TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > معلّم رياضة الحياة

معلّم رياضة الحياة

نشر في: 21 يناير, 2017: 05:56 م

الحق يقال ، أن عقوق أبناء الرياضة بلغت حداً لا يطاق ، وخرجت عن حدود الأدب اللازم أن يؤطّر العلاقة بين الصغير والكبير، فسنة بعد سنة لم نعد نرى في الرياضة شعارها الأزلي المكتوب على جدران المدارس مُذ كنا تلاميذَ في المرحلة الابتدائية أنها "حُب وطاعة واحترام" بعدما تحوّلت عكس ذلك في مواقف مؤسفة وأزمات لم يخرج أحد منتصر منها سوى المُكابِر والمخادِع لنفسه قبل الآخرين.
ودائماً ما كان يتمتع مُعلم درس الرياضة بروحية جميلة مهابة الى الدرجة التي نخشى أن نخفق في تطبيق تمرينه لئلا يزعل علينا ولا يعاود المجيء الى الدرس أو يمنع عنا ممارسة كرة القدم في نهاية الدوام عقاباً لذلك، فماذا عن معلّم أصول قيادة الرياضة وإشاعة نهجها السليم وتعميق مفهوم العلمية لمن يخطط ويحصد النتائج ، من يقدر على زعل هكذا معلّم في رياضة الحياة لم يترك كل شيء للصدفة ويسعى للمّ شمل المجتهدين وزرع بذور خيرهم لتنمو وتزدهر كي يعطوا أجود الثمار في سوح العمل التنافسي المحلي والخارجي ؟!
قفوا وتأملوا وفكّروا بما يبوح به المعلم الدكتور باسل عبدالمهدي من اسرار سنيّ التجربة لرياضة وطنية مبتلاة بآدميين سلبتهم اطماعهم روح التعلّم وتطوير الذات حيث انغمسوا في ملذات الأسفار ومزايا المنصب وما عادوا ينظرون أبعد من مصالحهم التي أعياها التدبير لمستقبلهم لا لتحصين الرياضة بمناعة قوية من أمراض العصر كـ "الانتهازية والاستحواذ والتوريث والتناصر الكتلوي لحماية الفاسدين والإقصاء الطائفي المقيت وتطويع بنود القانون وفق الأهواء وحلق لحايا البالغين ليمثلوا الأشبال والناشئين في اختبارات وطنية تحت راية الله أكبر" .
تفتخر الشعوب بتاريخها وتستذكر رموز رياضاتها وتعدّ لهم الاحتفالات ابتهاجاً لمواصلة عطائهم رغم التقدّم في السن والإرهاق وضعف الأعصاب وقلة التركيز ويباركون آراءهم ويعدونها خطوط أمان لهم في سيرهم نحو اهدافهم الكبرى لاسيما قبيل المشاركة في الدورات الأولمبية وبطولات كأس العالم ، بينما بعضنا يكشّر عن أنياب الشر ويستعد للهجوم المباغت الصريح أو بالإنابة ويحرّك مواليه في مواقع التواصل الاجتماعي ويزوّق قراراته في مقابلات تلفازية نكاية بكل من يتجرّأ أن يكتب حرفاً صريحاً بالحق وسطراً فاضحاً للخطايا ومقالاً موجهاً للإصلاح من ناقدٍ نزيه ، فكيف طاوعكم الضمير وأنتم تعلنون بيان ( الثأر .. الثأر) للاقتصاص المعنوي من ماضي وحاضر وفكر وثقافة وبسالة عبدالمهدي؟!ّ  
تراجعوا ، وأعلنوا عن خطئكم الشنيع برمي الحجارة في نهر النصيحة الجاري من قلب عبدالمهدي الصغير الى قلب العراق الكبير الذي يسع كل الأكاديميين والمتخصصين ومتوسطي التعليم وحتى الأميين الذين يسعى لاحتواء ما تبقى من غيرتهم على وطنهم ليكونوا صالحي النية ويندمجوا في الأمكنة المناسبة لهم لا أن يدّعوا الفروسية على صهوات الحماقة طالبين مساواتهم في العلمية والخبرة واحترافية رسم الستراتيجية للدورة الانتخابية.
عار ما بعده عار ، أن يلوذ طلاب المواقع في كنف استشارة عبدالمهدي ليدلّهم على صواب الرأي ، وما أن يتنعّموا بما لذّ وطاب من غنائم الرياضة ومنافع الجاه لبعض فاقديه حتى تزيّن لهم براقع الجُبن لؤم انفسهم ، لا يتورعون في الانقلاب عليه وهو لم يخف ذلك في احدى مقالاته التي خص بها (المدى) حيث اعترف أنه ينام مرتاح الضمير لتبنيه بعض الشخصيات ودعمه لها بحكم ثقته بما تؤديه ضمن سياسة الإصلاح التي ينشدها ، وأنه غير مسؤول عن انحرافها وإثارتها للجدل في عملها، ولخّص تشاؤمه من مصير الرياضة بقوله ( لا نستطيع أن نحل مشاكلنا ، مع أن العمر الرياضي لبلدنا 100 عام ويمتلك 15 كلية تربية رياضية وأكثر من 2000 دكتور في عالم الرياضة وهذا الوضع أضاع علينا في السنين المارة الكثير من الوقت والمادة والجهود من دون أن تتضح امامنا خارطة طريق تؤمّن تصاعد وديمومة الانجازات ) .
د.باسل عبدالمهدي لمن لا يستشعر بقيمة التاريخ الحي يقف اليوم إلى جوار عشرات الرموز الرياضية الوطنية الذين يواصلون الدفاع عن إرث العراق الخلاّق ويستكشفون مستقبله بمصابيح حكمهم الوهاجة في دروب الرياضة.  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram