كشفت هيئة السياحة العراقية أن أكثر من خمسة ملايين أجنبي يزورون العراق سنويا، لكنها اكدت الحاجة الى بُنى تحتية تستوعب العدد الكبير من السائحين.وشهدت العاصمة بغداد ومدينتا النجف وكربلاء، خلال شهر كانون الثاني الحالي، توافداً كبيراً لزوار من مختلف الجنس
كشفت هيئة السياحة العراقية أن أكثر من خمسة ملايين أجنبي يزورون العراق سنويا، لكنها اكدت الحاجة الى بُنى تحتية تستوعب العدد الكبير من السائحين.
وشهدت العاصمة بغداد ومدينتا النجف وكربلاء، خلال شهر كانون الثاني الحالي، توافداً كبيراً لزوار من مختلف الجنسيات لاسيما من شرق آسيا، على الرغم من انتهاء موسم الزيارات الكبيرة التي تشهدها المدن العراقية سنوياً.
ويقول محمود الزبيدي، رئيس هيئة السياحة العراقية، في حديث لـ (المدى برس) إن "قطاع السياحة في العراق، شهد تطوراً بعد عام 2003 بعد سنين عجاف مرّت على البلاد تمثلت بعدم وجود البنى التحتية المؤهلة لاستقبال السائحين"، مبيناً أن "هذا القطاع استطاع أن يكون له شأن، وأصبح لدينا خبراء بمجال السياحة وخبراء اقتصاديون يعتمدون في تحليلهم على المورد السياحي".
واضاف الزبيدي أن "هناك أكثر من خمسة ملايين زائر يقصدون العتبات المقدسة في العراق بشكل سنوي من مختلف دول العالم".
ويتوافد الى العراق ملايين الزوار سنوياً عبر مطارات النجف والبصرة وبغداد فضلاً عن منفذي سفوان والشلامجة في البصرة والشيب في ميسان وزرباطية في واسط.
وأغلب هؤلاء الزوار من ايران وباكستان وافغانستان وأذربيجان والكويت والبحرين والسعودية وبعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية.
ويوجد في مدينة النجف نحو 350 فندقاً مقابل 450 في كربلاء، بضمنها عدد قليل من فنادق فئة الخمس نجوم. يضاف الى ذلك عشرات الفنادق في العراق، التي تعد أماكن مفضلة لزوار العاصمة من داخل العراق وخارجه.
وينتقد مختصون اقتصاديون عدم وجود خطة شاملة لدراسة الجدوى الاقتصادية من الزيارات الدينية التي يمكن أن تشكل مورداً مالياً مهماً للبلد، لاسيما في ظل الأزمة المالية الحالية.
وتتحدث هيئة السياحة وجهات محلية عن توقعات بإمكانية توافد الملايين من السياح الأجانب هذه المرة لزيارة زقورة أور ومنزل النبي ابراهيم في محافظة ذي قار، بعد اتفاق مع دولة الفاتيكان قبل سنوات يأمل بتطبيقه قريباً حول الزيارات لهذه المواقع.
وكان العراق أعلن مراراً عن قرب توافد الملايين من الزوار الأجانب الى مواقع أثرية في محافظة ذي قار إلا أن الوضع الأمني في العراق عموماً يمثل التحدي الأكبر لحضور هؤلاء وافتقاد المحافظة الجنوبية الى بُنى تحتية قادرة على استيعاب عدد كبير من السيّاح.
وعلى الرغم من انعدام الجديّة لدى المسؤولين العراقيين باعتبار السياحة قطاعاً واعداً يمكن أن يمثل القطاع الثاني بعد النفط في توفير الأموال للموازنة العراقية ومؤثراً في الناتج الإجمالي العراقي، لكن هيئة السياحة تتحدث عن تحولها الى مؤسسة رابحة قادرة على تعظيم ايرادات العراق مستقبلاً.
ويوضح الزبيدي أن "هيئة السياحة أصبحت الآن هيئة رابحة بعدما كانت عاجزة في وقت سابق، ولم نعد بحاجة لأية منحة مالية وانما سنرفد الدولة والاقتصاد العراقي في المرحلة المقبلة".
ويتحدث رئيس هيئة السياحة العراقية عن مشاريع كثيرة تم طرحها للاستثمار لتشجيع السياحة الداخلية مثل جزيرة بغداد السياحية (20 كم شمالي بغداد) التي تعد من المعالم السياحية الرئيسة للعاصمة قبل 2003، لكنها لاقت إهمالاً كبيراً من السلطات الحكومية بعد سقوط النظام.
ويضيف الزبيدي "هناك مشاريع اخرى خاصة بهذا القطاع تخضع للاستثمار في محافظات ذي قار والبصرة والمثنى وكربلاء والنجف"، مطالباً بـ"دعم حقيقي من قبل الدولة وأن تكون الهيئة مؤسسة سيادية في البلاد".التحسن النسبي للأمن في العراق بدا مهماً بحسب بعض الزوار الأجانب للعراق، لكنه بحاجة الى الدعم من خلال توفير بُنى تحتية تقدم خدمات جديدة لهم خلال تجوالهم بين مدنه خصوصاً المقدسة منها.
ويقول السائح الباكستاني تيمور محمد، الذي يُقيم بفندق في شارع السعدون وسط بغداد، إن "العراق يتمتع بموقع سياحي جيد على مستوى المنطقة، والسياحة هنا لا تقتصر على جانب معين وانما هناك العديد من المرافق السياحية على المستوى الديني والطبيعي لكنه يحتاج الى خدمات وبُنى تحتية لاستقبال المزيد من السيّاح".
ويضيف السائح الباكستاني "هناك الكثير من المزارات التابعة للعتبات المقدسة في بغداد وعدد من المحافظات التي تشهد زيارات متواصلة للسائحين"، معتبرا أن "الوضع الأمني في العراق يعد جيداً مقارنة بالسنوات الماضية، وأعتقد ان السنوات المقبلة سيكون هناك توافد أكبر من قبل السائحين".
وتعمل في العراق نحو 850 شركة سياحية، 250 منها في اقليم كردستان، ينشط أغلبها في تفويج السيّاح العراقيين الى خارج العراق ولا يوجد لها دور واضح في تفعيل السياحة الداخلية. وكان نحو مليوني سائح عراقي قصدوا كلاً من تركيا وايران خلال عام 2016 إضافة الى 200 ألف قصدوا لبنان.
واستخدم نحو 6 ملايين مسافر ثلاثة مطارات في العراق خلال عام 2016 هي بغداد والنجف والبصرة، بحسب احصائية لوزارة النقل العراقية.
وتركزت أغلب الاستثمارات في قطاع السياحة العراقي، منذ عام 2010 وحتى الآن، بإنشاء فنادق ومجمعات تجارية ضخمة (مولات) والمئات من المطاعم والمقاهي والمنتجعات. وأعلنت هيئة استثمار بغداد، خلال عام 2014، اعطاء رخص لإنشاء 13 فندقاً بقيمة ملياري دولار.