نادراً ما تعزف حواء على ذلك الوتر المرفوض من قِبل المجتمع، لتصدر ألحانا، وموسيقى تذيب تحجر المجتمع القبلي بكل تداعياته وانحداراته المستترة خلف طابع "الشرف الزائف" و " العيب"، وبين محاولات المرأة المستمرة لإثبات وجودها وتحطيم القيود التي يفرضها المجتم
نادراً ما تعزف حواء على ذلك الوتر المرفوض من قِبل المجتمع، لتصدر ألحانا، وموسيقى تذيب تحجر المجتمع القبلي بكل تداعياته وانحداراته المستترة خلف طابع "الشرف الزائف" و " العيب"، وبين محاولات المرأة المستمرة لإثبات وجودها وتحطيم القيود التي يفرضها المجتمع عليها، هنالك هُدنات تعلنها فقط لتجنب الهجوم الصادم ضدها.
وبعد هدنة طويلة، عادت المرأة متجسدة بجلسات منتدى نازك الملائكة في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، حيث أقام المنتدى جلسة للحديث عن التجربة الشخصية في القيادة والابداع العلمي والفني لبعض من سيدات المجتمع العراقي للحديث عن تجاربهن الشخصية في هذا المجال.
افتتحت الجلسة رئيسة منتدى نازك الملائكة غرام الربيعي، مُتحدثة عن دور المرأة القيادية ذاكرةً "أن المرأة العراقية حين تلتزم اي مؤسسة سواء اكانت ثقافية او فنية، سياسية او اجتماعية، او غيرها، سنجدها متفانية بتقديم افضل ما لديها، كما أنها تكون قادرة على وضع بصمات الجمال والتألق على الشكل العام لهذه المؤسسة."
وأضافت الربيعي "نحن اليوم نناقش جانبين في حياة المرأة العراقية، وهما الجانب العلمي والفني، والذي تلعب به المرأة اليوم دورا شبه مستتر، وذلك بسبب تصدر الذكور المشهد الفني، وعدم اكتراث أغلب الجهات ورؤساء المؤسسات او المشرفين على العمل الفني للمرأة ولعطاءاتها، اضافة لمحاربة المجتمع للمرأة الفنانة واعتبارها نقطة سوداء في الواقع الاجتماعي العراقي، اضافة الى تغييب المرأة العالمة وامكانياتها العلمية."
الربيعي ضيفت ثلاث شخصيات نسوية تعكس واقع المجتمع العراقي، وهنّ الناشطة المدنية فاتن بابان، والاستاذة الاكاديمية د. سديم البارودي، والدكتورة سناء محسن، ليقدمن عرضا متكاملا عن تجاربهن الشخصية بهذا الشأن.
حيث قالت فاتن بابان متحدثة عن تجربتها: "رغم المعوقات التي تواجهها المرأة في جانب العمل الميداني، إلا أنها استطاعت تجاوز هذه المعوقات واثبتت انها قادرة على تحقيق ما عجز عنه كثير من الرجال، وخصوصا في بلد مثل العراق، بما يمر به الآن من تداعيات، وما يتصف به من طابع قبلي وعشائري في بعض بيئاته وليس جميعا."
وتؤكد بابان ان"على المرأة أن تلتزم بعدة عهود تعاهد بها ذاتها، بأن تكون اقوى من جميع الظروف التي تواجهها، وان تتفوق على ذاتها في كل شيء، وأن تضغط كثيراً على راحتها الشخصية لتقوم بالتنسيق بين الالتزام الأسري والعائلي وبين طموحاتها وعملها، بهذه التعهدات ستسطيع المرأة ان تعاود الوقوف عند كل مطب او تعثر."
بدورها، ذكرت الاستاذة والاكاديمية د. سديم البارودي قائلة "لا يخفى على أحد أيضا ما للمرأة من دور بارز ومهم في بناء الحضارة ورقيها لاعتبارين، أولهما كونها صانعة الحياة ومربية الأفراد وثانيهما دورها الريادي والمكمل لدور الرجل في بناء الحضارة في مختلف مجالاتها الانسانية والعلمية. ولكي تتمكن المرأة من صنع الحياة وتربية الاجيال والمشاركة في صياغة مفردات الحضارة لابد لها من العلم والمعرفة والثقافة."
وأكدت البارودي انه "بالرغم من الموروثات التأريخية والفكرية والاجتماعية التي حاصرت المرأة العراقية في كل أزمانها، استطاعت الكثير من النساء الدخول الى عالم المعرفة والثقافة وأصبح لهن دور فاعل في مختلف مجالات الحياة وان تباين هذا الدور من مكان الى آخر ومن فترة زمنية الى اخرى."
بينما اشارت الدكتورة سناء محسن :"في قراءة مقارنة للمرأة الاكاديمية في العقد السابع من القرن الماضي ومطلع الالفية الثالثة، نجد الاولى فاعلة في تمظهرها الثقافي المتمثل في أروقة الجامعة اولاً وممارستها الوظيفية ثانياً ومشاركتها الاجتماعية ثالثاً."
لكن مع وجود الثلة القليلة من هؤلاء النساء فهن ايضا غير قادرات على النهوض بهذه الأعباء الجسيمة دونما وقوف الرجل الاكاديمي المثقف الواعي الى جانبها ودعمه لها، الدعم العلمي والاكاديمي والعملي والمعنوي، فمازالت النظرة التي تحاصر المرأة العراقية وخاصة المرأة المثقفة الحركية الواعية قاصرة بل خطيرة في أغلب أحيانها، ومازال الطريق أمام المرأة المثقفة طويلا وشائكا حتى تتمكن من القيام بدورها في عملية التغيير.










