adnan.h@almadapaper.net
التحق رئيس مجلس النوّاب سليم الجبوري أخيراً برئيس الوزراء حيدر العبادي في رفع شعار "الحاجة إلى مصالحة مجتمعية"، بحسب ما تشير إليه تصريحاتهما وبيانات صادرة بعد لقاءات عامة أو خاصة لهما في الآونة الأخيرة.
بالتأكيد نحن في حاجة إلى مصالحة تفتح الطريق أمامنا لعبور هذه المرحلة الغبراء الأليمة المكلفة إلى مرحلة جديدة نظيفة من أدران الكراهية والتعصب الطائفي والعنف، كيما نلتفت إلى أنفسنا والاجيال التالية التي يتعيّن أن تعيش في أمن وسلام ورفاهية.
لكن أي مصالحة نحتاج إليها .. مجتمعية أم سياسية؟
في موقع إلكتروني اسمه " elbaghdadia.com " ( لا يبدو أن له علاقة بقناة البغدادية المُغلقة) استمتعتُ أمس بمشاهدة شريط فيديو عن تجربة اجتماعية قام بها عدد من الشباب في مدينة الناصرية. الهدف منها معرفة ردّ فعل سكان هذه المدينة الشيعية حيال شخص يدّعي بأنه سنّي من مدينة الرمادي وقد تقطّعت به السبل ولا يعرف أين يمضي ليلته، مُظهراً خوفاً على نفسه من المبيت في مدينة شيعية كونه سنيّاً من الرمادي بالذات؟ً
لم تُدهشني النتيجة في المرّات الثلاث التي تكررت فيها التجربة، فكلّ الذين تقدّم إليهم الشاب السنّي المزعوم كان ردّ فعلهم إيجابيّاً:
- ماكو فرق
- على عينّا وراسنا
- كلنا إخوة وأبناء وطن واحد
- أنتم أهلنا
وقد أعرب الاشخاص الثلاثة الذين أجريت عليهم التجربة عن الاستعداد لتضييف الشاب السنّي في بيوتهم ومساعدته بالمال إن كان في حاجة إليه.
وفي التعليقات على التجربة في الموقع الإلكتروني نجد ما يأتي:
- الله ياعراق وشعبه الكريم وأهل الجود والشهامة والنخوة وإن شاء الله يبقى العراق بشعبه الطيّب صامد ضد الحثالة والشرذمة التي صنعوا فتنة بين شعبنا الأبي .اللهم احفظ العراق أرضه وشعبه وكلّ أطيافه.
- ذولة العراقيين الأُصلاء.. ما تفرقهم اختلافاتهم العرقية والإثنية أبداً بل تزيدهم جمالاً وقوة
- المشكلة مو بالشعب، المشكلة بالساسة .
على الدوام كنّا، مسلمين شيعة وسُنّة ومسيحيين وصابئة مندائية وإيزيدية ويهوداً، وعرباً وكرداً وتركماناً وكلداناً وآشوريين وأرمن، نعيش في أمن وطمأنينة مع بعضنا البعض وإلى جوار بعضنا في مدننا وقرانا وأحيائنا السكنية ومدارسنا ودوائرنا الحكومية ومجالات عملنا المختلفة.. نتصادق ونحبّ ونتزوج في ما بيننا. فقط عندما اجتاحنا الإسلام السياسي الطائفي انقلبت الاشياء رأساً على عقب، وراح الإسلاميّون الطائفيّون يضحكون على عقول الجهلة من الناس من أجل الاستثمار السياسي، والمالي كذلك، وهم يفعلون هذا إلى اليوم.
المصالحة التي تلزمنا سياسيّة في المقام الأول. هؤلاء الساسة الذين اختاروا أن ينفخوا في نار الطائفيّة والمذهبيّة إذا ما قرّروا الآن الكفّ عن عادتهم السيئة هذه والتصالح في ما بينهم سيكون كلّ شيء تحت السيطرة، أمّا إذا تكرّموا علينا بالخروج من حياتنا السياسية مرّة وإلى الأبد فلن تكون ثمة مشكلة في هذا البلد.
لمن يرغب بمشاهدة شريط الفيديو المشار إليه، هنا رابطه:
http://elbaghdadia.com/8ux8sr96gce3
جميع التعليقات 1
بغداد
أستاذ عدنان حسين كلامك صح العراقين دائما اخوة في داخل الوطن وخارج الوطن أعطي لك صورة واضحة هنا عندنا في استراليا في ملبورن كثير من العراقيين رجل سني متزوج لشيعية وبالعكس وكردي متزوج بعربية من البصرة ونجفي متزوج بمصلاوية وهكذا وعايشين متحابين متضامنين مع ب