نحو 600 ألف مستوطن يهودي غير قانونية بموجب القانون الدولي، ومع ذلك تجادل إسرائيل بشأنها.
وتقول إسرائيل إن التحريض الفلسطيني والعنف، ورفض قبول إسرائيل كدولة يهودية، هي العقبات الرئيسية في طريق السلام.
وتشمل القضايا الأساسية الأخرى الوضع المستقبلي للقدس، ومصير الملايين من اللاجئين الفلسطينيين.