نصَّب دونالد ترامب، امس الجمعة 20 كانون الثاني ، رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية بعد فوزه المفاجئ في انتخابات تشرين الثاني الماضي.وإذ يُسدل الستار على فترتي رئاسة باراك أوباما، يُدشِن ترامب، بارتقائه المنصة الرئيسية في حفل تنصيبه أمام مبنى الكونغرس
نصَّب دونالد ترامب، امس الجمعة 20 كانون الثاني ، رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية بعد فوزه المفاجئ في انتخابات تشرين الثاني الماضي.
وإذ يُسدل الستار على فترتي رئاسة باراك أوباما، يُدشِن ترامب، بارتقائه المنصة الرئيسية في حفل تنصيبه أمام مبنى الكونغرس وتلاوته القسم، حقبة سياسية مثيرة ولافتة محلياً وعالمياً.
وبينما تنشغل وسائل الإعلام الأمريكية برصد أسماء من أكدوا حضورهم المهرجان المفعم بالبذخ الوطني، وإطلاق التكهنات حول أسباب عزوف العديد من الشخصيات السياسية والفنية، تتجه أنظار الساسة والإعلاميين العرب صوب واشنطن لاستشراف تحركات الرئيس الأمريكي الخامس والأربعين، وإدارته اليمينية قلباً وقالباً، إزاء ملفات المنطقة.
ومن الآن، بدأت بعض الدول العربية بإرسال إشارات واضحة ترحب فيها بترامب، وتعرب عن تفاؤلها بتغييره سياسة أمريكا تجاه ملفات المنطقة. وفي هذا الإطار، قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن "مصالحنا تتلاقى" مع "الخطوط العريضة" للإدارة الأمريكية الجديدة، خاصة في ما يتعلق بـ "احتواء إيران والقضاء على داعش".
وفي سوريا، قال الرئيس بشار الأسد إن ترامب سيكون حليفاً طبيعياً "إن التزم بموقفه المعادي للإرهاب الدولي." أما ترامب، فلم يتحفظ أبداً على رأيه بالأسد، والجماعات المسلحة التي يقاتلها نظامه منذ ست سنوات. ففي مقابلة أجراها مع صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عقب فوزه، أكد ترامب أنه "لا يحب الأسد إطلاقاً،" مضيفاً أن اصطفافه معه "سيحمي أمريكا" من شرر الحرب الدائرة هناك، وبالأخص من مواجهة حتمية مع روسيا.
ومن نفس المنطلق، يبدو المغزى واضحاً من تصرح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، للترحيب بمشاركة فريق من ممثلي ترامب ومستشاريه في مفاوضات السلام السورية المزمع إجراؤها في كازاخستان الأسبوع المقبل، ملمّحاً إلى عقم إدارة أوباما في هذا الصدد.
كما أبدى ترامب خلال حملته الانتخابية وبعد فوزه معارضته المعلنة والصريحة لاستقبال اللاجئين والمهاجرين. ففي مقابلة صحفية أخيرة، وصف ترامب قرار المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بقبول مئات الآلاف من اللاجئين السوريين بـ "الكارثي"، وسبق أن أثار عاصفة انتقادات محلية ودولية عندما قال قبل أشهر إنه ينوي منع المسلمين من دخول البلاد.
أما بالنسبة للدور الأمريكي في العراق، فإن ترامب يصر أنه لم يؤيد التدخل العسكري، إذ لم يكن ذلك السبيل الأمثل لمساعدة العراقيين والتعامل مع المشلكة التي كان صدام حسين يمثلها لإدارة جورج بوش. حتى إنه شبّه الغزو الأمريكي للعراق سنة 2003 بـ "رمي الحجارة على عش الدبابير".