قبل فترة ، ظهر الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما على شاشات التلفاز وهو يبكي بحرارة على اطفال سوريا الذين يقتلون بشكل يومي بسبب القتال فيها معترفاً بأن امريكا أخطأت وانها السبب في تدمير سوريا ..ثم تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي اكثر من فيديو يروي فيه ضباط وجنود كيف شاركوا في قتل الأبرياء في العراق ثم اكتشفوا انهم اخطأوا حين صدقوا ان امريكا سعت الى قتال العراقيين لأنهم يشكلون مصدر تهديد لكيانها وان العراق موطن للإرهاب الذي اقترن لديهم بتدمير مركز التجارة العالمي وبحوادث اخرى تهدد أمن الغرب ..
لا أظن ان الغرب يعيش مؤخراً صحوة ضمير جعلت كباره وصغاره يتألمون على حال العرب ولا اعتقد انها موضة العصر، ومن عادة الغرب ان يتبنى كل موضة جديدة بشغف قبل ان يصدرها للعرب ..! لعل ظاهرة (التباكي على حال العرب ) اذن هي وسيلة جديدة تتماشى مع توجهات الرئيس الامريكي الجديد ترامب بالكف عن التدخل في شؤون الدول الاخرى والالتفات الى السياسة الداخلية للولايات المتحدة والعمل على تجاوز المشاكل التي يعانيها المواطن الامريكي ، فماحدث في الدول العربية من (اخطاء ) امريكية صار يشكل اساءة لسمعة الولايات المتحدة الامريكية عدا اضاعة اموال طائلة في الحروب لإزاحة النظام الدكتاتوري في العراق اولا بناءً على (مطالبات ) عراقية ، ثم قتال الإرهابيين بعد فسح المجال للاحزاب الاسلامية ان تلعب دورها في المنطقة وماخلفه ذلك من دخول التنظيمات الإرهابية وتغلغلها ثم نشوء الطائفية ومانتج عنها من دمار شامل ..
امريكا تحاول ان توهم مواطنيها هذه المرة انها أخطأت وتعلمت من أخطائها لتسلك سبيلاً جديداً الى قيادة العالم دون حروب عسكرية هذه المرة بل بالذكاء والحنكة واستخدام وسيلة تحريض العرب انفسهم على من كان سبباً في دمارهم لاستبعاد الأحزاب الاسلامية والسعي الى قيام حكومة مدنية في العراق تديرها شخصيات عراقية مقبولة وغير طائفية ولديها امكانيات ادارية وعلمية على أن يتحقق ذلك عن طريق انتخابات حرة ونزيهة وليست صورية مثلما حصل في السابق ..
هل يعني هذا ان الادارة الامريكية ستتدخل في عملية الانتخابات وتشرف عليها وتغير مصائرها بما يحقق لها ارادتها في العراق ؟...أم ستواصل التباكي على العرب وادعاء الحرص عليهم ليؤمنوا بماتحاول ان تمليه عليهم ويتنصلوا عن التبعية للاحزاب والكتل بناء على القومية والطائفة ؟!...هل سيصبح ترامب (حلال المشاكل ) الذي يبحث عنه العراقيون لترتيب فوضى بيتهم العراقي ، كما صار (بوش ) من قبل أملهم المرتجى في التخلص من الحكم الدكتاتوري؟...
مااؤمن به حقيقة واظن ان علينا جميعا ان نؤمن به ان امريكا لاتخطئ وانها لم تتعود الاعتراف بأخطائها وسط الدموع الا اذا كانت تنوي انتهاج سياسة جديدة ، وسياستها الجديدة هي أن تكذب ، وتكذب ..حتى يصدقها الآخرون ...
ترامب (حلال المشاكل)
[post-views]
نشر في: 23 يناير, 2017: 09:01 م