TOP

جريدة المدى > تقارير عالمية > أوباما.. وعالم الكتب

أوباما.. وعالم الكتب

نشر في: 25 يناير, 2017: 12:01 ص

لم تشهد أميركا منذ ايام الرئيس ابراهام لينكولن  رئيسا  شكلت  الكتب دورا اساسيا  في حياته، وكونت قناعاته ونظرته الى العالم  كما  هو الحال مع الرئيس السابق باراك أوباما.قبل سبعة أيام من مغادرته البيت الأبيض، جلس السيد أوبا

لم تشهد أميركا منذ ايام الرئيس ابراهام لينكولن  رئيسا  شكلت  الكتب دورا اساسيا  في حياته، وكونت قناعاته ونظرته الى العالم  كما  هو الحال مع الرئيس السابق باراك أوباما.

قبل سبعة أيام من مغادرته البيت الأبيض، جلس السيد أوباما   في المكتب البيضاوي، وتحدث عن الدور المهم الذي لعبته الكتب خلال فترة رئاسته وطوال حياته - من ايام طفولته حتى شبابه حيث ساعدته على معرفة ذاته، وبماذا يفكر  وما هو مهم بالنسبة اليه.
وخلال السنوات الثمان التي قضاها في البيت الأبيض - في حقبة صاخبة من الاحداث - كانت الكتب مصدرا دائما للأفكار والإلهام، ومنحته تقييما متجددا للتعقيدات والغموض في طبيعة الإنسان .
يقول أوباما"في الوقت الذي تتحرك الأحداث بسرعة وتنتقل الكثير من المعلومات بسرعة ايضا"، كانت  القراءة تمنحه القدرة من حين لآخر "ان يتروى ويتفكر ويتأمل " و "القدرة على معرفة ما يفكر به الاخرون." هذين الأمرين، كما يقول "كانا لا يقدران بثمن بالنسبة لي. لا أستطيع أن أقول  ما إذا كان قد جعلاني رئيسا افضل    . ولكن ما يمكنني قوله هو أنهما سمحا لي أن احصل على نوع  من الحفاظ على التوازن النفسي  خلال ثماني سنوات، لأن في هذا   المكان تفاجئك الاحداث  بسرعة وتلاحقك بقوة ودون تهاون ".
وقد وجد السيد أوباما في كتابات لينكولن، والقس مارتن لوثر كينغ، وغاندي ونيلسون مانديلا، التي يعتبرها "مفيدة بشكل خاص" في تلبية ما كان يحتاجه من  شعور بالتضامن"، مضيفا "خلال لحظات صعبة للغاية، تشعر ان هذه الوظيفة  تعزلك كثيرا عن الاخرين "." لذلك فانك  في بعض الأحيان تشعر بالامل  عندما تجد اناسا كان لديهم نفس الشعور  ، وهذا   كان امرا مفيدا. "ويوجد في مكتبه نسخة مكتوبة بخط اليد من خطاب جيتسبيرغ لابراهام  لينكولن، وهو خطاب ألقاه أبراهام لينكولن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، ويعد واحدا من أكثر الخطابات شيوعًافي التاريخ الأمريكي. وقد ألقاه  الرئيس لينكولن أثناءالحرب الأهلية الأمريكية، عام 1863،.
وقد صاغ أبراهام لينكولن خطابه بحِرَفيّة جعلته يُعد أحد أكثر الخُطب شيوعًا في التاريخ الأمريكي،. وأحيانا، في المساء، كما يقول السيد أوباما، (كنت اترك مكتبي واذهب لقراءته).
ومثل لينكولن، فان الرئيس أوباما علّم نفسه كيفية  كتابة  الخطب، وبالنسبة له، أيضا، أصبحت الكلمات وسيلة لتعريف نفسه، وعلى التواصل مع الأفكار والمثل في العالم. وفي الواقع، هناك خيط واضح  ومشرق   يربط ما بين لينكولن والرئيس أوباما. وفي الخطب   التي ألقاها في مناسبات متعددة، كان اوباما  يسير  على خطاه ، وخدمه إتقانه للغة في  صياغة رؤية تاريخية واسعة، للمشاكل    الحالية التي تعيشها اميركا في ما يخص التمييز بين الأعراق وتحقيق العدالة في سياق تاريخي  متصل   يتتبع الى اين  وصلت اميركا وإلى أي مدى لا يزال يتعين عليها الذهاب. إنها الرؤية الأمريكية باعتبارها مشروعا غير مكتمل - رحلة مستمرة، لأكثر من قرنين من الزمان لجعل الوعود  التي اطلقها إعلان   الاستقلال حقيقة ملموسة بالنسبة للجميع.
وفي خطابه الوداعي  فان ما عبر عنه  السيد أوباما   من رؤية نافذة للتاريخ والشعور بالتفاؤل (جنبا إلى جنب مع التذكير بالعمل الشاق الذي يتطلبه ترسيخ الديمقراطية) كان يرتكز على قراءاته، ومعرفته بالتاريخ (وانعطافاته  غير المتوقعة) ، ومحبته  واستيعابه لاعمال كبار المبدعين  امثال شكسبير الذي ادرك  كامل الحقيقة البشرية: بحماقاتها ووحشيتها واخطائها المجنونة، ولكن أيضا بمرونتها، ولياقتها وأعمالها الجليلة. وكانت مسرحيات شكسبير، كما يقول اوباما، تمثل"بالنسبة لي مرتكزا لفهم الطبيعة البشرية
كانت قراءات اوباما متنوعة  فهو يقرأ مثلا رواية  الخيال العلمي مشكلات الجسم الثلاث” للكاتب الصيني ليو تسي شين  التي فازت بجائزة هوغو للخيال العلمي وهي  أهم جائزة بالعالم فى مجال أدب الخيال العلمى، ويطلق عليها جائزة “نوبل الخيال العلمى. ويعتبر انها كانت ممتعة  ، (ويرجع ذلك جزئيا الى ان مشاكلي اليومية  مع الكونغرس تبدو تافهة إلى حد ما - ولا شيء فيها يدعو للقلق. ما دام الغرباء  على وشك ان يغزونا! " في كتابه الذي صدر عام 1995 "أحلام من والدي"، يستذكر السيد أوباما كيف كانت القراءة أداة حاسمة في جعله يؤمن بما كان يعتقد، ويستذكر سنوات مراهقته، حين انغمس  في قراءة أعمال الكتاب الزنوج امثال بالدوين،و إليسون، وهيوز، ورايت ، ودوبوا ومالكولم إكس في محاولة "لان افخر بكوني رجل اسود في أمريكا." وفي وقت لاحق، خلال السنتين الأخيرتين لدراسته الجامعية     ، قضى فترة مركزة وعميقة  من التأمل الذاتي وقراءة منهجية للاعمال الفلسفية بدأً من سانت أوغسطين  مرورا بنيتشه، وايمرسون وسارتر إلى نيبور،
حتى يومنا هذا، ظلت القراءة جزءا أساسيا من حياته اليومية. وقدم مؤخراً لابنته مجموعة من  الكتب   أراد أن تشاركه في قراءتها  (من بينها روايات   "مئة عام من العزلة"، و "المفكرة الذهبية" و "المرأة المحاربة"). وفي كل ليلة كان يقضيها في البيت الأبيض، يقول  انه كان يقرأ لمدة ساعة أونحو ذلك و حتى ساعة متأخرة من الليل – وتتنوع قراءاته من الروايات  المعاصرة إلى الروايات الكلاسيكية.
 عن: النيويورك تايمز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

امريكا تستعد لاخلاء نحو 153 ألف شخص في لوس أنجلوس جراء الحرائق

التعادل ينهي "ديربي" القوة الجوية والطلبة

القضاء ينقذ البرلمان من "الحرج": تمديد مجلس المفوضين يجنّب العراق الدخول بأزمة سياسية

الفيفا يعاقب اتحاد الكرة التونسي

الغارديان تسلط الضوء على المقابر الجماعية: مليون رفات في العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

 ترجمة / المدى في الوقت الذي ما تزال فيه أوضاع واحتياجات النازحين والمهجرين في العراق مقلقة وغير ثابتة عقب حالات العودة التي بدأت في العام 2018، فإن خطة برنامج الأغذية العالمي (FAO )...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram