في زمن الاندفاع الثوري بلا حدود في المنطقة العربية ، كثرت حوادث اختطاف الطائرات للضغط على دولة ما لتلبية مطالب الخاطفين ، وفي حال رفضها يتم تفجير الطائرة بركابها وطاقمها . هذا النوع من العمليات انحسر مؤخراً بعد استخدام وسائل حديثة في تفتيش أمتعة المسافرين ، رافقها إلزام شركات الطيران بمنع ركابها من حمل مواد وردت في قائمة المحظورات اعتمدتها جميع شركات الخطوط الجوية في العالم . هذا النوع من الاختطاف خضع للتغيير وبما ينسجم مع تحقيق اهداف الخاطفين فتحوّل الى خطف رهائن او اشخاص ،احتل العراق المرتبة الاولى عالمياً في تسجيل حوادث الاختطاف منذ الغزو الاميركي ومازال الحبل على الجرار، كما يقول ابو المثل .
الحكومات المتعاقبة تبنت مبدأ حصر السلاح بيد الدولة ، لكنها واجهت عقبات تعترض التنفيذ والتطبيق ، ونظرا لخطورة الظاهرة فإنها وردت في مشروع التسوية لتبديد مخاوف العراقيين من احتمال التعرض لحوادث اختطاف ، تنفذها عصابات الجريمة المنظمة او جماعة مسلحة ، وصلت الى الكرة الأرضية من كوكب المريخ استقرت في الجغرافية العراقية بوصفها البيئة المناسبة لنشاطها .
تبديد مخاوف الأوساط الشعبية من مسؤولية الدولة ، وهي لا تحتاج الى بيانات واحصائيات للتوصل الى حقيقة وجود الخوف على وجوه الكثيرين ، فالشعور بالخوف يترك آثاراً على الوجوه ، من شدتهِ تتغيّر ألوان الوجه ، فيصبح أصفر مثل النوميّة ، نتيجة إيعازات الدماغ المرتبك المرعوب ، أحيانا ينتقل الخوف الى الساقين فيشلّ حركتهما ، يصبح الركض مهمة عسيرة ، لا يسعفها استرجاع المثل الشعبي الشائع "الهزيمة ثلثين المراجل ".
في الدول المتمتعة باستقرار أمني ينتاب سكانها الخوف من كوارث طبيعية: زلازل فيضانات ، حرائق غابات ، تصفرّ وجوههم حين تعلن المنظمات المعنية بالبيئة ارتفاع معدلات التلوث ،اما في دول المنطقة العربية فما ان يخرج الشخص من منزله حتى يضع يده على قلبه ، على الرغم من حرصه على السير بجانب الحيطان لتجنب مواجهة الآخرين ، فهو لا يرغب في سماع كلمة يطلقها احدهم تحمل اشارة واضحة ضد السلطة ، فيكون السامع بنظر الأجهزة الأمنية متهماً بالانضمام الى تنظيم سياسي يخطط للإطاحة بالنظام.
ارتفاع نسب حوادث الاختطاف في العراق التي تنفذها عصابات الجريمة المنظمة فتخطف الأطفال للحصول على فدية مالية ، وهناك نوع آخر من الاختطاف عجز عن تفسيره الراسخون في العلم . تكرار حوادث الاختطاف ، جعل وجوه العراقيين مخطوفة اللون لا تستعيد نضارتها الا بقرار حصر السلاح بيد الدولة وليس في الرازونة " ، خصوصا انه ورد في وثيقة الاصلاح السياسي وباركته جميع الأطراف المشاركة في الحكومة الحالية .
الذاكرة الشعبية تحتفظ بمثل يقول "الثور انخطف لونه" استنادا الى قصة خيالية ، فحين أصدر الأسد ،ملك الغابة، قراراً يقضي بجمع الغزلان في مكان قريب من عرينه ، انتابت الثور المخاوف وأدرك بأن نهايته اصبحت قريبة ، فسخرت منه الحيوانات الاخرى ، لكنه عزا أسباب مخاوفه وانخطاف لونه الى تكليف الحمير بتنفيذ قرار جلالة ملك الغابة ، والأمثال تضرب ولا تقاس .
حصر السلاح بـ "الرازونة"
[post-views]
نشر في: 23 يناير, 2017: 09:01 م