انتشرت مؤخراً  مقاعد المكاتب الواقفة وهي نوع من المقاعد التي تجعل المستخدم واقفا وهو يعمل بدلا من الجلوس.لقد اصبح  الجلوس كثيرا اثناء العمل يعادل في اضراره الصحية ما يفعله التدخين بصحة الانسان، فالمزيد من الناس يقضون ساعات أطول في الج

 انتشرت مؤخراً  مقاعد المكاتب الواقفة وهي نوع من المقاعد التي تجعل المستخدم واقفا وهو يعمل بدلا من الجلوس.لقد اصبح  الجلوس كثيرا اثناء العمل يعادل في اضراره الصحية ما يفعله التدخين بصحة الانسان، فالمزيد من الناس يقضون ساعات أطول في الجلوس أمام أجهزة الكمبيوتر ، مما يؤدي الى  ارتفاع في معدلات الإصابة بمرض السكري، وأمراض القلب، والسمنة ولكن و ببساطة هل ان استبدال الجلوس طوال اليوم   بالوقوف هو الحل؟

صنّاع مقاعد المكاتب الواقفة - التي تكلف بضع مئات إلى عدة آلاف من الدولارات - باعوا العديد من منتجاتهم الى عدد من  الافراد والشركات على اساس أن منتجاتهم سوف تمحو اثار  " مرض الجلوس" والعلل الصحية الناجمة عنه حيث يقضي معظم العاملين في المكاتب   ما معدله من 9 الى 14 ساعة وهم جالسون في مكاتبهم .
أكثر من عشر دراسات أُجريت على مدى العقد الماضي اشارت إلى أن الاكثار من الجلوس يؤدي إلى مزيد من العجز في الحركة مع تقدمنا في العمر، ويضاعف من خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب، وحتى يمكن ان يسبب في تقصيرسنوات  عمرنا. على سبيل المثال، وجد باحثون في جامعة هارفارد في دراسة  شاركت فيها أكثر من   92 الف أمرأة  أنه كلما زاد الوقت الذي يقضيه المشاركون في الجلوس اثناء العمل، او قيادة السيارة، أو مشاهدة التلفزيون، يزداد خطر الموت عندهن بسبب أمراض القلب، والسرطان، أو السكتات الدماغية.
مثل هذه الأخبار قد ساهمت في ارتفاع بنسبة 50 في المئة في مبيعات  مقاعد المكاتب الواقفة خلال العام الماضي كما ان المزيد من الشركات بدأت تستخدم تلك النوعية من المقاعد في مكاتبها .
وقد اشترت شركة هابسبوت وهي شركة تسويق البرمجيات في كامبريدج هذا العام ، 650 مقعدا منها و التي ترفع وتخفض بكبسة زر واحدة ولجميع العاملين في الشركة بعد مطالباتهم المتكررة
ولكن خبراء الصحة المهنية يشعرون بالقلق من ان العاملين في المكاتب قد فهموا الرسالة بشكل خاطئ من ان  الوقوف  ، بدلا من الجلوس في مكاتبهم، يساعد هم على تقليل اوزانهم، وتحسين عمل قلوبهم، أو درء الآثار السلبية الأخرى من الاكثار من الجلوس.
ويقول آلان هيجس، أستاذ تصميم  بيئة العمل في جامعة كورنيل " ان الوقوف طوال اليوم ليس هو الحل"، واضاف "هذه المقاعد نستعملها  منذ اكثر من 100 سنة،  نحن بحاجة إلى تطويرها وتحسينها لمنع انحناء العمود الفقري، وآلام الظهر،."
وفي حين لا يزال الوقوف لا يحرق سوى القليل من السعرات الحرارية كما ان  قلوبنا سوف تعمل  بصعوبة لرفع الدم إلى أعلى، فإنه يسبب أيضا المزيد من الضغوط على شرايينا، وظهورنا، والمفاصل، وخاصة إذا كنا نعاني من زيادة في الوزن.
ويقول الدكتور لي مين لي، عالم الأوبئة في بريجهام ومستشفى النساء الذي درس مخاطر السلوك المستقرة ان "الدراسات لم تحدد بعد مدى فائدة الوقوف لصحة اجسامنا"، ،. ولم يتمكن الباحثون في الدراسات السكانية، من  تحديد ما إذا كانت الفوائد الصحية لتقليل ساعات  الجلوس تكون عن طريق  التحرك أكثر أو الوقوف. و نتائج الدراسات حول ما إذا كانت التمرينات تقلل من المخاطر الصحية للجلوس لا زالت متضاربة.
وقد وجدت احدى الدراسات  ان ما يقرب من    17 الف شخص من البالغين في كندا ان أولئك الذين يقفون  معظم الوقت  انخفض لديهم خطرالوفاة  بنسبة 33٪ خلال 12 عاما مقارنة مع أولئك الذين كانوا يقفون اوقاتا قليلة. ولكن أولئك الذين مارسوا التمارين الرياضية لمدة ساعتين على الأقل كل أسبوع - حتى لو جلسوا في بقية الوقت - يتمتعون بنفس مزايا إطالة العمر عند أولئك الذين كانوا يقضون اوقاتا طويلة واقفين. الباحثون في جامعة هارفارد، من ناحية أخرى، وجدوا في دراستهم ان ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لا يمحو خطر الوفاة المرتبط  بالجلوس لفترات طويلة.
ومن حيث حرق السعرات الحرارية فان "الفرق في حرق السعرات الحرارية بين الوقوف والجلوس صغيرة جدا، وربما لن يكون هناك فرق كبير من حيث فقدان الوزن".
لكن بعض الخبراء في مجال السمنة يقولون ان الوقوف اثناء   فترات  العمل يشجعنا على التحرك أكثر، وبالتالي يؤدي الى حرق المزيد من السعرات الحرارية بشكل ملحوظ.
وفي دراسة اخرى أُجريت على   28 عاملا في احد المكاتب قدمت لهم مقاعد واقفة    فانه خلال  شهر انخفض  الوقت الذي يقضونه بلا حركة  بنسبة 38 دقيقة يوميا مقارنة بما كانوا عليه عندما كانوا يستعملون المقاعد التقليدية. كما تحسن المزاج لديهم، وشعروا بزيادة في الطاقة، والقليل من التعب.
ويقول منظم الدراسة الدكتور جيمس ليفين، مدير مستشفى مايو كلينيك في جامعة ولاية أريزونا "اعتقد انه من الصحيح القول أننا في منتصف مرحلة " التعود على الوقوف مع الحركة، 'ولكن التركيز يجب أن يكون على الحركة "،. "أنا لا أريد أن يعتقد الناس أنه ينبغي الوقوف مثل الجنود. هذه ليست فكرة جيدة".
كيرم شوفال، كبيرة الباحثين في الجمعية الأميركية للسرطان التي تستخدم المقعد الواقف، توافقه الرأي وتقول. "أجد انني عندما أقف، تزداد عندي الرغبة  للخروج من مكتبي لاجراء حديث مباشر مع زميل لي بدلا من التحدث معه تلفونيا  أوعن طريق البريد الإلكتروني."
وتشير الدراسات التي أُجريت على بعض الحيوانات أن مستويات حرق الدهون   ترتفع  ليس من الوقوف ولكن عندما تحصل  العضلات على تنشيط من خلال الحركة و التنقل.
ولهذا السبب، قرر جيمس  ليفين تأليف كتابه الجديد "انهض: لماذا تجعل  مقعدك يقتلك وماذا يمكنك القيام به حيال ذلك '' وروايتين اخريتين له  مستخدما طاولة جهاز الجري التي اخترعها منذ عدة سنوات.
وكانت لديه القدرة على فعل  ذلك من دون تعرضه لالتواء في الكاحل أو اصابة بشد عضلي، ومع ذلك، قد لا يكون ذلك امرا نموذجيا. فكثير من الناس قد تجد أنه من الصعب جدا كتابة رمز جهاز الكمبيوتر أو كتابة بضع كلمات   اثناء استخدام  جهاز الجري.
وينصح احد الاطباء قائلا "بالتأكيد، عليك حرق المزيد من السعرات الحرارية، ولكن من المرجح أن تتباطأ كتابتك وتزداد الأخطاء لديك عند استعمال طاولة جهاز الجري"
ما الأفضل بالنسبة للعضلات والمفاصل وانتاجك العقلي؟ الجلوس لمدة لا تزيد على 20 دقيقة في كل مرة،  ، والوقوف   لمدة لا تزيد على 8 دقائق. يجب عليك أيضا أن تأخذ استراحة تتحرك فيها لمدة دقيقتين على الأقل مرتين في كل ساعة لتتمدد أو تمشي.
 عن: بوسطن غلوب