ali.H@almadapaper.net
يوميّاً أسمع في مكان العمل أو في المقهى تعليقات يعتقد أصحابها وهم محقون بالتأكيد ، من إنني أشكو وأولول ، لكنني عاجز عن تقديم بديل لما موجود على أرض الواقع ، ولأنني مثل معظم العراقيين لا حول لي ولا قوة ، لاأملك إلّا أن أكتب وأقترح ، وأحيانا أتفلسف ، ومحاولاتي بسيطة لاتحتاج إلى تنظيرات من عيّنة حكومة الأغلبيّة التي ينادي بها النائب صلاح عبد الرزاق ، أو مفاجأة لقاء وردي التي فجّرتها أمس من أنّ صالح المطلك يمثّل التيار الليبرالي في العراق ، أوإلى نظرية في الحكم الرشيد التي يطرحها هذه الايام محمود المشهداني صاحب العبارة المأثورة " شعب دايح " ، بل إلى سياسيين يعرفون معنى مخافة الضمير ، منذ أيام ونحن نتابع معركة كسر العظم داخل مجلس محافظة بغداد ، وهي بالمناسبة معركة ليست من أجل الخدمات ، أو لمناقشة التفجيرات التي تحاصر أهالي بغداد حتى في منامهم ، المعركة عزيزي القارئ بين قوى سياسية اختلفت على " طعم " الكعكة البغدادية .
ثار غضب معظم ساستنا من لافتات رُفعت في التظاهرات تطالب بإرساء أُسس دولة مدنية ، وتتهم الاحزاب الحاكمة بأنها تقف وراء خراب العراق .وهذا ليس سرّاً، وإنما الخراب والقتل على الهوية وسرقة أموال الدولة ونشر الطائفية وتشجيع المحاصصة، قاعدة معمول بها منذ أكثر من عشر سنوات، كم قُتل وُشرِّد من العراقيين خلال السنوات الماضية؟ لا توجد إحصاءات دقيقة، لعلّ ذلك يعطي القارئ العزيز والمعترضين ، فكرة عن القيمة التي وصل إليها الإنسان العراقي خلال حكم الساسة "المتّقين" ، فعندما عندما نجد نواباً في البرلمان مثل " عمار طعمة " ورياض غريب و عباس البياتي يعترضون على تشريع قانون يعالج مشكلة العنف الأُسري عليك ان تسأل لماذا ياسادة ياكرام ؟ وسيجيبونك بكلّ أريحيّة ، لأنه يخالف مبادئ الإسلام والتقاليد والأعراف ،. طبعاً لست خبيراً في الفقه الإسلامي ولا التشريعات العشائرية ، لكنّي قرأت في سيرة الشيخ محمد رضا الشبيبي ، وهو العالم الجليل ، أنه قدّم في العهد الملكي مشروعاً لقانون يُجرِّم اضطهاد المرأة وتعنيفها . وأتمنى أن يثبت لي السادة النواب المعترضون أنّ الشيخ الشبيبي لم يكن رجلاً عالماً في الدين والفقه والسياسة .
ثلاثي البرلمان اللطيف ، ومعه العشرات من نواب الأحزاب الدينية بفرعيها السُّني والشيعي ، هم مخلصون لتربية حزبية جعلت منهم تروساً في ماكينة قهر المرأة باسم الفضيلة والدين ، فهؤلاء جميعاً يرون في المرأة " ضلع أعوج " يجب تقويمه ، وهي نظرية لايؤمن بها رجال البرلمان ، وإنما نوع من التفكير تعبّر عنه نسوة البرلمان أيضا .
السادة الثلاثي العزيز أكملوا عروضكَم ، فأنتم خير مُمثّلين لتربية السمع والطاعة ، أنتم الكائنات المثالية التي صنعها العهد الجديد ووضع عليها علامة : صُنع في برلمان جمهورية العراق .