(الغاية تبرر الوسيلة ) مصطلح يتجلى بعد كل عمل إستثنائي يتجاوز حدود المعقول ، ما ان تخمد جذوة لهيبه ، حتى يتسعر شواظه من جديد، عراب المصطلح هو ( نيقولا ميكافيلي ) الذي غدت مقولته دستوراً يحتاج إليه كل مَن ازمع الدخول لمعترك السياسة للفوز بمغانمها ، وقد درسه وطبق بعض بنوده لفيف من الوزراء والملوك والرؤساء ، الذين إختلفوا في اهدافهم ونواياهم، - منهم على سبيل المثال لا الحصر : فريدريك ملك بروسيا، وبسمارك ،آلمانيا ، وكريستينا ملكة السويد . وقد إتسعت حلقة الآسماء في القرن العشرين ، فشملت اولئك الذين ثاروا على انظمة الحكم القديمة ، فقد إختاره موسوليني ايام تلمذته موضوعا لآطروحته التي قدمها للحصول على درجة الدكتوراه ، وكان هتلر يضع كتاب ( الأمير لميكافيلي )على مقربة من سريره ليقرأ من صفحاته قبل النوم . ولا يدهشنا قول احد المؤرخين : إن لينين وستالين قد تتلمذا على كتاب ميكافيلي .
ولقد إتسعت - من دون شك - الحلقة في قرننا هذا ، فصار الكتاب ملاذا ودستورا لكثير من ساسة البلدان في الشرق والغرب معاً.
ظل ميكافيلي مصرا على إعتقاده بسوء طوية البشر: إذ تتميز بالأنانية وحب الذات . والفجور ، والإستحواذ ، والإستعلاء ، وإن نشأة وسريان القوانين الوضعية ما هي إلا لفرملة الكابح الذي يقود الإنسان للنزاع والطغيان ، والتملك ، والسعي المحموم للإمساك بزمام السلطة .
المهم والآهم في المسعى ، تحقيق الغاية المنشودة : نبيلة كانت ام وضيعة ! ولا عبرة ولا إعتبار بالوسيلة : دنيئة كانت أم رذيلة !
## المعلومات الواردة مستلّة من كتاب ( الأمير ، نيقولو ميكافيلي ) للأستاذ فاروق سعد.
الميكافيلية.. أما زالت حيَّة تُرزق ؟
[post-views]
نشر في: 18 يناير, 2017: 09:01 م