اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > وديّات.. حين ميسرة !

وديّات.. حين ميسرة !

نشر في: 23 يناير, 2017: 09:01 م

تتنازعني مشاعر شتى وأنا أرى هذا السيل المنهمر من الإشعارات الإيجابية المفرحة التي تتكدّس على طاولة اتحاد الكرة العراقي ، ومضمونها واحد هو الموافقة على المجيء إلى العراق وخوض مباراة ودية مع منتخبنا ، بمجرد أن يرفع الفيفا حظره الطويل !
الشعور الأساسي في ردّة فعلي أن هذه الموافقة محكومة بشرط قاسٍ وصعب وقد صار مُزمناً إلى الحد الذي قد لا يرى فيه البعض منا أملاً في انفراج قريب ، ويبدو أن الفرحة التي تكتسي إعلان اتحادنا عن هذه الموافقات تخفي هواجس ليست محدودة بشأن النيّة الحقيقية التي تقف وراء كل موافقة ، ومع هذا فإن الاتحاد يطير بهذه الموافقات ويعلن سروره الغامر بها ، على مستوى الإعلام ، أي بلغة ظاهرة يتعاطى فيها مع الميديا بعيداً عن شكـّه الكبير في إمكانية أن تلعب خمسة أو ستة منتخبات عربية في اليوم التالي لإعلان الفيفا رفع الحظر !
لكن الاتحاد ، وعلى ما يبدو ، معجب بهذه اللعبة .. فهو يعلن أنه مسنود بالمباريات الودية الشقيقة ، لكنه لا يُعلن على الملأ  كم من المواقف التي تتجسّد الآن في أروقة الاتحادين الآسيوي والدولي بشأن تخفيف معاناة الشعب العراقي برفع الحظر أو حتى تخفيفه .. وهي مواقف معروفة لدينا وصرنا نحفظها عن ظهر قلب ، ولا حاجة أبداً لمن يذكّرنا بها ولو في صيغة الموافقة على القدوم إلى بغداد أو البصرة أو أربيل لخوض المباراة الدولية الودية المرتجاة!
الشعور الآخر الذي لا يمكن إخفاؤه ، أن ( لعبة ) المباريات الودية على الأرض العراقية فيها وعد بما لا يمكن الجزم بأنه سيتحقق ، والمباريات تتحول – لهذا السبب – إلى دَين سيُدفع حين ميسرة ، وكأن الأشقاء بهذا الأسلوب يمنحونا الأمل ويسددون المواقف لنا ..  بالآجل !
أما الشعور الثابت الراسخ لديّ وقد أعلنته منذ سنوات ، فهو أن رفع الحظر لا يستوجب أخباراً متتالية عن مباريات مزعومة ، بقدر ما يحتاج إلى خطوات عراقية حقيقية لتحريك جبل الحظر الجاثم على الصدور والذي يقبض الأنفاس .. علينا نحن أن نبادر إلى خطوات يشترطها الفيفا ، وتضعها اللجان التفتيشية أو الرقابية وتتعلق بالأمن والسلامة والجوانب التنظيمية واللوجستية المرتبطة تماماً بحضور أي فريق ليلعب ودياً أو رسمياً في العراق!
وهنا تسكب العبرات كما يقال .. فنحن نريد للحظر أن ينتهي بمواقف تعلن في الصحف والقنوات الفضائية ، بينما نرفض التعاطي مع موجبات واشتراطات لا يمكن للفيفا أن يتنازل عنها مهما تنامى لدينا رصيد الوعود الشقيقة باللعب في العراق .. ثم أن أي اتحاد عربي لم يمنح اتحادنا الموافقة المطلقة على بياض من دون أن يضع موافقة الفيفا شرطاً لا تنازل عنه قبل تأكيد النية في المجيء ، وبالنتيجة فإننا نعود الى (طلبات) الفيفا قبل رفع الحظر .. وهكذا سندور إلى ما شاء الله في هذه الحلقة المفرغة التي لا طائل من ورائها إلا هدر الجهد والوقت .. والمال أيضاً !
لست أشكك هنا في أية نيّة لدى القائمين على رياضتنا بشأن محاولة رفع الحظر ولو بشكل جزئي .. ولست هنا لأبعث رسالة لأولي الأمر بترك أية محاولة لزحزحة الحظر عن مكانه .. إنما أريد القول إننا يجب أن نعمل على شروط الفيفا المعروفة وأن نتحلى بروح القبول لكل طلب يُطرح ، بدلاً من التغاضي عن تحضيراتنا المنقوصة ، ونقل المواجهة إلى ساحة الفيفا والتشكـّي من ظلمه وجوره !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram