ali.H@almadapaper.net
خضيّر نجم مواطن يحبّ السادة المسؤولين في بلاده جداً ، ويعتبر معارضتهم معصِيَة ، وكمواطن صالح حصل على وظيفته بالوساطة. ولهذا تجده يشتم كلّ مَن يسخر من خطب المسؤولين .
هلّل وصفّق يوم سمع المالكي يقول عبر قناة العراقية " لقد خصصنا 18 ملياردينار للزراعة وتطويرها ، وصرخ يقول لزوجته: أخيراً سيتحقق حلمنا ونأكل خضراوات عراقيّة !
قفز إلى حاسبته ليطّلع على ما يُكتب في مواقع التواصل الاجتماعي، ما أن فتح الفيسبوك حتى وجد أمامه البوست الذي كتبه أمس يُعنّف الذين يسخرون من خطابات معالي رئيس مجلس الوزراء ، لأنهم لايريدون الخير للعراق ، لايهمّ قال لنفسه ، لكلّ مقام مقال، وهاهو المالكي يخرج مرّة ثانية ليقول عبر العراقية أيضا : " خصّصنا 25 مليار دولار لبناء وحدات سكنية. شعر بنشوة طاغية وهو يشاهد المالكي يبتسم ويوقّع عقداً مع شركة سيمينس ، لإعادة تأهيل المنظومة الكهربائية ، كاد قلبه يتوقف حين سمع بالرقم 27 ملياراً خصصت لتطوير الكهرباء ، غداً سيُغيض جاره أبو محمد ويقول له شامتاً : سنصدِّر الكهرباء لدول الجوار، أغمض عينيه وهو يستمع الى المالكي يقول خصّصنا أربعة مليارات دولار لبناء أربعة آلاف مدرسة ، ها هو يشاهد ابنته الصغيرة تجلس في صفّ مدرسيّ مزوّد بأحدث وسائل التكنولوجيا!
قالت له زوجته وهي تفرك عينيها من النعاس: انظر إلى عاجل العراقية، تمعّنَ جيّدا فقرأ: " المالكي : خصصنا 25 مليار دولار لبناء السكك الحديد والنقل والقطارات والطائرات ، فكتب تغريدة سريعة: إلى رئيس الوزراء البطل، شكراً لأنك حققت حلمي، وسأذهب بالقطار السريع الى البصرة أطمئن على شقيقتي المريضة .
ظلَّ يجلس أمام شاشة العراقية التي ساهمت برفع نسبة " الهرمونات " الوطنية عنده، مُحلّل اقتصادي جيء به على عجل ليضع تصوراً لمستقبل العراق يقول منتشياً: بعد كل هذه المليارات والموازنات الانفجارية أعتقد أن هناك فرصة لتطوير السياحة ، مطاراتنا الحديثة يمكن ان تستوعب 60 مليون سائح سنوياً ، ، والأهم أن مصانع الشركات الكبرى ستحثّ الخطى صوب بغداد . لكن وآه من كلمة لكن، المؤامرات لم تتوقف لإجهاض هذه التجربة الفريدة في البناء والعمل والسياسة، هؤلاء المغرضون الخونة المموّلون من الخارج، دائما ما يتّهمون حجّاجنا الأكارم " بالفساد .
المواطن خضير مثله مثل غيره ممن عاشوا مناخ الوعود الوردية ، انجذبَ إلى أسماء تفوح منها رائحة الفشل والجهل، لم يصدّق حين خرج عليه العبادي ليخبره :" ثروات البلد ضاعت خلال السنوات الماضية ، تَسلمتُ الحكومة وبالخزنة ثلاثة مليارات دينار ومطلوبون 15 ملياراً لشركات النفط ، لقد ضاعت الثروات خلال السنوات الماضية على البذخ والعطاءات من قبل " القائد الضرورة " ، كاد خضير أن يدخل في نوبة صراخ حاد ، ضدّ حيدر العبادي على تصريحاته بشأن المليارات التي تبخّرت ، فهذه ليست أكثر من نكتةٍ يريد العبادي أن نلتهي بها ، فالخير قادم وبشائره حلّت مع عودة كامل الزيدي إلى الواجهة .
جميع التعليقات 1
أبو أثير
لن يهنأ ويرتاح شعبنا العراقي ويشوف طريقه الصحيح .. ألا بعد أن يتخلص من الطغمة السلطوية الحاكمة التي تقلدت المناصب والحكم وبالذات ألأحزاب ألأسلاموية التسلطية التي سرقت الشعب العراقي بأسم الدين والمذهب ... والتخلص من الشخصيات المعممة من المشهد السياسي الذي